Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Aug-2017

تنامي الصراع بين الحوثيين وصالح ولا ضمانات لأمنه في صنعاء
 
صنعاء – تعيش صنعاء منذ اسابيع تحت وطأة التوتر بين القوات المؤيدة لصالح والحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية منذ أيلول(سبتمبر) 2014.  
في الوقت الذي ذكرت  فيه مصادر سياسية يمنية أن الحوثيين أبلغوا الرئيس اليمني السابق وحليفهم في حكم الأمر الواقع في صنعاء علي عبدالله صالح بعدم مغادرة مقر اقامته وأنهم غير مسؤولين عن أمنه في أحدث حلقة من حلقات التصعيد بينما ما يزال التوتر يخيم على العاصمة اليمنية.
وبحسب المصادر ذاتها فإن صالح طالب أنصاره بالتزام الهدوء وتجنب التصعيد خشية على حياته، وسط احتقان في صفوف قيادات حزبه المؤتمر الشعبي من ممارسات الميليشيا الشيعية المدعومة من إيران.
وتردد أيضا أن بعض قيادات حزب المؤتمر الشعبي مارست ضغوطا على صالح لفض الشراكة مع الحوثيين.
ولم يتضح ما إذا كان الرئيس اليمني السابق الذي ظهر في استعراض للقوة قبل أيام في ساحة السبعين سيبقي على مستوى التهدئة الحالية مع تقييد الحوثيين لحركته أم أنه يخطط بدوره للتصعيد.
ويبقى التوتر سيد الموقف في العاصمة صنعاء مع الانتشار الكثيف لمسلحي الميليشيا الانقلابية، في رسائل مضمونة الوصول لحليف المصلحة (صالح) ولأنصاره، فيما أصابع الطرفين على الزناد ما ينذر بمواجهات مسلحة بين لحظة وأخرى.
ويعتقد أن قرار الحوثيين بعدم ضمان أمن صالح وتقييد حركته رسالة واضحة مفادها أن التحالف بينهما بدأ ينهار، لكن أوساط سياسية يمنية لم تستبعد وجود مقايضات على خط التسوية حقنا للدماء وخشية تفتت قوتهما فيما يواجهان حملة عسكرية من قبل قوات الجيش والمقاومة اليمنية بإسناد من التحالف العربي دعما للشرعية.
ورفض قيادي بارز في جماعة الحوثيين بشدة أمس إنهاء المظاهر المسلحة في صنعاء والانتشار الأمني قرب منزل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، مع تصاعد الأزمة بين الحليفين إلى مواجهات مسلحة.
ودعا حمزة الحوثي في تصريح صحفي إلى إعلان حالة الطوارئ في العاصمة اليمنية، معتبرا انها "ضرورة ومن يرفض ذلك يخالف دستور الجمهورية اليمنية".
وقال الحوثي لصحيفة صدى المسيرة التابعة للجماعة أنه "لا يحق لأحد الاعتراض على الانتشار الأمني في العاصمة صنعاء".
وطالب "الحكومة (الانقلابية المشكلة من الطرفين) بتوفير الرواتب للموظفين والتحقيق في إيرادات وزارة النفط والاتصالات" وهي وزارات محسوبة على حزب المؤتمر الشعبي الموالي لصالح. وافاد شهود أن شوارع العاصمة اليمنية تشهد انتشارا مسلحا كثيفا.
وظهرت إلى العلن بوادر انشقاق بين صالح والمتمردين الشيعة بعدما اتهمه هؤلاء بـ"الغدر"، مؤكدين أن عليه تحمل تبعات وصفه لهم بـ"الميليشيا".
من جانبه اعتبر أنور قرقاش وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية  امس الاثنين، أن التقارير الواردة من العاصمة اليمنية صنعاء، تنبئ بانفجار خطير في العلاقة بين حزب صالح والحوثيين.
وقال قرقاش في سلسلة تغريدات على تويتر، إن "التقارير الواردة من صنعاء تنبئ بانفجار خطير في العلاقة بين المؤتمر والحوثي". هذا الوضع لمصلحة اليمن ونحو الخروج من الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد، إثر الانقلاب الذي نفذه الحوثيون وقوات صالح على حكومة الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي.
وتابع "الواضح أن الحوثي هو العقبة أمام الحل السياسي والمبادرات الإنسانية"، مضيفا أن المواجهة القادمة في صنعاء قد تقصّر الأزمة أو تطيلها، لكنه أشار إلى أن الإمارات تسعى للخيار الأول.
وقال "أولوية السلام في اليمن والإغاثة الإنسانية في الشمال مرتبطة بالتطورات المتسارعة في صنعاء. إخضاع الحوثي للمؤتمر بمثابة استمرار للأزمة".
إلى ذلك يقول الباحث السياسي السعودي المهتم بالشأن اليمني علي عريشي، في تصريحات صحفية عن الحالة التي جمعت صالح بالحوثيين "لا يمكن وصفها بالتحالف السياسي بمفهوم التحالفات المتعارف عليها كالتحالف السابق بين المؤتمر والإصلاح مثلا، فصالح رئيس حزب يمارس السياسة والحوثيون يرفضون أصلا تشكيل حزب سياسي، كما أن صالح برئاسته للجمهورية اليمنية لثلاثة عقود يمثل نموذجا (للجمهورية) التي حاربت الإمامة وقامت على أنقاضها، بينما الحوثيون يمثلون النموذج الإمامي في أنصع صوره".
وأكد عريشي "الصدفة التاريخية وحدها هي التي جمعتهما في علاقة تشبه تزاوج العقارب، فصالح الموتور بتفجير النهدين لم يكن ليطيق رؤية خصومه على كرسي الرئاسة ولذلك أراد استخدام الحوثيين لابتزاز الداخل والخارج بهدف دعم وصول ابنه أحمد إلى الحكم، ورأى في الحوثيين فرصته المثالية لتحقيق أهدافه، كما وجدها الحوثيون فرصة تاريخية لاستعادة أمجاد الإمامة على كامل التراب اليمني في وقت لم تكن أقصى أحلامهم تتجاوز حدود الاستقلال بصعدة".
ويؤكد عريشي أن "الصدام بين صالح والحوثيين كان متوقعا منذ البداية، بل إنه تأخر أكثر من اللازم، لكن شرارته قد اشتعلت الآن بالفعل، ولن تنطفئ مجددا إلا بانتصار تام لطرف على الآخر"، كما يقول عريشي الذي يبدي في ذات الوقت قلقه من أن الصراع الوشيك بين صالح والحوثيين" قادر على استقطاب أطراف إقليمية ودولية، الأمر الذي من شأنه أن يحول اليمن إلى سورية جديدة".-( وكالات)