Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Dec-2020

قصائد تنحاز للحكمة وتتغنى بالمحبة في لقاء عن بعد لديوان الهريس الثقافي

 الدستور- نضال برقان

 
أقام ديوان الهريس الثقافي لقاء إبداعيا جديدا، تضمن تأبينا للأديب الدكتور وليد محمد الحتاملة، رئيس الهيئة الأردنية للثقافة الإنسانية، والذي غيّبه الموت الأسبوع الماضي، إضافة إلى عدد من القراءات الإبداعية والمداخلات النقدية.
 
واستهل اللقاء مفرداته بقصيدة للشاعر عبد الرحمن المبيضين، في رثاء الدكتور الحتامله، وفيها يقول: «المـوتُ حــقٌ والـرَّحيـــلُ أكيــــدُ/ والرَّاحِــلُ الأغْلى الغَـداةَ وليــــدُ/ فأبــو أسامــةَ راحِــلٌ نحـوَ العُلى/ ولِجنّةِ الفــرْدوْسِ حَيــثُ يُريـــدُ/ إن شاءَ ربّي فهو من أهل التُّقى/ فهمُ الرّجــالُ الأنْقيــــاءُ الصّيدُ/ خُلُــقٌ يَزيـنُ الوَجْــهَ كيْفَ رأيتَـه/ نُـورٌ على مَـِّر الزّمــان يَزيـــدُ/ قلبٌ رقيــقٌ حينَ تسْبِــرُ غَـــوْرَه/ لكـنّ عـزم الصَّـادقينَ حَــديــدُ/ في كلِّ أمْـــرٍ كنـتَ تَــسمَعُ رأيَه/ فالرَّأيُ منـه صَـــادقٌ ومُفيــدُ/ حُـزْني عليه كما حَزِنْتُ على أخي/ الـرّاحلُ المغــوارُ والصِّنــديدُ/ فهُــما رجــالٌ والرِّجـال قليلـــــةٌ/ وكِلاهُمـا في الـرّاحلينَ عَميدُ/ أسَفـي عليْكُم يا كِبـــارُ فَلوْعَتي/ في كُلِّ يوْمٍ ما حَييتُ تَــزيـدُ».
 
تاليا قدم الناقد فوزي الخطبا مداخلة ذات طابع وجداني تحدث خلالها عن الراحل وليد الحتامله، ودوره الثقافي من رئاسته للهيئة الأردنية للثقافة الإنسانية، إضافة إلى مجلة (بوح القلم)، التي كان يرأس تحريرها.
 
الشاعرة إيمان أحمد يوسف، من مصر، قرأت قصيدتين، واحدة بالعامية وقد انحازت فيها للطفولة والمحبة والسلام الإنساني، وأخرى بالفصحى وحملت عنوان «عفوا.. لن أبيع شرفتي»، وفيها تقول: « أخيرا../ أنفلتُ من الأيامِ الثقيلةِ/ مع جهازِ الاختبارِ الحسيِّ/ أقرأُ المستقبلَ/ في محرابِ الفكرِ/ يشاركُني الليلُ/ ويأتي القمرُ/ نفكّرُ سويّا/ يأسرُني. يهديني. يأمُرُني/ أنْ أعترفْ/ عفوا../ مهما نختلفْ/ لن أبيعَ شُرفَتي/ لن أخونَ يمامتي/ لن أموتَ قبلَ ميتتِي/ ولكم محبتي/ سئمتُ الغيامةَ. القتامةَ. الصحفْ/ رائحة المطَهِّرِ والكمامةْ/ الصرامةَ والسخفْ/ سأبقى هنا../ انتظرُ الصباحَ/ وصديقتي اليمامةْ/ ولن أبيعَ شرفتي..!».
 
تاليا قرأت الأديبة شيرين العشي قصيدة بعنوان «الحرص والجشع»، للشاعر نايف الهريس، والتي نقرأ منها: «رِدا الحرص دفء شحنُهُ طمعُ/ وطاوي المدى في بخله ورعُ/ إذا ما ارتضى ناس حلالهُمُ/ فبارك لهم نفسا بها قنعوا».
 
