Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jul-2019

والقيادة الجماعية.. في الأحزاب؟!*د. زيد حمزة

 الراي-صديقي الحزبي العتيق والمثقف واسع الاطلاع على تاريخ الاحزاب الشيوعية اتصل بي بعد قراءة مقالي (سؤال الرئاسة الجماعية) في الاسبوع الماضي ووافقني عليه ثم طرح سؤاله الموازي: ولماذا الاحزاب ايضا لا تتخلى عن الرئاسة الفردية وتلتزم بنهج جديد يقضي بان تكون قيادتها جماعية، وأكد لي انه اقترح ذلك على حزبه منذ وقت طويل وعدّد المبررات لتغيير طريقة الرئاسة الوحدانية فيه او في اي حزب آخر لأنها في تقديره تخلق مع الوقت دكتاتورية قد تودي به الى الهاوية، وأشار الى تجربة الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي فبيّن مثلا النتائج الكارثية لرئاسة غورباتشوف الامين العام للحزب الشيوعي السوفيتي على الحزب نفسه وبالتالي على الدولة السوفيتية اذ حدث ما حدث من تفكيكها وانهيارها، أو الى تجارب سابقة لنفس الحزب اوصلت اشخاصاً الى منصب الامين العام ثبت انهم أقل من قدرات القيادة وأدنى من مستوى طموحات الجماهير، ناهيك عن تاريخ الامين العام الاشهر جوزيف ستالين الذي جمع في شخصه بشكل صارخ تناقضات القيادة المطلقة سواء مع الديمقراطية او مع تداول السلطة!

 
وانطلاقاً من هذه الصورة النقدية الموضوعية لأكبر الاحزاب الشيوعية يمكن الاشارة دونما حرج الى احزاب عقائدية عندنا كحزب البعث وما جرى فيه وله جراء الهيمنة الفردية لأي أمين عام فيه، وفي قراءة حيادية لمذكرات العديد من مناضليه السابقين وبعضهم من قادته الكبار يمكن الوصول الى نفس الاستنتاج الذي وصل اليه صديقنا في ضرورة تغيير هذا النمط الفردي الى جماعي كوسيلة لتحسين الاداء وتطوير القدرات المتراكمة والمتساندة في الحزب وتجنيبه الانحرافات الخطيرة التي ذهبت حتى بارواح كثير من الرفاق على ايدي الرفاق والاخطاء المرتكبة ضيعت فرصا ذهبية كثيرة على الاقطار العربية فحالت دونها والتقدم وانجاز اهداف الحزب في الحرية والاشتراكية والوحدة العربية..
 
من الملاحظ ان صديقي تجنب الاستشهاد باسماء امناء عاميّن في الاحزاب الشيوعية العربية ارتكبوا اخطاء عديدة استطاعوا تغطيتها بسلطاتهم المطلقة خصوصاً اثناء العمل السري المحفوف بمخاطر مداهمة الاجهزة الأمنية، ومن ناحيتي ايضاً لن أتعرض لزعامات في حزب البعث عرفتُها كما عرفها القاصي والداني سواء قبل او بعد وصوله الى الحكم في سوريا والعراق ولعل السبب ليس خشية مس مشاعر من لا يزالون يؤمنون بتلك الزعامات وينكرون ما اقترفته من اخطاء او خطايا لم تعد خافية على احد بل لأن من غير المجدي الاتيان على ذكرها الآن!
 
وبعد.. فليس طرح سؤال القيادة الجماعية على الاحزاب كما تم طرحه بالنسبة للدول والحكومات سوى استكمالٍ لحوارٍ عقلاني ديمقراطي قائم منذ زمن بعيد، مع عدم الادعاء بوجود بدائل جاهزة تصلح لكل البلاد وكل الاحزاب!