Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Nov-2019

الجامعة الألمانية الأردنية مستقبل التعليم في الأردن*د. ايفا رياض حداد

 الراي

القطاع التعليمي في الأردن شأنه شأن كافة القطاعات الوطنية التي تنتظر نقلة نوعية شاملة ترتكز على تحولات اجرائية ورقمية، تتجاوز كافة الاشكال التقليدية وتأخذ بنا إلى خطوات جديدة لعلّنا ولو على أمل أن نكون قادرين أن نسهم ولو بجزء بسيط في مسيرة التطور العالمي الحاصل.
 
إن العالم اليوم على وشك أن يستقبل الثورة الصناعية الخامسة ويدخل في خطاب يكاد أن يكون أكثر بعداً عن خطاباتنا اليوم في الداخل الأردني. في حين أن الثورة الصناعية الرابعة ترتكز بشكل أساسي على الذكاء الصناعي وإنترنت الاشياء والروبوتات والتي تشكل أيقونة هذه الثورة، إلا أن الركيزة الأساسية للثورة الصناعية الخامسة، وبحسب منتدى الاقتصاد العالمي، ستكون ركيزتها الأساسية هي الإنسان والإنسانية. كافة الابتكارات والإبداعات ستكون في سبيل خدمة الإنسان وليس استبدال قدراته أو خدماته.
 
ما يربط الثورة الصناعية الخامسة مع موضوع مستقبل التعليم في الأردن اليوم هو فكرة واحدة وسؤال أساسي وهو هل سنتمكن في المستقبل القريب أن نجيب ابناءنا وطلبتنا عن تساؤلاتهم حول سبب تأخرنا في تمكينهم بالادوات الفكرية الاساسية التي كانت ستساعدهم في التعامل مع معطيات عصرهم؟ هل نحفزهم اليوم أن يطرحوا الأسئلة الأكثر أهمية؟ هل نملك أي خطة واقعية تساعدهم أن يكونوا على تواصل مع المشكلات التي تواجه محيطهم ليتمكنوا من الاستعداد للخروج بالحلول المناسبة؟
 
مستقبل التعليم في الأردن وتطوره مرتبط بعدة عوامل أهمها حاجة التعليم اليوم أن يكون الطالب هو مركز العلمية التعليمية، أن نخلق مساحات للتعلم التعاوني، أن نعيد صياغة شكل وأدوات التقييم التقليدية، أن نتقبل حقيقة أن المعلومة متاحة ومتوفرة وأننا بحاجة أن نكون شركاء معهم في الإنتاج والتفكير الإبداعي. علينا أيضاً أن نفعل استخدام التكنولوجيا وبالتالي الحاجة إلى خلق ثقافة وعقلية عالمية قادرة على تقبل الانفتاح والاختلاف والاندماج.
 
واخيراً، علينا أن نفكر بجدية عن مدى نجاعة بعض اجراءاتنا ومتطلباتنا البيروقراطية والتفكير بجدية أكثر في تطويرها في القريب العاجل مع العلم أننا نمتلك من الكوادر والكفاءات ما يؤهلنا أن ننافس على مستوى إقليمي ودولي، كل ما علينا اليوم هو أن نذكر أنفسنا أن التعليم هو المنصة الأهم والأقدر على قيادة التحول والتغيير ومواجهة تحديات المستقبل. واحد من أهم الاجراءات العملية والتي يعتمد عليها العالم المتطور اليوم لضمان تقدمية العملية التعليمية وضمان توافقه مع متطلبات العصر هو ربط التعليم بالصناعة أي إقامة شراكات ذات قيمة ومعنى مع القطاعات الصناعية المختلفة قادرة على دمج القدرات بما يخدم كل من الطالب والمجتمع وكلا القطاعين. سأقوم بتفصيل فكرة أهمية ربط الصناعة بالتعليم وخصوصاً التعليم العالي في المقال القادم.