Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Jan-2018

نتنياهو يعمل في بيئة عمل خطرة - سامي بيرتس

 

هآرتس
 
الغد- مكالمة ليلية لثلاثة شباب – حتى لو كانوا أبناء أشخاص مشهورين – الذين شربوا القليل من الكحول، لم تكن لتتحول إلى حديث اليوم في الدولة التي يعمل فيها رئيس الحكومة في بيئة طبيعية. ولكن بما أن الكثير من الأمور غير الطبيعية التي تحدث في السنوات الاخيرة عندما يدور الحديث عن رئيس الحكومة نتنياهو – بدء من الاتصال الفاسد مع رجال أعمال وتلقي الهدايا منهم ومرورا بفضائح في مكتبه والتحقيق معه ومع مقربيه وانتهاء بالهجوم التشريعي المتوحش ضد مصالح الجمهور الواسعة.
بسبب أن بيئة عمل وحياة نتنياهو ليست طبيعية، يمكننا أن نرى في المكالمة الليلية التي كشفها المراسل غاي بيلغ وثيقة هامة فيها ما نتعلمه عن الاسرار والاكاذيب والنفاق. ويمكننا التخمين أنه لم تكن ستنشر لو أن الظروف كانت مختلفة.
لو أن يائير نتنياهو كان يقضي وقته في مساعدة الطائفة وزيارة دور العجزة ويساعدهم بدل الاستجمام في نوادي العاريات، لكان يمكن الافتراض أننا لم نكن لنهتم بمسألة لماذا يجب على الدولة تمويل حراسته وتوفير سائق له عند ذهابه إلى الاستجمام. لو أن المحادثة بين الشباب الثلاثة تجري على الرومانسية أو الاقتصاد، لكان يمكن الافتراض أننا سنمل منها، لكنها ذهبت أبعد من هذه المواضيع – مومسات، عاريات، تطبيق فتيات وبالطبع "والدي رئيس الحكومة الذي دبر لوالدك رجل الأعمال تسهيلات اقتصادية".
لو أن نتنياهو تخلص من نتان ايشل، رئيس مكتبه السابق، بعد تحرشه بالموظفات ولم يبقه قريبا من العائلة لكان قد ارسل لابنه رسالة واضحة عن كيفية التحدث والتصرف مع النساء. لو أن نتنياهو الصغير كان يستجم مع اصدقاء عاديين وليس مع إبن أحد رجال اعمال ملوك الغاز، كوبي ميمون، في ذروة المحادثات حول صيغة الغاز التي حددت السعر المرتفع له والمنافسة المنخفضة المتوقعة في هذا القطاع، ربما كانت هذه المحادثة الليلة تكون أقل اهمية.
لو أن يائير لم يطرح موضوع الغاز ولم يربط بين ما دبره والده رئيس الحكومة لوالد نير ميمون (20 مليار دولار) وبين ما توقع الحصول عليه منه في المقابل (استجمام بكلفة 400 شيكل)، حينها كان يمكن اعتبار هذا هراء.
لو أن يائير لم يوضح اثناء المحادثة أن والده أضر بكوبي ميمون في لجنة شيشينسكي – حيث أدى إلى زيادة نصيب الدولة من مداخيل الغاز، وعوض ملوك الغاز في الصيغة الكريمة التي وفرت لهم سعرا مرتفعا جدا، الذي حصلوا عليه مقابل الغاز من شركة الكهرباء – لكنا صدقنا أن الابن شرب أكثر من اللازم بقليل. ولكن لو أنه شرب فهذا لم يكن واضحا من خلال التحليل الدقيق الذي قدمه في تلك الليلة في السيارة.
لو أن تلك القضية لم تكشف، لكان رئيس الحكومة غير مضطر للرد عليها واعتبار ميمون أحد اصحاب حقل الغاز "تمار" – خلافا لادعاء ميمون الرسمي بأنه ليس من اصحاب حقل الغاز. ولولا رد نتنياهو لبقينا نعتقد أن ميمون له علاقات صداقة فقط مع وزيرين هما موشيه كحلون وحاييم كاتس، اللذان امتنعا بسبب ذلك عن التصويت على صيغة الغاز. لو أننا عرفنا في الوقت الصحيح أن يائير نتنياهو له صداقة حميمية مع إبن ميمون، لكان هذا سيقصي نتنياهو الأب عن النقاش في صيغة الغاز. لكننا لم نعرف هذا لأن نتنياهو لم يكشف، مثلما أخفى علاقته مع صاحب السيطرة على "بيزك"، شاؤول الوفيتش، في الوقت الذي كان فيه وزيرا للاتصالات.
هذا التسجيل يضاف إلى شهادات الاشخاص الذين عملوا في محيط نتنياهو، بدء بالعاملين في منزله ومرورا بمدراء مكتبه وانتهاء بسياسيين رفيعي المستوى عملوا معه. كمية الاسرار والاكاذيب التي كشفت في القضية تجسد مرة اخرى إلى أي درجة عمل نتنياهو في محيط خطير وغير عادي، ليس بسبب الوضع الامني أو الاقتصادي، بل بسبب اسلوب الادارة الذي تدهور في السنوات الاخيرة إلى وضع مخجل ومحرج. هذا هو الخطر الاكبر لحكم نتنياهو والثقافة السياسية في إسرائيل.