Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Feb-2020

مع «هوية» أي إسرائيل تطبعون؟ وبأي «حدود» لها تعترفون؟ (1-2)*محمد خروب

 الراي

لم يكن أحد يتصور أن يخرج علينا مسؤول عربي...عسكرياً كان ام سياسيا ام من «نخبة» ما يسمى المجتمع المدني, ليقول لنا: ان اسرائيل في نظره لا تختلف عن سويسرا؟. ولم يكن يخطر في بال أحد أن يصل «تسونامي التطبيع» مع دولة العدو الصهيوني الى هذه الدرجة من الإستفزاز والمس بمشاعر وكرامة مئات الملايين من الشعوب العربية, التي ما تزال رغم كل الطعنات والخروج السافر على الثوابت الوطنية والقومية, وما تتحمله هذه الشعوب من عسف واضطهاد وبطالة وفقر وقمع وانتهاكات لحقوقها الاساسية, وكمّ أفواهها والنطق – زورا – باسمها، ترفض التطبيع وتُواصل معارضته وعدم الخضوع لهرطقات ومروق وترَهات المطبعين, ايا كانت جنسياتهم وايا كانت لغة خطابات الاستسلام التي يروّجون لها ويبذلون جهودا مُضنية من اجل تمريرها, وخصوصا بدفع الرشاوى لمن يَرون ان لديهم قابلية إدارة الظهر لكل مشروعات الامة الوطنية والقومية, وخصوصا إصرارها على التحرّر والإنعتاق من رجس الصهيونية والإمبريالية والمثلث الاستعماري الغربي, الذي يُشكل (ومعه بعض العرب) الظهير الاساسي لدولة العدوان ومشروعها العنصري الإستيطاني على ارض فلسطين وخارجها.
 
لم يَقُل لنا صاحب النظرية الجديدة حول «تساوي» اسرائيل مع سويسرا، كيف توصّل الى نتيجة صادمة كهذه؟ وليس لديه بالطبع القدرة على عقد مُقارَنة بين دولة محايدة أو لنقل ديمقراطية لا تتدخل في شؤون الآخرين, ولا تحتل اراضي الغير وهي بالتأكيد لا تُخطط لاجتياح دول مجاورة ولا توكل لاجهزتها الاستخبارية, مهام الإختراق الامني والعسكري والتخريب الاقتصادي وادارة «التمردات» داخل دول اخرى. تمرّدات ذات نزعات انفصالية على اسس عرقية ودينية ومذهبية, وغيرها مما يحفل بها قاموس اجهزة الاستخبارات الصهيونية وراعيتها الاميركية, التي لم تتوقف لحظة واحدة عن تدبير الإنقلابات ودعم وتمويل حملات التخريب وحركات الإنفصال.
 
لم يقل لنا رموز التطبيع ومَن يدعمهم ويمولهم في المنطقة العربية، مع «هوية» اي اسرائيل يُطبّعون، أهي التي أقرّت قانون «يهودية الدولة», و تزدري القانون الدولي ولا تقيم وزنا لمعاهدات واتفاقات وقّعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية, وتزعم بحثها عن السلام وترغب فيه,لكنها لا تلتزم بأي بند فيه, ودائما ما تدير ظهرها باستعلاء لأي دعوات لالتزام الاتفاقات وتنفيذها؟ وها هو اتفاق اوسلو واتفاقية باريس الاقتصادية وغيرها من الملاحق والبروتوكولات التي تم توقيعها بعد 13 أيلول 1993 وبعد ربع قرن ونيف على الاحتفال به في حديقة «الورود» بالبيت الابيض, تلفظ أنفاسها ولم يعد احد يحفل بها او يأخذها في الاعتبار.
 
مع هوية اي اسرائيل تطبعون؟ أهي تلك الجديدة التي اشهرها الثنائي ترمب – نتنياهو في البيت الابيض, وتم وصفها «صفقة القرن»؟ وهل بِتُّم تعترفون بها؟ ولم تعد فلسطين في نظرِهم.. وطن لشعب مقموع ومشرّد ومُطارد في أربع رياح الارض؟ وهل شطبتم فلسطين وشعبها من قواميسكم وبِتُّم اصدقاء لإمبراطورية الشر اليهودية الآخذة في التمدّد والإنتشار؟.
 
... للحديث صلة.