Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Mar-2012

فيلم (أسبوعي مع مارلين) .. فصل من حياة الراحلة مونرو
الرأي - محمود الزواوي - فيلم «أسبوعي مع مارلين» (My Week With Marilyn) هو باكورة الأفلام الروائية الطويلة للمخرج البريطاني سايمون كيرتيس المتخصص في إخراج الأفلام والمسلسلات التلفزيونية.
يجمع فيلم «أسبوعي مع مارلين» بين أفلام السيرة الذاتية والدراما وهو مبني على أحداث حقيقية، ويستند إلى سيناريو للكاتب السينمائي أدريان هودجيز مبني على كتابين من تأليف الكاتب كولين كلارك، هما «أسبوعي مع مارلين» و»الأمير وفتاة الاستعراض وأنا» اللذان نشرا في تسعينيات القرن الماضي. وقد استند هذا الكاتب في كتابيه إلى أسبوع في حياة ملكة الإغراء الراحلة الممثلة مارلين مونرو التي تعرف عليها ورافقها خلال تصوير مشاهد فيلم «الأمير وفتاة الاستعراض» (1957) في لندن. وقد تقاسمت مارلين مونرو بطولة هذا الفيلم مع الممثل والمخرج المسرحي والسينمائي البريطاني الشهير لورنس أوليفييه الذي قام بإخراج هذا الفيلم. 
تقع أحداث فيلم «أسبوعي مع مارلين» في لندن في العام 1956، حيث ينجح السينمائي الطموح كولين كلارك في سن الثالثة والعشرين في الانضمام إلى طاقم فيلم «الأميرة وفتاة الاستعراض» كمساعد مخرج ثالث للمخرج لورنس أوليفييه الذي احتاج إلى كل مساعدة ممكنة للتعامل مع نجمة سينمائية في مكانة مارلين مونرو، التي أحدثت ضجة إعلامية لدى وصولها إلى لندن والمعروفة بمطالبها الكثيرة أثناء تصوير مشاهد أفلامها. يتعرف كولين كلارك خلال ذلك على مارلين مونرو التي كانت تجمع بين القيام ببطولة الفيلم وقضاء شهر العسل مع زوجها الثالث المؤلف المسرحي الشهير آرثر ميلر الذي توجه خلال تلك الزيارة إلى باريس.
وخلال فترة استراحة يتوقف خلالها تصوير مشاهد فيلم «الأمير وفتاة الاستعراض» تتوثق العلاقة بين كولين كلارك ومارلين مونرو التي كانت في سن الثلاثين وتدعوه إلى بيت ريفي تقيم فيه، ويرافقها بدوره في جولات يعرّفها فيها على معالم بريطانيا والحياة البريطانية بعيدا عن ضغوط العمل السينمائي.
فيلم «أسبوعي مع مارلين» مبني على مذكرات كولين كلارك الواردة في كتابيه والذي يشترك في بطولة الفيلم ويقوم أيضا بدور الراوي. ويعرض في القصة أحداث أسبوع في حياة مارلين مونرو من وجهة نظره، إلا أن الشخصية المحورية في قصة الفيلم هي النجمة السينمائية مارلين مونرو. ويجمع فيلم «أسبوعي مع مارلين» بين المصاعب التي واجهت إنتاج فيلم «الأمير وفتاة الاستعراض» وبين استكشاف لغز شخصية الممثلة مارلين مونرو في ذروة شهرتها.
وكانت مارلين مونرو عند إنتاج هذا الفيلم أشهر نجمة سينمائية في العالم بدون منازع، ولكنها كانت تعاني من كونها ممثلة ذات مواهب متواضعة تحاول أن تؤخذ مأخذ الجد في ميدان التمثيل، حتى أنها انضمت في العام 1955 إلى «استوديو الممثلين» الشهير في نيويورك الذي تخرّج منه عدد من أقدر الممثلين الأميركيين مثل مارلون براندو وجيمس دين وروبرت دينيرو وجين فوندا وبول نيومان وآل باشينو. وتدربت مارلين مونرو على يد مؤسس ومدير الاستوديو القدير لي ستراسبيرج الذي اشتهر بما يعرف بأسلوب «التمثيل المنهجي». وقد رافقت زوجته بولا ستراسبيرج الممثلة مارلين مونرو كمستشارة لها أثناء تصوير مشاهد فيلم «الأمير وفتاة الاستعراض» في لندن.
