Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Aug-2016

اليمين هو نفس اليمين - عودة بشارات

 

هآرتس
 
الغد- آلاف سنوات الحضارة توقفت على مدخل البيت في شارع بلفور 2 في القدس. عالم من يعيش هناك هو عالم القوة والمزيد من القوة.
الكون يقف على أربع قوى: القوة العسكرية، القوة السياسية والقوة الاقتصادية. والقوة الرابعة أفلتت مني في كثافة الطابور للقاء هيئة تحرير "هآرتس" مع بنيامين نتنياهو. في الوقت الحالي تلاشت القوة الاخلاقية. وبشكل عام، من يحتاج إلى الاخلاق إذا كانت توجد قوة، الكثير من القوة.
مع القوة لا يمكن الانتصار فقط، مع القوة يمكن ايضا تشويه الواقع: شعب كامل منغلق بين الجدار والحاجز، ويتم عرض أبنائه في فيلم قبيح على أنهم قتلة اليهود في المستقبل. تظهر في الفيلم طفلة هي الممثلة الافضل للجيل الفلسطيني الجديد، وهي تلوح بسكين، وفي الخلفية تُسمع دعوات تقشعر لها الأبدان: "إطعن، إطعن".
 قمت بادارة رأسي اثناء العرض، وأنا أعتقد أنني دخلت، بالخطأ، الى نادي "كهانا حي".
أريد التذكير أن هؤلاء هم أبناء الشعب الجار الذين من المفروض أن يصنع نتنياهو السلام مع قيادته. واذا كان الفلسطينيون هكذا في نظر القيادة الإسرائيلية فلن يكون سلام. ليس في هذا الجيل ولا في الجيل القادم والى الأبد. حرب يأجوج ومأجوج على الابواب. لقد تم تحذيركم.
في المقابل، كان من الملفت مشاهدة الارقام التي تشير الى ارتفاع مستوى المعيشة في إسرائيل، قياسا مع الجمود في دول مثل اليونان واسبانيا، التي كان وضعها أفضل من وضع إسرائيل في العام 2000. في ذلك الحين بالضبط، لشدة الاحراج، تذكرت صديقي المعاق الذي انهار عالمه بعد التقليص الكبير لمخصصات المعاقين في بداية سنوات الألفين، في أيام "السمين والنحيف".
أنا آسف لأنني أعكر صفو الارقام المحلقة في السماء، لكن نفسي تلتفت إلى الأمور السلبية وإلى ضائقة شخص واحد. حقا أنا أشعر بالخجل.
في عالم القوة – يكفي أن تكون قويا، فيقوم الجميع بالبحث عن التقرب منك. ليس مهما ماذا فعلت في الماضي أو ما ستفعله في المستقبل. صحيح أن هذا هو قانون الغابة، ولكن في روما تصرف مثل روماني.
لكن هذا فقط هو الطابق الأعلى في المبنى المسمى نتنياهو. النظرة الفاحصة تكشف، بعد الاحاديث عن القوة، بأن رئيس الحكومة يطلب من الاشخاص الاخلاقيين الفهم، ومن الافضل المدح، ولن يضر القليل من التشجيع والتأييد.
إن هذه هي ميزة "هآرتس". اليمين، واولئك الذين يسمونهم "يسار"، يصبون عليها غضبهم من نوع "صحيفة غريبة" و"هذيانية"، ويستخدمون أوصاف أصعب من هذه. ولكن في لحظة الحقيقة، جميعهم يريدون شهادة حسن سلوك منها.
إن الجماعة المحيطة برئيس الحكومة، من نفتالي بينيت وحتى افيغدور ليبرمان، مع كل القوة التي يبثونها، لا يوجد لها الحبر ولا الورق من اجل اعطاء شهادة حسن السلوك. وهذه حاجة وجودية أكثر من الحاجة الى أن تكون قويا.
يشتكون في محيط نتنياهو من أنه لا يتم اظهار انجازات حكومته، انطلاقا من القول "فعلت ولم تنشر، كأنك لم تفعل". ويمكن القول "فعلت كل شيء ولم تصنع السلام، كأنك لم تفعل شيء". ماذا يساوي كل العمل اذا اندلعت الحرب في الغد بسبب المناطق المحتلة؟ وماذا يساوي كل العمل اذا كان هناك شعور بالاختناق؟ اذا كان النقاش قومي متطرف ونقاش القوة وعنصري ايضا؟.
"البحر هو نفس البحر، والعرب هم نفس العرب"، قال في حينه اسحق شمير. اذا كانت وصفة حكومة نتنياهو الآن هي العودة الى الايام الغريبة لـ "روابط القرى" فيمكن القول إنه حتى لو تغير البحر – اليمين هو نفس اليمين: يصمم على الاستمرار في الطريق التي تصنع الكوارث فقط.