Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Feb-2016

داود: تعدد الأديان يقود إلى الالتقاء والتعاون لا للحرب والتنكيل والإبادة
بترا - نظم المركز الأردني لبحوث التعايش الديني مساء امس الاول احتفالا بمناسبة اسبوع الوئام بين اتباع الاديان واحتفاء بالمئوية الأولى للثورة العربية الكبرى لتأكيد روح التآخي في الأردن.
وقال وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل داود مندوباً عن راعي الاحتفال رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ان الاحتفال باسبوع الوئام بين اتباع الاديان يؤكد عمق العلاقة بين مكونات المجتمع الاردني، التي لا يحددها الدين او العرق او الاصل، وانما المواطنة، وهو امر طبقه الاردنيون على ارض الواقع على مر التاريخ.
واكد داود خلال الاحتفال الذي عقد بحضور نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات ووزير السياحة والاثار نايف الفايز، وسماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة ومدير عام وكالة الانباء الاردنية الزميل فيصل الشبول والسفير البابوي المونسنيور روبرتو كونا ومطارنة الكنائس في الاردن وحشد من علماء الدين المسلمين ورجال الدين المسيحي والاعلاميين والرسميين أهمية الرسالة الوئامية في الدعوة إلى التسلح بالتدين السليم الذين يحترم الآخر ومشاعره وعقائده وطرق أدائه للعبادة. واضاف ان هذا البلد الصغير بامكاناته الكبير بعطائه، وقيادته الهاشمية وشعبه الاصيل يحتضن بين جنباته اكثر من ثلاثة ملايين لاجئ ومقيم غير اردني، لم يلتفت يوما الى دينهم او عرقهم، لان النظر الى الانسان فيها على انه مكرم قبل ان يكون من اتباع اي دين من الاديان.
وأشاد بالنهج الأردني المعتدل الذي دعا له جلالة الملك عبدالله الثاني ، مبينا الدور الاردني والوصاية الهاشمية على المسجد الاقصى في حماية المقدسات الاسلامية وصيانتها في فلسطين. وبين ان اسبوع الوئام يجسد المفاهيم والقيم الدينية والاخلاقية والانسانية في الحياة اليومية، مؤكدا أن الدعوة للوئام والتسامح بين اتباع الديانات تستند الى الاصول الفكرية والقواسم المشتركة لاتباع هذه الديانات مع الحفاظ على الثوابت والمبادئ الثابتة من غير افراط ولا تفريط.
واوضح ان تعدد الاديان يقود الى الالتقاء والتعاون لا للحرب والتنكيل والابادة ، داعيا الى عدم الصاق تهمة الارهاب باي دين لمساعدة الارهابيين على نسبة جرائمهم الى الدين وهم لها فاعلون.
واشار وزير الاوقاف الى استغلال الغرب حملة ضد الاسلام لغايات سياسية انتخابية حتى وصل ببعضهم المطالبة باخراج المسلمين من تلك الدول التي يبلغ عددهم فيها نحو 28 مليونا. وقال مدير مركز التعايش الديني الاب نبيل حداد : نجتمع في الوئام.. الحدث والزمان والمعنى ، فالحديث ليكون وئاميّاً ينبغي أن يكون حاملاً لمعاني حبّ الله.. وحبّ الجار والقريب.
 واضاف: نلتقي اليوم وفينا حبُّ السماءِ وأردنِّ القداسة. حبّ السماء كما حبّ أرض القداسة في مغطس معمدان الأردن ؛ حيث وُلِدَت مسيحيّتنا التي كُتِبَ عليها «ولدت في الأردن.. انطلقت من الأردن».. كما حبّ سماءِ الإسراء وفضاء الأردن الذي كان ذات ليلة مَعبراً مباركاً بين القبلتين الأولى.. والثانية.
 واكد انه ليس جديدا أن يكون الأردن راعي المبادرات الخلاقة والفريدة في عالم الحوار والتقارب بين الأديان، أو بين أتباع الديانات، ليس على مستوى الأردن فحسب، بل وفي العالم أجمع، .
 واشار الى أن الوئام قيمة ووصية تامرنا بها دياناتنا المسيحية والاسلام، ويعد تقاسما لثراء روحي وأخلاقي وانساني وضرورة يستقيم بها المجتمع، واحتراما للتنوع والاختلاف، دون تلفيق او مساومة على المبادئ.
وبين الاب حداد ان الوئام يعد جزءا من السلوك والمنجز الوطني، وتعزيزه فريضة مهمة سنظل نحملها خلف قيادتنا الهاشمية، موضحا نلتقي ، وفينا كبير اعتزاز كأبناء للوطن ، ينتمون إلى أردنيّةِ النهضة الهاشميّة، ونلتقي في المئويّة الأولى للرصاصة الحسينيّة معاً في وئام ، فهؤلاء مسيحيّوكم ، وهؤلاء مسلمونا ، وهذه مساجدنا وكنائسنا ، فالأردنيّون مُوَحِّدون وحدويون.
 واستطرد الاب حداد :» الأردنيّون في الجغرافيا والإيمان والسيرة هم الأقرب إلى الوئام وروح الوئام.. في مجالسنا ، في شوارعنا ، في ميادين مدننا بل في قلوبنا نحن مدعوّون ومُعتادون أن نضيء معاً لوحة وئام فريدة لنموذجيّة التقاء الروح مع حبّ الوطن.
 وقال وها هو وئامُ الأردنيّين يبرز طاعتهم للسماء والتصاقهم بالوطن في ظلّ قِيادة هاشميّة حكيمة تبرز تعايشاً ولا أرقى - نعم تعايشاً ولا أقول مُعايشة - مسلمين ومسيحيّين في مزيجِ إنساني بل روحي رائع فيه الطاعة للسماء وحبّ القريب والجار، يعيشون توحيدهم ووحدتهم ووئامهم على تراب بلد الإيمان والأمان - فيه تتعانق كنائسنا مع مساجدنا ، وتمتزج أصوات التسابيح مع تكبيرات كلّ مؤذن ، فيتسابقون على الفلاح.
 واضاف الاب حداد : ايها الوطن نحتفل بوئامك ، وبيننا الهاربون من الخوف والألم والجراح الذي أتوا إلى وطن الوئام والألفة ، فأطعمتهم من جوع وأمّنتهم من خوف ، وسنظلّ نحافظ على تجربتك الفريدة ونشرها في الدنيا كلّها ، فعالم اليوم يحتاج إليك أيها الوطن نموذجاً ودوراً ورسالة.
واكد ان في الأردن ميثاقيّة تقوم على حبّ الشعب للقيادة وحبّ القيادة للشعب وحب الشعب لبعضه بعضا، ولا شرعيّة فيه لأي فكر أو سلوك تناقض هذه الميثاقيّة.
واطلق الاب حداد جائزة مُخصّصة لأفضل الأعمال الإعلاميّة والصحفيّة التي تخدم رسالة الوئام والتعايش ، على ان تعلن تفاصيلها لاحِقاً والتي من شأنها تعزيز مبادرة رسالة الوطن والقائد ملك الوئام والرحمة وصنع السلام.