Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Feb-2020

مع «هوية» أي إسرائيل تُطبِّعون؟ وبأي «حدود» لها تعترفون؟ (2-2)*محمد خروب

 الراي

برّر الجنرال البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني, لقاءه رئيس حكومة العدو نتانياهو في عتيبي, بأنه جاء لـِ«تحقيق المصالح العليا للشعب السوداني»..وإذ لم يُحدّد سيادته طبيعة وحجم هذه المصالح, والكيفية التي ستتم فيها تحقيقها، فإن الجدل الآخذ في الاحتدام على الساحة السودانية كفيل بتظهير الأمور وكشف الحقائق التي وقفت خلف لقاء تم التحضير له في غرف سوداء عديدة.. اقليمية/عربية واخرى دولية, وكيف بدا للحظة ان هناك من «عَلِم» بالترتيبات التي سبقته، فضلاً عمّا بدأ يظهر بأن رئيس الوزراء حمدوك لم يكن على علم مُسبق، فأدخل السودان في ازمة متدحرجة قد تفضي ضمن أمور اخرى, الى انهيار «الوثيقة الدستورية» التي وُقِّعت بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري, الذي شهد عملية «تطهير» أفضت لبروز تحالف بين جنرالات البشير القدامى, على نحو أسّس – كما تبيّن لاحقاً – لتيار «سياسي» داخله, أخذ على عاتقه مهمة استكمال مشروع البشير الإقليمي المُنحاز الى محور عربي يُجاهر بالتطبيع ويسعى الى تعميقه, ولم يكن اختيار السودان ليكون المحطة «الاولى» للتطبيع بعيد كشف صفقة القرن مُجرّد صدفة، بل خُطط له بعناية, وكانت الضربة مُوجعة وبخاصة بعد «الإجماع» العربي (المُزيّف بالطبع) في اللقاء العربي الوزاري, والذي رفض فيه هؤلاء صفقة القرن, وأعلنوا تمسّكهم بالمبادرة العربية وغيرها من المصطلحات المغسولة, التي لا قيمة لها في معظم الدول التي التقت في القاهرة. كان السودان من ضمن هؤلاء الذين قالوا في ديباجة قرارهم: ان الخطة الاميركية لا تُلبّي الحد الادنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني وتخالف مرجعيات عمليات السلام.. فكيف يتواءم ذلك مع ما «أكّده» الفريق البرهان وهو يُعلن بفخر لقاءه مع نتنياهو: بأن موقف السودان «مَبدئي» من القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في انشاء دولته المستقلة؟ بل اين هي المصلحة العليا للشعب السوداني نفسه في لقاء كهذا؟
 
بين يدي نص محاضرة القاها آفي ديختر وزير الامن الداخلي الصهيوني الاسبق في معهد ابحاث الامن القومي ايلول العام 2008 (قبل عام من انفصال جنوب السودان), تناول فيها سبع ساحات عربية واقليمية هي فلسطين، لبنان، سوريا، العراق، مصر، السودان وايران, قرأتها على موقع «أمّة عربية» ويديره الباحث المصري محمد سيف الدولة, نشرتها الصُحف العبرية في الوقت جاء فيها حول السودان:
 
«.. إن إضعاف الدول العربية الرئيسية بشكل عام واستنزاف طاقاتها وقدراتها, هو واجب وضرورة من اجل تعظيم قوة اسرائيل وإعلاء مَنعتها في مواجهة الاعداء. وهو ما يُحتّم عليها استخدام الحديد والنار تارة والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة اخرى. والسودان بموارده وساحته الشاسعة كان من المُمكن ان يصبح دولة اقليمية منافسة لدول مثل مصر والعراق والسعودية, وعليه فإنه لا يجب ان يُسمَح لهذا البلد بأن يصبح قوة مضافة الى قوة العالم العربي».
 
المحاضرة تُفصّل حول دور اسرائيل في جنوب السودان ودارفور.لو قرأها الجنرال...الذي يرى إسرائيل سويسرا واستخلص دروسها.