Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jan-2020

صفقة «ترمب»..ولدت ميتة*محمد سلامة

 الدستور

إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحضور رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض وبحضور نخبة من السياسين وأعضاء من الكونغرس عن خطته للسلام جاءت لتعطي اسرائيل سيطرتها على كامل خارطة فلسطين بالإضافة إلى هضبة الجولان.. هذه الخطة ولدت ميتة للأسباب التالية:-
--الخطة أسقطت جميع قرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ونقلت ملف قضية فلسطين إلى الرعاية الأمريكية دون أوروبا وروسيا والصين، وهذا بكل بساطة يعني أنها طرحت لتفشل وأنها مولود ميت ولا يمكن للطرف الفلسطيني أن يتعاطى معها نهائيا، وفترة السنوات الأربع هي مقاربة سياسية لإمكانية أن ينجح الرئيس المرشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية ترمب هذا العام لمدة أربع سنوات جديدة، وبعبارة أخرى لا تحريك لعملية السلام إلا من خلال هذه الخطة وهو ما يعني أن الصراع ما زال مفتوحا على كل الاحتمالات بما فيها المقاومة الشعبية وربما تتطور إلى مقاومة مسلحة.
-- الضفة الغربية (دولة فلسطين)  ستكون حدودها من اربع جهات إسرائيل ووحدها غزة لها حدود مع مصر، إضافة الى ضم الأغوار كاملة والمستوطنات والقدس الشرقية، وبما يعني ضم نحو 40% من اراضي الضفة الغربية إلى إسرائيل، وهذا معناه أن الخطة بالأصل إسرائيلية جرى تقديمها باسم الرئيس ترمب  ووضعت لكي ترفضها السلطة الفلسطينية وبالتالي تحميلها مسؤولية فشلها ولهذا نقول ولدت ميتة.
-- القدس واللاجئون والحدود والمياه والمستوطنات ( ملفات الحل النهائي)  خارج الخطة الترامبية، كذلك، والسؤال..على ماذا التفاوض؟! ولهذا يمكن القول إن الخطة جاءت لتحقق مصالح شخصية لترامب ونتنياهو لجهة رفع منسوب الشعبية  لكليهما في الانتخابات القادمة، ويلاحظ أن ردود الفعل الإقليمية والدولية جاءت في غالبيتها لصالح الطرف الفلسطيني، ولهذا فإنها ولدت ميتة قبل الإعلان عنها في البيت الأبيض.
-- خطة ترمب ليست صناعة الدولة العميقة في الولايات المتحدة  الأمريكية  كما قال الرئيس عباس، والدليل على ذلك أن سلفه الرئيس باراك أوباما مرر من خلال مجلس الأمن قرارا بادانة الاستيطان واعتباره غير شرعي، وكما ان الإدارات السابقة لم تتبن هكذا مشاريع وهناك معارضة لها كما قال عباس، من اعضاء في مجلس النواب والكونغرس معا.
--لا تستطيع ادارة ترمب أن تجبر الطرف الفلسطيني على التعاطي معها، ولا يمكن حتى للأطراف العربية الراغبة في تمريرها أن تضغط على الطرف الفلسطيني وبالتالي فإن هذه الخطة ماتت من اللحظة التي جرى الكشف عنها، وقصة الخمسين مليار دولار المراد  إغراء الطرف الفلسطيني بها جاء الرد مباشرة من الرئيس الفلسطيني أن القدس ليست للبيع ولن نساوم على حقوقنا الوطنية في ارضنا المحتلة.
--الخطة من (80)صفحة كما ذكر الرئيس ترمب وقدم عناوين عامة لكن ضيفه نتنياهو كشف التفصيلات المتعلقة بشروط قبول دولة فلسطينية وتتمثل في نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، ومحاربة الإرهاب والاعتراف بيهودية إسرائيل والقدس عاصمة موحدة لإسرائيل وإسقاط جميع ملفات الحل النهائي، وبهذا فإن اللجنة التي سيتم تشكيلها لهذه الخطة لن تجد اذنا من احد يسمعها، وكما قال الرئيس محمود عباس فإن الخطة لن تمر ومصيرها إلى مزبلة التاريخ.
--خطة «ترمب--نتنياهو» تؤشر إلى أن نجاح ترمب في انتخابات تشرين الثاني القادم سوف لن يكون فيه سلام ولا حل لقضية فلسطين، وان المنطقة مرشحة لحروب تلد أخرى، وتعزز من مشروع المقاومة الذي تتبناه حماس والجهاد والشعبية وغيرهما، والخاسر اسرائيل دون سواها؛ لأنها أجلا أم عاجلا ستدفع ثمن احتلالها دما وستندحر من الضفة الغربية كما اندحرت من غزة، ولهذا نقولها بالفم الملآن..الخطة ولدت ميتة ،والحل بالمقاومة بكل أشكالها ولا خيارات اخرى غير ذلك.