وقرأت الأديبة حياة دراغمة مقطوعات شعرية قصيرة، انحازت للتكثيف والصور الشعرية المبتكرة، وفي واحدة منها بعنوان «خطوط ضبابية»، تقول: «خطوط ضبابية/ أزقة منفية/ بريق هناك/ ينتعل همه في نزهة/ تدافعت الأجوبة/ لماذا تُنكّسين الهمة/ وأنت عالية كما الموج/ ارتطم الخيال بالمنطق/ وكان الحذر يتقدم/ على قمة الدلال/ وذهب الوعد باتجاه اللي/ ورأى الأوراق في منامه تتمزق». وفي مقطوعة أخرى تقول: «لم نعد نحلق/ كنا نذهب باتجاه الريح/ نركض مع الفراشات/ ننظر في وجه الماء/ نبتسم للسماء/ نعيد الحكايات/ نزف الأخبار/ نضحك بإصرار/ الألم يعرفنا ساعة/ تغذينا القناعة/ الليل له ألوان/ الغناء صوت أصيل/ لا تكفينا المواويل/ ولا ترجفنا الأقاويل/ الآن تهالكنا.. ولو بعدت مخاوفنا/ سننتصر.. ونعيد الوقت من الغد».
 
وكانت القراءة التالية للشاعر نايف الهريس الذي قرأ قصيدة بعنوان «شيب لِمّتي»، تضمنت خلاصة تجربته في الحياة، وانحازت للحكمة، وفيها يقول: بحر الحياة يموج بالآيات/ سفر الوجود بها نهى صفحاتي/ لغةٌ تدثّر ثوبَها والحرف في/ قلم الزمان يخطّ ما هو آت/ زرع النهارُ شجيرةً بمحاوري/ فاستكملت عقد الثمار بذاتي/ والكدّ أعطى للحياة لذاذة/ دفي اللجين بها معين هباتي/ يا ظمأة قومي اشربي من غيمتي/ وبها الرذاذ الحي من حُرُقاتي/ في عين دميتها نواظر دهرنا/ وجْدا يقيس العمر بالساعات/ ركضا بمعطاء الحياة حصانه/ في صفنة عُدّت لخيل نجاتي/ فأتى المشيب ولم أكن لمّا أتى/ أستنطق الأحداث في غفلاتي/ دنيا.. تألق أمسها في يومها/ لغد أنار الدهرَ في مشكاتي/ قل للذي شاخ السنين بسرّه/ يا غرُّ.. ليس السر بالسنوات..».
 
وقرأ الشاعر نصر بدوان قصيدة قال فيها: «في السياسة/ ترتفع الأصوات حتى/ جفاف الحناجر/ في الحب تهمس/ حتى ابتلال الروح بالمعنى/ فامنحيني كتاب عينيك قليلا/ لأقرأ ما بين السطور/ أضع النقاط على الحروف/ لكي تبقى مبهمة/ نحتاج أحيانا بعض الغموض/ لنشعل النص بالأسئلة/ فلا تمر مرور العابرين عليه/../ في يوم خريفي كهذا/ من فيض أيلول/ يعانق الروحَ فرحٌ/ من نوع مختلف/ يغري باحتضان الوجود/ وضم الورد الذابل/ نحو القلب/ ليرقص في بهجة وردية/ تحاكي الشفق/ فعند المساء ترق الروح/ وهي تستقبل ليلا طويلا التأمل/ على أعتاب أحلام/ قد تكون سعيدة..».
 
وشهد اللقاء، الذي أدار مفرداته نضال برقان، مداخلات انطباعية ونقدية حول قصائد اللقاء، شارك فيها الأديب والإعلامي المصري أحمد رضوان، والناقد الدكتور رائد الحاج من سوريا، والناقد الدكتور سعيد أصيل من المغرب والناقد الأستاذ فوزي الخطبا من الأردن، وبعد أن توقفت تلك المداخلات عن أبرز جماليات قصائد اللقاء، تطرقت إلى راهن الشعر العربي المعاصر، وما يواجهه من تحديات، بخاصة فيما يتعلق بسلامة اللغة، وهو الأمر المرتبط بما تواجهه اللغة العربية بعامة، على الصعد كافة، من تحديات كبيرة، تستوجب عودة للعربية واحتراما لأصولها وجمالياتها.