Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Jun-2020

عمرو موسى إذ «لا» يَرى في «إسرائيل» الخطرَ الأكبرعلى العرَبْ!*محمد خروب

 الراي

يعود عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية, وأشهر وزير خارجية مصري على قيد الحياة.. الى الأضواء بين حين وآخر في حنين الى ماض لن يعود, مُطلِقاً أحكاما ومُسترسِلاً في تحليلات تكاد تقول الشيء ونقيضه, إذا ما عاد المرء إلى أرشيف مقالاته ومقابلاته، وتصريحاته وخصوصًا ما جاء في مذكّراته المثيرة للجدل الموسومة «كِتابِيَه» والتي ذهبَ فيها بعيدًا وغالَى كثيرًا حدود الشطط والافتئات, بإيراده معلومات مغلوطة بل مُخترعَة عن الزعيم جمال عبد الناصر, ما استدعى ردود أفعال غاضبة وشاجِبة لما بدا وكأنه -بل هو كذلك- تصفية حساب مع الرئيس المصري الراحل, فيما كان مجاملًا ورقيقًا بل مُعجبًا بممارسات وسلوك وخصوصًا سياسات الرئيس السابق أنور السادات وخليفته حسني مبارك, الذي كان ما يزال على قيد الحياة عندما نُشِرَت تلك المذكرات, رغم إطاحته من قِبل الشعب المصري في ثورة 25 يناير المجيدة.
 
عمرو موسى.. خرجَ على المشاهدين والمُتابعين الخميس الماضي وعبر قناة «سكاي نيوز عربية» ليقول: أنّ «تركيا» تُشكّل الخطر الأكبر على العالم العربي حاليًا.. ولم ينسَ بالطبع تذكيرنا بأنّ أنقرة أكثر خطورة من طهران نظرًا لقدراتها (تركيا) الاستراتيجية، وكونها عضوًا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)..دون أن يأتي بذكْر او بكلمة واحدة عن الخطر الدائم الذي شكّله ويُشكّله المشروع الصهيوني الكولونيالي الإحلالي الاستعماري والعنصريّ, على الهوية العربية، وخصوصًا الفلسطينية، بل والمنطقة بأسرها.. وبخاصة في ظلّ الهجمة الصهيوأميركية العاتية المدعومة بحماسة لافتة من بعض العرب، والهادفة ضمن أُمور أُخرى إلى تصفية القضية الفلسطينية والطمس على الحقوق العربية والفلسطينية, والتي حملَتْ العنوان المُذلّ «صفقة القرن», وغدَت موضِع مُساومة ومُزايدات بين حلف الشرّ الأميركي/ الصهيوني, والذي يروم في النهاية تدشين «عَصْرَيّْ» الهيمنة والأسرَلَة عبر تكريس نهج التطبيع, الذي يُهروِل إليه بعض العرب, دون أيّ اعتبار أو خشية من مُحاسبة أو عار يلحق بهم أو اكتراث بالمصير البائس الذي ينتظرهم.
 
ليس ثمّة سوى بعض المخدوعين أو المُعجبين بإفراط بالمشروع العثماني الجديد الذي يقوده الرئيس التركي أردوغان, والذي اتّخذّ أشكالًا مُتعددة من الاجتياحات الاقتصادية، الثقافية، والتاريخية وانتهت راهنًا إلى اجتياحات واحتلالات عسكرية في سوريا وليبيا وقواعد عسكرية في دول عربية وإفريقية ذات موقع استراتيجي، والخطورة تكمن في «دور» جماعات الإسلام السياسيّ التي لا تُخفي تحالفها مع أنقرة وتَرطُن بخطاب إسلاموي, يرى فيه خليفة المسلمين «الجديد» والمُحرّر المُقبِل (اقرأ المزعوم) للقدس وفلسطين, وغيرها مما تحفل به خطابات ومُقررات مؤتمرات الثرثرة التي يَستضيفها حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.
 
لكن أن يتمّ هذا الـ«نسيان» المقصوذ بذاته ولذاته لخطر إسرائيل الماثِل, حيث تتواصّل الآن وبخبث عملية مُتدحرِجة تروم اعتبارالعدو الصهيوني صديقًا وحليفًا مُحتمَلًا لمحاربة أعداء مُفترَضين، أو تمّ اختراعهم للتغطية على «القصور» العربيّ الفادح في مواجهة المشروع الصهيوني الاستعماريّ العنصري الاستيطاني، فهو أمر يدعو للشجب والإدانة, أقلّه أنّ المشروع العثماني الجديد الذي يرى بلادنا مُجرّد «ودائع عثمانيّة», لن يختلفَ مصيره عن المشروع العثماني القديم الذي جثمَ على صدور أمّتنا واستنزف شعوبنا وثرواتنا, وأوقعَنا في الفقر والجهل والتخلّف. لكن المشروع الصهيوني المُندفع بضراوة وغطرسة ودعم اميركي, والمُخترِق لمعظم المجتمعات والاقتصادات و«الأسرار» العربية, هو الذي «يجب» وبالضرورة أن يُمنحَ الأولوية في المجابهة والتصديّ وحشْد ما يمكن حشْده, من قوى وقدرات وخبرات لهزيمته ودرء مخاطِره.
 
ليست مهارة التحليل واستخدام المصطلحات «الكبيرة» والفخمة, هي التي يحتاجها الجمهور العربيّ من نخبة «متقاعدي» السياسة والدبلوماسية العرب, بقدر ما نحن بحاجة إلى ضبط المُصطلحات وتسمية الأشياء بأسمائها, وامتلاك قدرة (اقرأ شجاعة) التأشير على مواقع الخلل, وإسهامات البعض «العربي» في نسف جدول الأعمال العربي, ومحاولة فرض جدول أعمال لا يخدم سوى أعداء الأمة ورهط الساعين لاستعادة بناء أمجادهم الغابرة وخزعبلاتهم المُؤسطرَة على حساب شعوبنا وأمّتنا، والخطر الصهيوني في مقدمتها وعلى رأس الأولويات, تليها أخطار قد تكون كبيرة لكن لا يجب أن تشغلنا عن مواجهة المشروع الصهيوأميركي الزاحف, والمدعوم من بعض العرب.