Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jun-2019

نهاية المشروع الوطني الفلسطيني !!*رجا طلب

 الراي-أصبحت على قناعة تامة وأكثر من أي وقت مضى أن مسلسل التصفيات الجسدية والاغتيالات التي طالت القيادات الفلسطينية وتحديداً قيادات حركة فتح والتي بدأت في مطلع السبعينيات من القرن الماضي كان الهدف منها انهاء أدوات المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس، وكان الزعيم الراحل ياسر عرفات هو الصخرة الأخيرة في جدار هذا المشروع والذي انهار بغيابه، حيث وبعبقرية على اختيار أدوات المواجهة والمقاومة بدقة وحسب الواقع الموضوعي والظرف السياسي، فجمع بين البندقية مع الحجر مع الدبلوماسية وعندما قبل باتفاقات اوسلو عام 1993 كانت عينه على العودة لداخل فلسطين والبدء من هناك مرحلة جديدة من المواجهة والنضال ضد الاحتلال، وفجر بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد (2) في طابا الانتفاضة المسلحة في وجه شارون الذي سرعان ما اتخذ قرار اغتيال عرفات، حيث كان شارون يدرك أن لا بديل قادر على إدارة وتنظيم النضال الفلسطيني بالقدرة والحكمة والدهاء الذي طالما تميز به ياسر عرفات.

 
اليوم وبعد هذه السنوات من غياب «عرفات» نجد أن القضية الفلسطينية تكاد تكون منسية وفقدت قيمتها النضالية والسياسية بل قيمتها الإنسانية، ونجد أن المشروع الوطني الفلسطيني تم القضاء عليه وتحديداً بعد أصبحت السلطة الوطنية الفلسطينية متماهية مع مشروع الاحتلال من خلال أجندة التنسيق الأمني.
 
وبوصول الواقع الفلسطيني إلى هذه المرحلة من التماهي مع الاحتلال والاتفاق معه، انتهى من الناحية العملية المشروع الوطني الفلسطيني الذي هو في الأساس مشروع مقاومة ونقيض كامل للاحتلال، وما يعمق الأزمة الفلسطينية هو غياب أي مشروع آخر للمقاومة سواء أكان هذا المشروع هو مشروع ثقافي أو اقتصادي أو علمي. ولأهمية هذا العنوان فقد عقدت مؤسسة الدراسات الفلسطينية في الشهر الماضي ندوة خاصة في مدينة لارنكا تحت عنوان (ماهية المشروع الوطني الفلسطيني) شارك فيها عدد من السياسيين والباحثين وخلصت تلك الندوة المهمة إلى ثلاث نقاط حيوية تشكل معاً خياراً مؤقتاً لغياب المشروع الوطني الفلسطيني وهي:
 
أولاً: دعم صمود الشعب الفلسطيني فوق أرضه كخطوة لا بد منها لإفشال تهويد الأرض وقضمها.
 
ثانياً: العمل قدر المستطاع على استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام السياسي وإعادة الوحدة الجغرافية بين الضفة الغربية وغزة.
 
ثالثاً: الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.