Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Feb-2016

الكل يحارب الإرهاب وينسى «داعش»!*طارق مصاروة

الراي-ما يجري في كل من بروكسل وميونخ من مناورات وغزل وتهديدات من أجل.. سوريا، يعود بالعالم الى القرن التاسع عشر ومؤتمراته، ويرى فيه ما رأى كيسنجر من ألعاب ميترنش (مترنيخ) وقبعاته السحرية التي كان تحتها دائماً أرانب.. وبيض!
المفترض أن مؤتمر بروكسل يضم الحلفاء الأطلسيين ولكنه تجاوز العضوية فضم عرباً كثيرين. والمفترض أن المؤتمر يتعامل مع (الخطة ب) اذا فشلت المساعي السياسية لايجاد حل مقبول للكارثة السورية. لكن الذي يجري في ميونخ بحضور روسي أميركي عربي إيراني تركي إنما هو نمط من الحسم التفاوضي للعودة إلى جنيف بتوافق أميركي - روسي مسبق، يخرج سوريا من صراع الأطراف الإقليمية، ويحدّد للمتصارعين في سوريا الانضمام إلى التوافق.. أو البقاء في البرد والصقيع وداعش والنصرة وغيرها!
حتى الآن يتركز عنف التطويع الروسي - الإيراني في الجماعات المعارضة للنظام السوري، ولم يمس الإرهابيين: داعش والنصرة وغيرهما. ولعل السوري الذي يشهد المفارقة يسأل: ولماذا يبقى الإرهاب صامدا، وقويا وقادرا على خوض حرب حقيقية في سوريا والعراق، وشمل توسعا يقول امين عام الامم المتحدة ان 34 تنظيما اعلنت ولاءها للدولة الاسلامية في شهر واحد.
الكل يتدخل بذريعة الحرب على الارهاب لكن لا احد يحارب داعش والنصرة، ويهدد رئيس وزراء روسيا بان الصدام في سوريا قد يؤدي الى حرب عالمية، ويبقى ان نفهم ان هذه الحرب لا تشمل داعش والنصرة، لان لا احد يقاتلهما فعلا.
من يهتم بالشعب السوري؟
الرئيس التركي اردوغان يضع اللاجئين السوريين في مخيمات على الحدود داخل الارض السورية، ويهدد اوروبا بانه مستعد لنقلهم مباشرة الى الحدود الاوروبية التي لا تبعد بضعة كيلومترات عن البر التركي، اذا لم تدفع كذا مليار دولار، واذا لم تعطه مكانا في الدائرة الاوروبية، انه يهدد اوروبا باغراقها باللاجئين السوريين واوروبا لا تملك رداً على التهديد.. وتحسبها.
رئيس وزراء روسيا الذي يهدد بحرب عالمية ثالثة ليس من الجيل الذي شهد الحرب الثانية وعاشها. ولذلك هي لعبة شطرنج يموت الفيل بنقله، وتسقط القلعة بنقله، وتموت الملكة بتحريك جندي.. وتنتهي بموت الملك!!. وهذا تهديد ليس متسقاً مع سعي وزير خارجيته في ميونخ. فالمطلوب ايقاف الحرب في سوريا وليس اشعالها في أوروبا والشرق الأوسط. وأغلب الظن ان الرئيس لا يجد مبرراً لمس داعش النصرة. فهي كـ(نار) إبراهيم تنزل على الإرهاب برداً وسلاماً.