Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Oct-2014

طلاب 2014.. هل أفسدتهم التكنولوجيا؟
الدستور - إسراء خليفات
مازال طلاب مدارس الأمس يتذكرون جيدا كيف كانت صرامة معلمهم ومدارسهم وهيبة المعلّم الذي لا تكاد العصا تفارق كفيه، كما لا تزال ذاكرة بعضهم تستحضر مشاهد العقاب البدني والعواقب النفسية التي خلفتها ثقافة «الجلد لكم والعظم لنا»، حينها كان الأطفال الصغار يضطرون إلى تقبل لسعات «عود الخيزران»، دونما إبداء الأعذار ومعرفة الأسباب ومسوغات العقاب، التي استوجبت لدى أستاذ المادة أو حتى إدارة المدرسة معاقبة هذا الطالب أو ذاك.
والان نجد الطلاب والطالبات يحملون الهاتف والاكسسوارات والماكياج والدخان من دون اي اعتبار او خوف من احد على الرغم من وجود تعليمات في وزارة التربية والتعليم تحظر على أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب استخدام الهاتف الخلوي، إلا أن الكثير من التجاوزات تحصل هنا وهناك بقصد أو بدون قصد، لأن التعليمات لم ترافقها عقوبات فاتخذت طابعا «وديا» بعيدا عن قسوة القوانين خلاف عن اخرين يحملون دخانهم في شناتيهم وفتيات يحملن المكياج وارتداء الاكسسوارات.
الرضوخ للتقليد
يتذرع عايد جمال «أب» بأنه يرضخ لطلبات ابنائه الذين يجلسون على مقاعد الدراسة حيث يطلب الطفل تقليد زملائه في حيازة هاتف خلوي، وفي أحيان أخرى تصر الأم على ان تحمل ابنائها الجهاز او الاكسسوارات بهدف بناء شخصيتهم واستقلاليتها.
الام خلود ناصر تشير الى انه لم يتوقف الأمر عند استخداماتهم للموضة وانما تعدت لتصل التكنولوجيا مبينة ان ابنتها في الصف التاسع اصبحت لا تمارس الكتابة على الدفتر وانما تصوير ما يتم شرحه من المعلمة على اللوح بالهاتف وعند عودتها من المدرسة تقوم بتفريغ ما بالصورة على الكتاب او الدفتر متعجبة من الحال الذي وصل اليه الطلاب الان حيث لم يعودوا يخافون من شيء او على شيء فقديما كنا نخاف من الاهل والمعلم والضرب او الحرمان اما الان اصبح كل شيء متوفر لهم ومع ذلك يشتكون.
أما الطالبة براءة خالد « الصف العاشر « تقول لقد تغير الحال الان عن زمن والدتي حيث اصبح من الامر الطبيعي ان اتوجه الى المدرسة واضعه القليل من المكياج على وجهي مؤكدة انها تحمل معها بعض الكريمات الواقية من اشعه الشمس الادوات الاخرى من المكياج التي تحتاجها الفتاه للمحافظة على مظهرها حيث تستخدمه عند خروجها من المدرسة مبررة ذلك بأن الزمن تغير عما قبل حيث اصبحت الفتاة تحتاج الى عناية منذ الصغر .
تهدئة لنفسه
أما تيسير احمد طالب في « التوجيهي « يبين انه يمر بمرحله توتر في هذا الصف حيث يحتاج ان يدخن بين فترة واخرى ليهدأ من نفسه قائلأ:» انه لم يكن يأخذ دخانه معه على المدرسة ولكن منذ دخوله التوجيهي اصبح يدخن في فترات الفرصة والفراغ مشيرا الى انه كبر ومسؤول عن نفسه وقراراته ولا أحد يملي عليه غير ما يريده ولم يعد يخاف من شيء حيث تغيرت الحياة وتطورت الاساليب واصبح للطالب حرية التعبير عما يريد والقيام بفعل ما يرغبه .
