Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-May-2017

«الحل العسكري»: مـن المقصـود؟! - صالح القلاب
 
الراي - المفترض أّنَّ كل الذين يتحدثون عن أنه لا حلَّ عسكرياًّ للأزمة السورية، إن على مستوى الأفراد وإن على مستوى الدول، يقصدون بما يتحدثون به نظام بشار الأسد وقبله الروس والإيرانيين فالعقدة الحقيقية بالنسبة لهذه الأزمة عند هؤلاء ويقيناً أن المؤكد أنه ما كان من الممكن أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه وتصبح أوضاع سوريا هي هذه الأوضاع المرعبة فعلاً والمفتوحة على أسوأ الإحتمالات، وأسوأ الإحتمالات «التقسيم»، لو أن هذا النظام البائس إستجاب لمطالب الذين إنتفضوا في مارس (آذار) عام 2011 التي هي مطالب الشعب السوري كله وهي مطالب كانت معقولة وأيضاً مقبولة من قبل الجميع .
 
هناك مثل عظيم يقول:»السعيد من إتعظ بغيره والشقي من إتعظ بنفسه».. ولقد كان على بشار الأسد، وهذا إذا كان القرار حتى قبل ستة أعوام قراره وليس قرار الروس والإيرانيين ومعهم حسن نصر الله ، أن يأخذ العبرة من بلدين متجاورين الأول تونس الذي، بعد هروب زين العابدين بن علي، إكتفى من الغنيمة بالإياب وحلَّ كل تناقضاته وتعارضاته بالوسائل السلمية وأنتقل فوراً إلى التجربة الديموقراطية والثاني هو ليبيا التي أعطاها «الأخ العقيد» إسماً طويلاً هو :»الجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية العظمى» والتي حولها من دولة إلى شبه دولة والتي غير علمها الجميل بقطعة قماش أخضر بحجة أن هذا هو علم الدولة الفاطمية التي يعتبر جماهيريته إمتداداً لها.. والتي وصلت بسبب هذا كله إلى هذه الأوضاع المأساوية التي توجع القلوب !!.
 
لقد تربى بشار الأسد، الذي وصل إليه موقع الرئاسه بضربة حظ ما كان لا هو ولا أبوه ولا أي إنسان في سورية ينتظرها، على أن هذا الشعب لا يمكن حكمه إلاّ بـ «الكرباج» وإنه لولا مذبحة حماه الأولى ومذبحة الثانية ولولا الزنازين والسجون فلما كان بالإمكان حكم هذا الشعب ولذلك فإنه قد بادر وفوراً إلى مواجهة مسيرات مطلبية وسلمية بالحديد والنار وبالصواريخ والمدافع.. وهكذا فإن العنف يولد العنف والتصعيد يستدعي التصعيد المضاد وإلى أن وصلت الأمور إلى كل هذه المآسي التي وصلت إليها.
 
والأخطر أن بشار الأسد قد بادر ومنذ اللحظة الأولى إلى الإستعانة بالروس وبالإيرانيين وبالتنظيمات الطائفية والمذهبية التي تم «إستيرادها» حتى من أفغانستان وحتى من الصين.. ومن كل حدب وصوب فأختلط الحابل بالنابل وإزدادت الأمور تعقيداً على تعقيد وتواصل الإصرار من قبل هذا النظام وأعوانه على الحل العسكري وعلى إستخدام الأسلحة المحرمة دولياًّ فكانت النتائج كل هذه الأوضاع المأساوية... أكثر من ستة ملايين لاجئ ومشرد ومئات الألوف من القتلى ونزلاء سجون غير معروفة أعدادهم ويتناقصون يومياًّ بالإعدامات والموت تحت التعذيب .
 
ولهذا فإن المفترض أن كل الذين يرفعون شعار أنه لا حل عسكرياًّ لهذه الأزمة، التي أصبحت مأساة إنسانية، يقصدون نظام بشار ومعه الروس والإيرانيون وكل هذه الشراذم الطائفية المستوردة من كل حدب وصوب فالمعارضة السورية (المسلحة) لم تظهر أساساً إلا رداًّ على العنف وهي بقيت تتمسك بـ «المرحلة الإنتقالية» وعلى أساس (جنيف1) وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
 
إنه على الذين يقولون بأنه لا حل عسكرياً للأزمة السورية أن يوضحوا ما الذي يقصدونه فهناك حل «جنيف1» وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وهناك المرحلة الإنتقالية وهذا يجب توضيحه والإشارة إليه والتمسك به عند الدعوة لإستبعاد الحسم العسكري وذلك لأن المعارضة تواصل السعي لهذا الحل الآنف الذكر بينما هذا النظام ومعه الروس والإيرانيون يواصل محاولات إفشال هذا الحل ويواصل العمليات العسكرية وإستخدام حتى الأسلحة المحرمة دولياًّ خلافاً لقرارات الـ «آستانه» التي من المقرر أن تعقد إجتماعها الجديد غداً الأربعاء