Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Apr-2018

غزة والحال العربي - ناجح الصوالحه

 الراي- غزه تئن وتصرخ جرح كبير ودم يراق على ضفاف القلب العربي , صدور عارية وأفواه تستغيث وتناجي رب العباد ان يكف المجرم والحرامي والفاسد والمارق عن هذا الحمى , صراخ أمهات وشقيقات لكن لمن ؟ من يسمع ؟ من يلبي النداء ؟ هناك في قاهرة المعز للأن نعد الكراسي ومن سيحضر وآلية الاستقبال والتنسيق بين كلمات الوفود ومن سيكون المتحدث الاول ومن سيكون صاحب النبرة الحادة , للأن نبحث عن ورد لنضعه على مقاعد الجامعة العربية في المقابل كل لحظة يرتقي شهيد , خاب أمل منظمي اللقاءات الصورية فكل يوم ينقص كرسي ويقلّ مكانة من يجلس عليه من رئيس الى وزير خارجية الى مندوب او سفير.

صمت يعيب التاريخ الانساني قبل العربي والاسلامي , , يحتاج العالم من أهل غزة واخوانهم وابناء جلدتهم موقف يبنى عليه العالم موقف نهضوي مشرف امام الإنهيار المستمر في منظومة الاخلاق والقيم , أصوات بدأت ترتفع وتنأدي بان يكفي , من ينقذ هذه الامة ؟ من يلبي نداء العقل ؟ , سئمنا من وجودنا ومن ارضنا ومن قادتنا ومن منظري سياستنا ومن يمثلنا امام الانسان الأخر بعدما رجع الانسان العربي الى مراتب محزنه , لم نعد نستطيع ان نرفع رؤوسنا واعيننا امام طفلنا وهو يشاهد الطفل الاخر في حي أخر ومدينة أخرى تبدل لونه الى اللون الاحمر , ماذا نقول له وهو يسألنا كل يوم متى ينتهى هذه الطفل ويبدل ثيابه المزخرفة باللون الاحمر والغبار ؟.
أن بقى في بلدته قتل وان قذفته السفن خارج حدود بلده قتله الاشتياق الى شجرة وساحة منزل وليل به شرب الشاي وناجى قمره قرب بيته , أصبح مصير الانسان العربي في عواصم الغرب , يرسم له سيناريو القتل والهرب والبقاء في القبو , من يقف الى جانب الطفلة « ريماس « وقد خرجت وحيده من وطنها وقد تركت والديها واربع اخوة تحت الانقاض بعدما قصف منزلها , كان لنا بعض اصحاب الهمم العربية تأبى ان يصل حالنا الى هذا الحال , وصل الربيع العربي كما يسمى وأخذ عنفواننا ومجدنا ووضعنا في حرب بين الابن وأبيه والاخ واخيه , نبكي في كل ليلة ونحن نشاهد هذا الدم والقتل والتشريد لابناء العرب , مما يزيدنا حزناً اننا لم نعد نعي ما يحدث من رسم لخطوط بين المدن وبين الحارات انت اخضر وهو أصفر , قبل هذه الحقبة اللعينة , أصبح الجار عندما ينطق بكلمة او حرف يسأل انت منا ام منهم , ما بالنا يا أمة العرب في كل بقعة اصبح هناك بكاء ودم ويتم وأنين وكاميرات تنقل للعالم حال هذا البقعة المقدسة ارض الرسالات ومولد الانبياء.
لا نحتاج الى زعمات تناقش همنا وجرحنا وهدم اوطاننا , نحتاج الى أم فقدت اطفالها والى زوج مات وهو يشاهد طفله لا يجد ما يأكله او يشربه , الى شيخ نشف الدمع في مقلتيه وهو يشاهد منزله وشجره اصبح سراب , ليسترح من تزعم الصف وخاطب حسب مقتضيات اهدافه المشبوهة , نحتاج من يبكى على طفله وعلى شجره وعلى بستانه وزرعه , نحتاج من شاهد جاره يبكي بحرقة وهو عاجز عن رفع التراب عن جسد طفله المتوفي , هؤلاء من يستطيعوا أن يتحدثوا عن القهر والوجع العربي وان يكون الحديث بين اكوام التراب وليس في فنادق خمس نجوم .