Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Sep-2017

أزمة "الروهينغا" على طاولة الأمم المتحدة و ضغوطات دولية على بورما

 

عمان - الغد - تشهد أزمة مسلمي الروهينغا تصاعدا كبيرا في العالم وتعاطفا دوليا، في وقت ازدادت فيه الدعوات لمعاقبة بورما وجيشها بعد جرائم التطهير العرقي التي ينتهكها بحق الأقلية المسلمة، والتي لجأ أكثر من 400 ألف منها إلى بنغلادش، فيما، شهدت بنغلادش أمس مظاهرات لآلاف المتشددين الإسلاميين المتعاطفين معهم.
وحثت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قادة العالم على فرض عقوبات على الجيش البورمي المتهم في حملة "تطهير عرقي" منظمة ضد الاقلية المسلمة.
وجاءت الدعوة في وقت تستعد الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة إلى الالتئام في نيويورك، حيث اعتبرت الأزمة في بورما بين أكثر القضايا إلحاحا.
وتحولت الهجرة الواسعة للاجئي الروهينغا إلى بنغلادش المجاورة إلى حالة طوارئ إنسانية مع محاولة منظمات الإغاثة مساعدة القادمين الجدد الذين يتدفقون بشكل يومي والذين يشكل الأطفال أكثر من نصفهم.
وهناك نقص كبير في مختلف أنواع الإغاثة تقريبا حيث يقي العديد من الروهينغا أنفسهم من الأمطار الموسمية تحت أغطية تعد مصدر حمايتهم الوحيد.
وألمحت الحكومة البورمية الأحد إلى عدم موافقتها على عودة جميع الفارين حيث تتهم اللاجئين بالارتباط بالمسلحين الذين تسببت الهجمات التي نفذوها ضد مواقع الشرطة في آب (اغسطس) بالرد العسكري.
ويرجح أن تثير أي محاولة لمنع عودة اللاجئين غضب رئيسة وزراء بنغلادش شيخة حسينة، التي يتوقع أن تحث الجمعية العامة على زيادة الضغوطات الدولية على بورما لإعادة جميع الروهينغا الذين تجمعوا في البلدات الحدودية. ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى "العودة الآمنة والطوعية" للنازحين بينما حثت حكومات العالم على فرض عقوبات على الجيش البورمي بسبب "الفظائع المستمرة" التي يرتكبها بحق الروهينغا.
وقال بيان للمنظمة إن "على مجلس الأمن الدولي والدول المعنية فرض عقوبات محددة وحظرا للسلاح على الجيش البورمي لإنهاء حملة التطهير العرقي التي يرتكبها بحق مسلمي الروهينغا".
ودعت الجمعية العامة إلى اعتبار هذه الأزمة أولوية حيث حضت دول العالم على إصدار قرارات حظر سفر وتجميد أصول الضباط البورميين المتورطين في الانتهاكات.
وفرضت عقوبات على الجيش البورمي في الماضي خلال سنوات حكمه الخمسين للبلاد، تم رفع معظمها خلال الأعوام الأخيرة مع سماح المؤسسة العسكرية بالتحول الجزئي إلى الديمقراطية.
ورجح جون سيفتون، مدير المنظمة في آسيا، أن "يمتثل كبار قادة الجيش البورمي لدعوات المجتمع الدولي في حال واجهوا عواقب اقتصادية حقيقية".
وتستعد أول حاكمة مدنية لبورما منذ عقود، أونغ سان سو تشي، لإلقاء خطاب متلفز الثلاثاء تتطرق لأول مرة فيه إلى أزمة الروهينغا.
وكانت الزعيمة الحائزة على جائزة نوبل للسلام أثارت امتعاض المجتمع الدولي ازاء صمتها شبه التام أمام معاناة الروهينغا وفشلها في إدانة انتهاكات الجيش، الذي توصلت معه إلى ترتيب حساس لتقاسم السلطة.
