Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Nov-2019

«نتانياهو»: مرآة تعكس صورة مجتمع مريض*د. اسعد عبد الرحمن

 الراي

في «إسرائيل» كل الأحزاب الصهيونية تكره العرب، والعربي الطيب لديهم هو العربي الميت، وهاتان الحقيقتان يستثنى منها البعض من الكتاب المتنورين. فمجرد شائعة تشكيل حكومة أقلية، مدعومة من القائمة العربية المشتركة، أعادت رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتانياهو) مجددا تحت وطأة أسئلة مصيره المستقبلي وما يكتنفه من هواجس ومخاوف، إلى ممارسة عادته بالتحريض ضد فلسطينيي 48، فشن هجوما على النواب العرب في «الكنيست» (البرلمان الإسرائيلي) واصفًا إياهم بـ«داعمي الإرهاب، أعداء إسرائيل». في ذلك الخطاب الذي ألقاه (نتانياهو) خلال مؤتمر «طارئ» لحزب الليكود، بادعاء أن تشكيل حكومة أقلية مدعومة من القائمة العربية المشتركة يشكل خطراً على «إسرائيل»، وجه (نتانياهو) حديثه لقيادة «أزرق أبيض» (بيني غانتس) و(يائير لبيد) و(موشيه يعالون) و(غابي أشكينازي) قائلا: «أريد أن أوضح لكم، (العرب) يريدون مقاضاتكم كمجرمي حرب.. النواب العرب ليسوا صهاينة، ولا يدعمون دولة إسرائيل، إنهم يدعمون منظمات الإرهاب، ويصفون الجنود الإسرائيليين بالقتلة. تشكيل حكومة أقلية تعتمد عليهم، هو خطر كبير على دولة إسرائيل ولحظة انهيار لا مثيل لها في تاريخ الدولة».
 
انتهازية (نتانياهو) الذي غالبا ما يميل إلى المبالغة في تصوير التهديدات الأمنية من أجل استدعاء خوف المجتمع الإسرائيلي، «تتجلى» في كل انتخابات شارك فيها عبر شحن الأجواء بالعنصرية والتحريض الفاشي ضد فلسطينيي 48، متماشيا مع المزاج اليميني السائد في «إسرائيل». ومنذ قدومه مجددا رئيسا للحكومة عام 2009، قام بتبني مجموعة من الإجراءات ضد فلسطينيي 48، شملت سن قواعد تحد من حقوقهم في العيش في بعض القرى اليهودية، وإلغاء القانون الذي يمنح فلسطينيي الضفة الحق في الحصول على الجنسية الإسرائيلية حال زواجهم من فلسطينيي 48، وتعزيز السيطرة على النقب، وتكثيف الخطاب الذي يؤكد دومًا أن إسرائيل «دولة اليهود وليست دولة لكل مواطنيها».
 
انتهازية نتانياهو ومعاداته لفلسطينيي 48 زادت كجزء من حملته التحريضية العنصرية الانتخابية في انتخابات نيسان وأيلول، وهي لم تعد تقتصر على محاولات نزع شرعية الناخب العربي فحسب، بل تعطيل وإلغاء وجودهم خاصة مع تزايد قوتهم حيث باتوا يشكلون القوة الثالثة في «الكنيست».
 
وتحريض (نتانياهو) ضد العرب لا يعكس توجه حزبه «الليكود»، بل يعكس توجه المجتمع الإسرائيلي الراهن. ذلك أن اللغة التحريضية هي المتداولة في الخطب السياسية وفي الإعلام الإسرائيلي وتجد لها صدى لدى الشارع الإسرائيلي حيث أصبح العداء لفلسطينيي 48 هو من ضمن صلب التنافس بين الأحزاب الإسرائيلية، لا يختلف في ذلك «الليكود» أو غيره من أحزاب اليمين المتطرف، ولا حتى «أزرق أبيض»! وعليه، (نتانياهو) لا يروج خطاب العنصرية والكراهية فحسب، وإنما هو «مرآة» ينعكس فيها خطاب العنصرية والكراهية الذي بات عليه المجتمع الإسرائيلي.