Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Nov-2017

الجامعة وأدوار أخرى - د.سليمان ابوسويلم

 الراي - في زماننا كنا نذهب الى الجامعة الاردنية والتي لم يكن يومها الا هي ونتلقى في قاعاتها العلم والمعرفة من اساتذة كانوا يملكون من العلم افضله ومن المعرفة اوسعها ولكن كان ذلك كله ضمن حرم الجامعة.

اليوم اختلفت فلسفة العالم للتعليم وتغير نمطه واصبحت الجامعة مسرح العقل الانساني وضمير
المجتمع وخيار المستقبل والمرجعية الاولى في التبدلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية.
نلمس هذا كله بعدما راينا كيف جامعاتنا خرجت من اسوارها الى محيطها الواسع الذي لا موانئ وشواطئ له تستقطب ما حولها من مؤسسات رسمية وشعبية وغدت الشريك الفاعل في عملية التنمية الشاملة.
مادبا من المحافظات الاكثر حظا لاحتضانها جامعتين ليس من السهل على دول اخرى الاتيان بهما من وراء البحار والمحيطات لولا جهود جلالة الملك وعلاقاته المتميزة مع الدولتين العظيمتين اللتين يحملان اسميهما هما الجامعة الاميركية والجامعة الالمانية لتكونا على ارض مادبا وها هم الناس اليوم في المحافظة يلمسون شراكتهما في التوجيه والتخطيط والتنسيق.
 
الجامعة الالمانية بالتنسيق مع مديرية ثقافة مادبا فتحت ابوابها وجعلت من ساحاتها واروقتها مكان عرض لمواهب ابناء مادبا وبناتها في الفن التشكيلي وعرض منتوجاتهم امام وزير الثقافة وطلبة الجامعة والعاملين فيها والاهالي ليشق هؤلاء الفنانون المبدعون طريقهم نحو المستقبل.
 
الجامعة الاميركية هي الاخرى اتت بذوي الاختصاص من الروائيين الاردنيين من مختلف المحافظات ليلتقوا بمثقفي مادبا في حوار عرض الروائيون فيه الرواية الاردنية وهي تحاكم اللحظة الراهنة بوقائع وشواهد تاريخية تدين التطرف وتبشر بالتسامح والتحاور الانساني.
 
هذا التعاون اللافت للجامعتين مع احدى مؤسسات الحكم المحلي وعلى مدار اسبوعين متتاليين هو تجسيد لفكرة وجود جامعة في المحافظات وادماجها مع بيئتها المحلية وانعاش اقتصاديات هذه البيئة وتوفير فرص عمل لابنائها والاخذ بكل ما يسهم في تقدم الناس التي جاءت الجامعة من اجلهم.
 
التعاون بين الجامعتين ومحيطهما قد يكون مقصورا على هكذا انشطة نقدرها ونجلها ولعل اول الغيث قطرة ، ولكن الامل هو ان لا تقف الجامعتان عند هذا الحد بل المأمول ان يتعدى ذلك الى شراكة حقيقية بتخصيص جزء من موازنتهما المالية مع ماهو موجود لدى مؤسسات الحكم المحلي واصحاب الشركات والقطاع الخاص وكل الجهات القادرة على الاستثمار والعطاء في المحافظة لتمويل مشاريع انتاجية تعود بالنفع على الجميع ، خاصة ومادبا مدينة سياحية يمكن استغلالها كنافذة استثمارية لهذه الشراكة. لا اعتقد ان الجامعتين الاميركية والالمانية يعسرهما ذلك وهما بيتا الخبرة القادمتان لنا من اكبر بلدان العالم تطورا في الصناعة والتكنولوجيا والمعرفة لتحققا معا الهدف المرجو من وجودهما على ارض المحافظة والارتقاء باهلها علميا وعمليا .