يعرض فيلم «أسبوعي مع مارلين» بعض الصعوبات التي واجهها المخرج لورنس أوليفييه في التعامل مع مارلين مونرو خلال إخراج فيلم «الأمير وفتاة الاستعراض» كتأخرها المزمن في الوصول إلى موقع التصوير وتكرار التقاط المشاهد التي تظهر فيها وعدم حفظها المتكرر لنص دورها. كما يبرز العديد من الجوانب الإنسانية لشخصيتها كتصرفاتها الطفولية أحيانا واللمسات الجميلة التي تقترن بتلك الشخصية.
يقدم المخرج سايمون كيرتيس في أول أفلامه السينمائية الروائية الطويلة فيلم سيرة ذاتية متميزا يستعرض فيه العلاقة بين مارلين مونرو وشاب معجب بها تحقق حلمه بالتعرف عليها والتقرب منها، كما يلقي نظرة ثاقبة على فصل من فصول حياة الممثلة مارلين مونرو وحياة العديدين من الفنانين الشهيرين الذين عاصروها مثل المخرج والممثل لورنس أوليفييه وزوجته الممثلة الشهيرة فيفيان لي. وينجح المخرج سايمون كيرتيس في تقديم صورة واقعية للجو العام للحياة البريطانية في أواسط خمسينيات القرن الماضي. كما يتميز الفيلم ببراعة تصميم الأزياء والموسيقى التصويرية. وقد حرص المخرج سايمون كيرتيس على تصوير مشاهد فيلم «أسبوعي مع مارلين» في نفس الأستوديو الذي صورت فيه مشاهد فيلم «الأمير وفتاة الاستعراض» الذي تدور حوله قصة الفيلم الجديد. 
إلا أن أقوى عناصر فيلم «أسبوعي مع مارلين» هو الدور المحوري للممثلة ميشيل وليامز التي تجسد شخصية مارلين مونرو بواقعية نادرة تغوص خلالها في تلك الشخصية، حتى أن المشاهد يشعر بعد بدء عرض الفيلم بأن من يشاهدها على الشاشة هي مارلين مونرو. فهي تتحدث وتمشي وتمثل مثل مارلين مونرو. وقد انعكست قوة أداء الممثلة ميشيل وليامز في العدد الكبير للجوائز السينمائية التي رشحت لها أو فازت بها. 
وقد بذلت الممثلة ميشيل وليامز مجهودا مكثفا في الإعداد لأداء دور مارلين مونرو في فيلم «أسبوعي مع مارلين»، حيث أمضت ستة أشهر في قراءة السير الذاتية العديدة لملكة الإغراء الراحلة ومذكراتها ورسائلها والأشعار المتعلقة بها والملاحظات والتعليقات التي قامت بكتابتها أو كتبت عنها. كما قامت باستعراض صورها ومشاهدة أفلامها واستمعت إلى تسجيلاتها الصوتية. وقامت بزيادة وزنها قبل أداء دورها في الفيلم لتكون مناسبة لهذا الدور، وتدربت على يد مصمم للرقص لكي تجيد طريقة مشي مارلين مونرو.
كما يتميز الفيلم بقوة أداء المخرج والممثل المسرحي والسينمائي البريطاني كينيث براناج لدور المخرج والممثل لورنس أوليفييه، والممثلة القديرة جودي دينش في دور الممثلة سيبيل ثورندايك. وتم اختيار ممثلي فيلم «أسبوعي مع مارلين» بعناية كبيرة. فعلى سبيل المثال، تم اختبار أكثر من 40 ممثلا قبل اختيار الممثل إيدي ريدمين لأداء دور كولين كلارك الشاب المعجب بمارلين مونرو وكاتب قصة الفيلم. 
عرض فيلم «أسبوعي مع مارلين» في عشرة مهرجانات سينمائية، بينها مهرجانات نيويورك وشيكاغو ومعهد الأفلام الأميركي ومهرجان دبي السينمائي الدولي. ورشح الفيلم لسبع وأربعين جائزة سينمائية وفاز بأربع عشرة منها ذهبت ثلاث عشرة منها لبطلة الفيلم الممثلة ميشيل وليامز. وبلغت الإيرادات العالمية الإجمالية لفيلم «أسبوعي مع مارلين» على شباك التذاكر 26 مليون دولار، فيما بلغت تكاليف إنتاجه عشرة ملايين دولار.