Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Feb-2020

ماذا يفعل الجيش التركي في سوريا؟*محمد خروب

 الراي

رغم الدمار والخراب اللذين أحدثته الغزوات التركية الثلاث للشمال السوري, والإدانات المتلاحقة لمقارفات الجيش الغازي في البلدات والمدن التي احتلها في غزواته.. درع الفرات,غصن الزيتون والاخيرة «نبع السلام», وبخاصة عمليات التتريك التي تجري على قدم وساق, والمحاولات الدؤوبة لإحداث تغيير ديموغرافي في المناطق السورية المحتلة, فضلاً عن الفضيحة/ الجريمة الكبرى المتمثلة بإرسال مرتزقتها من السوريين الذين خلعت عليهم (كما بعض العرب ودول الغرب الامبريالي) لقب «الثوار», للقتال بأجر مدفوع من الدولارات الأميركية على الأراضي الليبية, خدمة للمشروع العثماني المُتجدد, الذي يرى ليبيا «وديعة عثمانية», ناهيك عن هرطقة أحد جنرالات أردوغان باتهامه الجنرال حفتر بـ«ممارسة التطهير العرقي ضد الأتراك النبلاء»، زاعماً أن ذلك التطهير أسهم في مغادرتهم المنطقة الشرقية وغالبيتهم أصولهم من مصراته, بسبب أعمال القتل والنهب والتهديد التي مورست بحقهم» مشيرا الى ان عدد المُهاجرين من «النبلاء الأتراك» تجاوز الـ (100) ألف مواطن.
 
نقول: رغم ذلك كله فإن الرئيس التركي لا يريد استخلاص الدروس والعِبر, ويواصل إصدار الأوامر لأرتال جيشه وجحافله كي يعيثوا في سوريا دماراً وتتريكاً، بعد خسارته الرهان على المجاميع الإرهابية, التي وفّر لها الملاذات الآمنة والسلاح والأموال والطبابة, وها هو بعد إقتراب اندحارمخططه, يبدأ عملية «تحرش» مدروسة بالجيش السوري, مُحاولاً ايقاف زحفه لتحرير مدينة سراقب, في الوقت ذاته يسعى -دون نجاح- في عملية استذكاء مكشوفة لـِ«تحييد» روسيا والقول لها بالاسلوب الصهيواميركي الذي خبرناه كعرب: لستم الطرف الذي نتعامل معه, بل هو النظام (يقصد دمشق) ونأمل ألاّ يتم وضع العراقيل أمامنا.
 
ثمّة رغبة عثمانية محمومة لاستدراج مواجهة عسكرية مع الجيش السوري, ظنّاً أو توهماً من قادة جيش الاحتلال التركي/ الأطلسي أن الفرصة متاحة لافشال العملية العسكرية السورية لتحرير إدلب, وتطهير مناطق ريف إدلب الجنوبي والشمال الغربي السوري خصوصاً ريفيّ حلب واللاذقية. لكن المغامرة التركية الجديدة محكومة بالفشل, إذ لم ننس أن «إنذاراً» عسكرياً تركياً قد تم توجيهه لـِ«روسيا», تمثّل الدفع بثلاثة أرتال عسكرية ضخمة نحو سراقب وإدلب, على نحو تم وضع حواجز تركية على الطرق الدولية...دمشق/ حلب/ اللاذقية المعروفة بـ(M4) و(M5).
 
وفي الوقت ذاته الذي نعى فيه أردوغان مسارَيّ «استانا وسوتشي», واتّخذ بعدها موقفين ملتبسين, في أحدهما «يستجدي» العودة لإحياء هذين المسارين, وفي المقلب الآخر يروم «التحرّر» من التزاماتهما (التي لم يُنفذها أصلاً), وهو السبب الذي دفع بدمشق وموسكو للبدء بعملية عسكرية واسعة, بلغت ذروتها في تحرير مدينة معرّة النعمان ومناطق شاسعة أخرى ولم يعد يفصلهما عن مدينة سراقب سوى أمتار معدودات, حيث وجد أردوغان نفسه خاسراً لا محالة, ولهذا لجأ ألى إعلان حرب ضد الجيش السوري, متوهماً أن موسكو ستبقى على الحياد أو أقلّه ستقبل ذرائعه وأحبولاته وأن القوات السورية ستوقف زحفها.
 
.. الجيش التركي في سوريا جيش احتلال وبقاؤه لن يطول, رغم كل مزاعم أنقرة وترّهاتِها.. والأيام ستروي.