Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Aug-2018

بطاركة الشرق يدعون إلى الدولة المدنية - الاب رفعت بدر

الراي - صدرت قبل أيام رسالة بطاركة الشرق الكاثوليك الحادية عشرة، وقد دأبوا على توجيه رسائلهم إلى مؤمنيهم في شتى أماكن اقامتهم. الجديد في الرسالة الحالية أنها تأتي بعد ما يسمّى بالربيع العربي، وما تعرّض له سكان المنطقة من تغيّرات دموية وجذرية. وكذلك بعد ما تعرّض له مسيحيو الشرق تحديدا من تغيرات ديموغرافية، تمثلت بشكل خاص بوضع غطاء قاتم على صورة التعددية الدينية الناصعة والمشعة والمشرقة في بلدان الشرق، وبالأخص في البلدان العربية.

ولمّا كانت الرسالة تقف بين منطقتين خطيرتين: الحاضر المتعب والمستقبل الغامض، جاء عنوان الرسالة مميّزاً "مسيحيو الشرق اليوم: مخاوف وآمال".
ترتكز الرسالة التي يوقعها سبعة رؤساء للكنائس الكاثوليكية الشرقية، وهي للتذكير: اللاتين والروم الكاثوليك والموارنة والكلدان والسريان الكاثوليك والأرمن الكاثوليك والأقباط الكاثوليك، ترتكز على قول القديس بولس"يشتد علينا الضيق من كل جانب ولا نُسحق، نحار ولا نيأس"، وتنقسم إلى ثلاثة فصول ونداء: الأول ماذا نقول لمؤمنينا؟ والثاني ماذا نقول لمواطنينا وحكام بلداننا؟ والثالث ماذا نقول لصانعي السياسة في الغرب ولإسرائيل؟
وللمؤمنين تقول رسالة البطاركة: اثبتوا في ايمانكم وفي أوطانكم وساهموا في بنائها، سواء بقيتم فيها أم أجبرتم على هجرها...كونوا في قلب بلادكم صنّاعاً لتاريخها مهما كانت قسوة الناس أو الأحوال.
وللحكام، تكرّر الرسالة وتؤكد على ضرورة تجديد التربية الدينية، وعلى تحمل المسؤولية في تنظيم شؤون البلاد وفي التعامل مع الغرب، وفي"مواجهة الدمار والانقسامات التي يريد أن يفرضها علينا". وتشدّد الرسالة على واجب معالجة الفكر المتطرّف وتجديد الخطاب الديني وتعزيز روح المشاركة وإشاعة"روحية المودة واحترام التعددية الدينية والفكرية".
وأخيراً تقول الرسالة للغرب ولإسرائيل: ان ثبتم في طرق الموت سيبتلعنا الموت يوماً جميعاً، نحن وأنتم. تنبّهوا، بدّلوا سياستكم المدمّرة لبلادنا ولنا نحن المسيحيين في الشرق. وتصرّح على أن السلام في فلسطين–وفي القدس تحديداً- هو مفتاح السلام في المنطقة وفي الغرب نفسه، وهو سلام ممكن ان توفرت البيئة الصادقة والإرادة لصنع السلام.
الامر الملفت في الرسالة أنها تضع حلاً لمعضلات الشعوب في المنطقة وعدم الانسجام، وعدم الشعور بالراحة، فتدعو، ولعلها المرّة الأولى، بهذا الشكل المباشر والصريح لإنشاء الدولة المدنية، فتقول: نريد من حكّامنا أخيرًا أن يبنوا لنا الدولة المدنيّة التي تساوي بين جميع مواطنيها، لا يفرّق شيء بين مواطن ومواطن، لا الديانة ولا أيّ سبب آخر. دولة يشعر فيها كلّ مواطن أنّه في وطنه وأنّه مساوٍ لجميع مواطنيه، وكلُّ فرص الحياة والحكم والعمل متاحة له، مهما كان دينه. فهو أخ لكلّ أخ له في الوطن الواحد، وله وعليه الحقوق والواجبات نفسها. وتبيّن الرسالة أنّ "الدولة المدنيّة تفصل بين الدين والدولة، ولكنّها تحترم كلّ الأديان والحرّيّات".
شكرا اصحاب الغبطة، والكرة في مرمى مؤمنيكم وحكام المنطقة وسياسيي الغرب !
Abouna.org@gmail.com