Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jun-2019

تجار السموم ومروّجوها*علي المعالي

 الراي-إن العديد من حوادث القتل ناتجه عن الإدمان، وآخرها قيام أحد المدمنين بقتل ابن شقيقه البالغ من العمر خمسة أعوام بسبب الغيرة منه، فأي جريمة أفظع من هذه، كما أن حوادث السرقة تزداد ليتمكن المدمن من شراء المخدرات، وحوادث «الدعارة» تزداد لنفس السبب أيضاً، فالمدمن ضعيف لدرجة أنه قد يفرط بعرضه للحصول على جرعته من السموم، حتى لا يبقى لديه ما يفرط به، فيموت جراء جرعة زائده، او التعرض لحادث قاتل نتيجة عدم توفر الجرعة.

 
إن الله جل في علاه، ارحم بالإنسان من أمه وأبيه، فقد كتب الرحمة على نفسه، وسمَى نفسه بالرحمن الرحيم، فهل يحق لنا نحن البشر ان ندّعي الرحمة أكثر من الذات الإلهية والعياذ بالله، إن القصاص ما وُجد الا لحماية البشر، الشجر، وباقي المخلوقات.
 
إن عدم إيقاع القصاص المناسب بحق تاجر المخدرات، ومروّجها، أدى وسوف يستمر يؤدي إلى فقداننا لأرواح العديد من شباب الوطن، كما سيؤدي إلى إتلاف عقول أجيال كاملة، نعقد الأمل عليهم ليكونوا مستقبل الوطن وعدّته، فأي مستقبل للشاب المهلوس، والمخدّر، والمدمن!
 
إذا كانت الحياة صعبة على الإنسان وهو يمتلك جميع حواسه، فكيف ستكون على من يغيّب عقله ليصبح مثل أي حيوان لا يعقل.
 
إن الاكتفاء بعقوبة السجن لتاجر ومروّج المخدرات غير رادعة إطلاقاً، كما أنها غير منصفة، فكيف يتم الاكتفاء بسجن مجرم تسبب نتيجة أفعاله بإزهاق أرواح العديد من الأشخاص، ودمار الأسرة.
 
تاجر المخدرات، ومروّجها، هو قاتل، ومفسد في الأرض، وأذكر اننا لم نكن نعاني من مشكلة المخدرات في القرن الماضي لأن حكم «الإعدام» شنقاً ويطّلع عليه الرأي العام، لو عدنا لتطبيق هذا الحكم على هؤلاء المجرمين في ساحة الجامع الحسيني الكبير بعد صلاة الجمعة، لانتهت او على الأقل لتم السيطرة على هذه المشكلة، فقد بلغ عدد جرائم المخدرات المرتكبة في الأردن خلال عام 2017 بحدود 13950 جريمة بارتفاع نسبته اثنين ونصف بالمئة تقريباً، مقارنةمع عدد الجرائم المرتكبة خلال عام 2016.
 
إن مناهضة احكام الإعدام لن يستمروا في معارضته لو ان أحد احبائهم قضى نحبه بسبب الإدمان، او على يد مدمن. إن عدم سجن متعاطي «الحشيش» للمرة الأولى، سوف يجعله يتمادى في التعاطي، كما انه سوف يشجع الاخرين على التعاطي، إن عقوبة السجن ستكون علاجيّه، بحيث يتم تخلص المدمن من عادة الإدمان، أما تركه في الشارع، فسوف يجر المصائب على نفسه، وعلى اهله، وعلى المجتمع.
 
نحن لسنا دولة عظمى، تعدادها عشرات أو مئات الملايين، لكي نتحمل فساد نسبة بسيطة من السكان، إن نسبة واحد بالمئة فقط تعني بالنسبة لنا مئة ألف مواطن، وهذا بالنسبة لنا كارثة ما بعدها كارثة، فكيف إذا زادت النسبة عن ذلك.