Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Sep-2017

كلمة «شابّة» تلتزم قيم السلام والاعتدال والقانون الدولي
 
رأينا
الراي - كلمة الاردن في الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للامم المتحدة التي ألقاها سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله مندوباً عن جلالة الملك عبدالله الثاني، كانت جامعة وشاملة تنهض على رؤية حداثية والتزام عميق بقيم السلام والاعتدال والقانون الدولي، وتدافع في الوقت نفسه بقوة عن المصالح الوطنية الاردنية والعربية والاسلامية التي لا يمكن للاردن وكما قال سموه ان يتخلى عنها او يساوم عليها او يفرط فيها سواء في ما خص التزامنا بحل عادل وسلمي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي في العزيمة التي لا تنتهي في الحرب الدولية ضد الارهاب، هذه الحرب المترافقة مع الحرص على نشر القيم الحقيقية للاسلام.
 
واذا كانت كلمة سمو ولي العهد قد انطوت على رسائل عديدة وفي اتجاهات مختلفة لفتت بقوة انتباه وسائل الاعلام الدولية والعربية والاقليمية وبخاصة وصف سموه ان ضمير العالم في وضعية الصمت والتساؤل عن الحكمة والهدف وابعاد انفاق تريليونات من الدولارات على الحروب في منطقتنا، فيما القليل يُنفق للوصول بها الى بر الامان، فان ما اكدت عليه كلمة الاردن امام هذه المنتدى العالمي الاكبر الذي يضم اسرة الشعوب من اننا في الاردن ورغم الظروف الصعبة، مستمرون في المساهمة الايجابية لتحقيق الخير للعالم اجمع وفي ذلك رسالة تضيف انسانية واخلاقية والتزاما قيمياً بمبادئ العدل والسلام ومنطق الحوار والتنمية والاصلاح، بعيدا عن منطق الحرب والخراب والقتل والتدمير والارهاب والتطرف.
 
كلمة الاردن التي ألقاها سمو ولي العهد نيابة عن جلالة الملك كانت جامعة ومترابطة في الاضاءة على المشهدين الوطني والاقليمي ببعده العالمي وارتباطه بما يحدث في منطقتنا التي اكتوت بنيران العنف والحروب والتطرف اذ رغم السمعة الطيبة لبلدنا والتي نفخر بها ونعتز الا ان الكلام الطيب وعبارات الثناء التي تتدفق على الاردن من مختلف عواصم العالم نتيجة حكمة قيادة وبُعد نظرها وما تتمتع به من اعتدال وقراءة عميقة لما يحدث في الاقليم، الا ان كل هذا الكلام الطيب لا يدعم الموازنة ولا يبني المدارس ولا يوفر فرص العمل.
 
ولأن كلمات رؤساء الدول والوفود أمام اجتماعات الجمعة العامة للأمم المتحدة السنوية تكون شاملة وكاشفة ومضيئة على قراءة كل دولة للملفات والقضايا التي تهمها وارتباط ذلك بما يحدث حواليها وفي العالم، فإن كلمة سمو الأمير الحسين بن عبدالله اتسمت بالبعدين الاخلاقي والقيمي الذي تحرص عليهما الدبلوماسية الاردنية ويوليها جلالة الملك شخصياً أهمية اضافية على جدول أعماله الشخصي ولهذا لفت سموه مندوباً عن جلالة الملك الى ان الاردن ورغم التحديات والضغوطات التي تواجهه لم يتراجع عن مبادئه وقيمه ولم يُدر ظهره لمن يحتاجون العون، فضلاً عن اشارة سموه اللافتة الى ان الكلفة المباشرة للأزمة السورية تستنزف اكثر من ربع موازنتنا وفي ذلك تذكير لأسرة الشعوب ولكل اولئك الذين يكتفون بإصدار التصريحات والاشادة بالكلمات فقط بموقف الاردن الانساني والاخلاقي والقيمي من مسألة أعباء وتبعات اللجوء السوري أن يكونوا اكثر واقعية وان يُترجموا اقوالهم الى افعال فليس بالكلام الطيب يتم سد العجوزات في الموازنة او بناء المدارس ولا حتى توفير فرص العمل كما أكد على ذلك أكثر من مرة سمو الأمير الحسين بن عبدالله. وخصوصاً في ظل حقيقة ان الاردن هو أحد اكثر دول العالم استضافة للاجئين.
 
جميل ولافت وضروري ما اشار اليه سمو ولي العهد في بداية كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما ترأس اجتماعاً قبل عامين لمجلس الامن الدولي لتبني أول قرار لمجلس الأمن حول الشباب وكيف تكلّلت جهودنا المشتركة بتبني مجلس الأمن بالاجماع القرار التاريخي رقم (2250) حول الشباب والسلم والأمن والذي يهدف الى تمكين الشباب من المشاركة في بناء السلام وحل المنازعات، ناهيك عن تذكير سموه وفود الدول الـ(193) التي هي مجموع اعضاء المنظمة الدولية الأكبر، ان جيل الشباب الحالي الأكبر في التاريخ يحمل إرثاً من الحكمة والقيم المشتركة التي تركها اجدادنا وعلينا بالتالي كمن سبقنا ان نكافح من أجل التوفيق بين ما ورثناه وبين الواقع الذي نعيشه وهو واقع غير مسبوق.
 
كلمة الاردن التي القاها سمو ولي العهد نيابة عن جلالة الملك عبدالله الثاني كانت شجاعة وشاملة ترنو للمستقبل بثقة واطمئنان، ترفض منطق الحروب والعنف والارهاب وتنحاز بلا تردد لمنطق الاعتدال والسلام والحوار والاصلاح والتنمية وتمكين الشباب ومشاركتهم.