وفي حديث أدلى به لشبكة "بي بي سي" خلال عطلة نهاية الأسبوع، وصف الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس خطابها المرتقب بـ"الفرصة الأخيرة" لوضع حد للكارثة الإنسانية في بلادها.
وحتى الآن، دافعت حكومتها عن العملية العسكرية التي اعتبرتها حملة شرعية ضد مسلحي الروهينغا - الذين ظهروا لأول مرة كقوة مقاتلة في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي.
الأحد، اتهمت لجنة الإعلام البورمية الأشخاص الذين فروا إلى بنغلادش، وهم أكثر من ثلث الروهينغا، بالتواطؤ مع مسلحي الأقلية الذين يستخدمون أسلحة بدائية.
وأفاد بيان اللجنة أن "الأشخاص الذين فروا من القرى عبروا إلى بلد آخر (بنغلادش) خوفا من تعرضهم إلى الاعتقال اثر تورطهم في هجمات عنيفة".
وأضاف "سيتم توفير حماية قانونية للقرى التي لم يهرب سكانها".
وتسبب العنف بتدمير أجزاء واسعة من ولاية راخين (شمال غرب) خلال أكثر من ثلاثة أسابيع حيث شوهدت الحرائق مندلعة بشكل شبه يومي عبر الحدود من المخيمات في بنغلادش.
ونزح نحو 30 ألفا من البوذيين والهندوس كذلك في راخين بسبب الاضرابات.
وفيما يتابع العالم برعب أزمة اللاجئين الروهينغا، تحظى الأقلية بالنزر اليسير من التعاطف في بورما التي يهيمن عليها البوذيون.
إلى ذلك، نزل 20 ألف متظاهر على الاقل من الاسلاميين المتشددين إلى شوارع بنغلادش أمس للتنديد بأعمال العنف التي تدفع بأقلية الروهينغا المسلمة إلى الفرار من بورما المجاورة واللجوء إلى مخيمات بائسة في بنغلادش.
وتجمعت حشود كبيرة من المتظاهرين بلباسهم الأبيض أمام أكبر مسجد في بنغلادش وهم يهتفون "الله اكبر" استعدادا للتوجه إلى سفارة بورما في دكا "لمحاصرتها" كما قالوا.
وتخطت أعداد المتظاهرين تظاهرة مماثلة عقب صلاة الجمعة الاسبوع الماضي، عندما طالب 15 ألف متظاهر حكومة بنغلادش بإعلان الحرب على بورما ذات الغالبية البوذية التي اتهموها بشن "حرب ابادة" على المسلمين الروهينغا.
وعززت الشرطة الأمن قبل تظاهرة أمس ونشرت عناصر إضافية من الشرطة حول دكا وسط مخاوف من وقوع أعمال عنف.
وكانت جماعة "حفظة الاسلام" قد توعدت بحشد عشرات الآلاف من اتباعها أمام سفارة بورما، لكن الشرطة منعت وصول المتظاهرين إلى البعثة الدبلوماسية.
قال مفوض شرطة مدينة دكا انور حسين لوكالة فرانس برس" نحو 20 ألف شخص انضموا للتظاهرة".
وأضاف "حصل توتر" لكن الحشد تفرق بسرعة.
وقال مسؤولو "حفظة الإسلام" أن عدد المتظاهرين أكبر من ذلك بكثير مؤكدين وصول مؤيدين من انحاء بنغلادش إلى دكا.
وتثير أزمة الروهينغا التعاطف في انحاء العالم الإسلامي، وشهدت باكستان وماليزيا واندونيسيا تظاهرات احتجاج على الإجراءات العسكرية المشددة بحقهم في بورما.
وإذا كانت بنغلادش الوجهة الاساسية للموجات المتعاقبة للاجئين الروهينغا، فإن بعضا منهم لجأ إلى الهند والنيبال. واستقرت مجموعة صغيرة في باكستان ايضا.-(وكالات)