وقال سعيد باسل 35 عاما :» انه مهما كانت المبررات للفعل الذي لا يليق مع من يحملون أقدس رسالة على وجه الأرض فإن ما حصل لا يمكن تبريره أو القناعة به فلا يمكن محاربة المعلمين والمعلمات أو تهديدهم من قبل بعض الطلبة أو الطالبات.
مشيرا الى انه اصبح الطالب هو الامر والناهي في تلبية كل طلباته ولا يمنعه شيء ، يشبه طلاب الجيل هذا كالذين يمضون في رحلة لا شيء يعيق رغباتهم .
تفقد مخالف للمطلوب
ويؤيده الرأي شيماء انس مبينة ان ما تلاحظه على الطلاب الان يستيقظون ليعدون حقائبهم ،فبدل ان يضعوا الكتب او يتأكدون من نسيانهم لواجب او شيء للدراسة يتفقدون طعامهم ودخانهم او هاتفهم والفتيات مكياجهنّ واكسسواراتهنّمتأسفه على الزمن الذي كانت به طالبة حيث لا تستطيع وضع « بُكله « على شعرها مخالفة للقوانين خوفا من عدم ادخالها للدرس او ضرب المعلمة لها .
ويشير محمد حابس الى انه اصبح معظم الطلاب يتوجهون للمدرسة كروتين يومي كونه معتمدا على الدروس الخصوصية التي يتلقاها في المنزل فيأخذ المدرسة كرحلة متوجها اليها لقضاء بعض الوقت مع اصدقائه بدلا من الجلوس في المنزل والملل .
الجمع بين الموضة والمدرسة
وتوافقه الرأي بلسم يوسف مبينة انها تستيقظ كل صباح للذهاب الى المدرسة لاتفاق بينها وبين صديقتها بقضاء بعض النشاطات بينهن واستبدال الملابس بينهن والمكياج والاكسسوارات قائلة :» كل اسبوع نشتري شيئا جديدا من الامور التي تخص البنات ونتبادلها وبذلك نكون قد تشاركنا بأغراضنا أما الدراسة الفعليه تكون
في المنزل حيث تأتي المدرسة الخاصة لتعطيني الدرس وبذلك اكون قد جمعت بين الدراسة وبين الموضة وصديقتي.
أما زياد عامر يوضح انه كان والده شديدا عليه في بداية مدرسته حيث يريده ان يقضي مراحله الدراسية كما قضاها والده والالتزام بالدراسة وعدم وضع ما يستخدمه الشباب كالجل والهاتف وموضة الشعر ولكن ذلك لم يتناسب مع اصدقائه مما اضطره ان يخالف رأي والده لأنه يجد ان الزمن الحالي ومن حوله يختلفون عما قبل
حيث الاهتمامات لم تعد فقط الدراسة والانتباه للمدرس وانما فرضت عليه الانتباه لنوع الهاتف واخر قصه للشعر ونوع الجل الذي يستخدمه وغيره من الامور.
اعتقاد
 ويرى الدكتور مجد الدين خمش اختصاص علم الاجتماع في الجامعة الاردنية أن ظاهرة استخدام الخلويات والمكياج والاكسسوارات وغيره في المدارس والجامعات ظاهرة خطيرة جدا ومزعجة، وأن كثيرا من الطلاب كانوا يصادفون بحوادث عابرة نتيجة ارتطامهم بالأشجار والزجاج والحوائط في المدارس لانشغالهم بمكالمات ومسجات يضيعون عليها وقتا كبيرا، يفوق أحيانا ما يقضيه البعض في الدراسة والتحضير لها. ويغلب أن يحمل الأبناء الخلويات، فيما آباؤهم المدرسون منشغلون في التحصيل العلمي والتحضير، ولا يحملون تلك الأجهزة لاعتقاد أغلبهم بأنهم بعيدون عن التكنولوجيا ولا يودون معرفة أسرارها «على كبر».