Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2019

زیارة الملك التاریخیة لبغداد تدشن لمرحلة جدیدة وواعدة بین البلدین

 سیاسیون: الزیارة دفعة لتعزیز عمل عربي مشترك وتستند لوشائج تاریخیة عمیقة وعلاقات متنامیة

 
عبدالله الربیحات
عمان –الغد-  أكد خبراء استراتیجیون أن العلاقات العراقیة الأردنیة، تستند على وشائج تاریخیة عمیقة، وعلاقات ظلت تتنامى؛ على الرغم مما عاشھ العراق من حروب وأزمات كبیرة، وكان البلدان وما یزالان، عمقا استراتیجیا لبعضھما.
وقالوا انھ منذ العام 2003 ،حین اشتعلت حرب قوات التحالف على العراق، كان للأردن والاردنیین دور كبیر في التخفیف عن العراقیین، ومساندتھم في محنتھم، واضحى قبلة للعراقیین بمختلف انتماءاتھم الطائفیة والسیاسیة، لتتشكل جالیة عراقیة فیھ، تجمع مختلف أطیاف اللون العراقي في عمان.
وأكدوا أنھ في ضوء ھذه العلاقات، وما تحملھ من مضامین عمیقة، جاءت زیارة جلالة الملك عبد الله الثاني الى بغداد اول من امس، بعد عشرة أعوام، لتدشن عصرا جدیدا من العلاقات المدیدة، التي تستند على الجوار التاریخي والثقافي والاجتماعي العریق، لتكون الزیارة الاولى من نوعھا، بعد تخلص العراق من واحدة من أكبر أزماتھ في العصر الحدیث، وھي القضاء على عصابة ”داعش“ الإرھابیة.
وأفادوا أنھ على المستوى الاستراتیجي، تشكل العلاقات بین البلدین العربیین المتجاورین:
العراق والاردن؛ نموذجاً للتعاون العربي المشترك، واساساً لتكامل اقتصادي عربي، یستند على جذور ضاربة في تاریخ المنطقة العربیة، تتجلى فیھا معاني الأخوة والتعاون والاحترام المتبادل.
الباحث والأكادیمي الدكتور أسامة تلیلان؛ اكد ان ھذه العلاقات الوثیقة بین البلدین؛ تعزز جھود ضمان وحدة وأمن واستقرار دول الإقلیم، فالبلدان یشكلان عمقا استراتیجیا لبعضھما، وتاتي زیارة الملك لبغداد، لتؤكد أن العراق في قلب ووجدان جلالتھ باستمرار، وان الأردن؛ سند للعراق واستقراره استقرارنا.
وبین تلیلان ان علاقتنا مع العراق، تتجلى بأنھا تحمل في بذورھا انطلاقةجدیدة، مبنیة على علاقات تاریخیة قدیمة، بحیث سیبقى الأردن یدعم العراق في مكافحتھ لقوى الإرھاب، وسیسھم معھ في إعادة الإعمار والبناء والاستقرار، فدور العراق أساسي في المنطقة، وممارسة دوره ھذا، سیكون ركیزة لأمن واستقرار المنطقة.
وزیر الخارجیة الأردني الأسبق كامل أبو جابر؛ قال ان زیارة جلالة الملك التي تأتي بعد عشرة أعوام؛ تعمق متانة العلاقات التاریخیة بین البلدین الصدیقین بمختلف المجالات، وتعكس الحرص المشترك على الحفاظ علیھا وتأطیرھا والبناء على ما انجز في شتى المیادین.
واضاف ابو جابر ان العراق والاردن؛ امتداد لبعضھما، وعمق استراتیجي حیوي، اذ لا تخفى جھود الاردن على أحد، في دعم الأشقاء العراقیین، لتحقیق الامن والاستقرار والاصلاح في العراق، وتغلیب لغة الحوار بین مختلف أطیاف اللون العراقي.
واكد ابو جابر؛ ان العراق الشقیق یعتبر من اھم الشركاء التجاریین للاردن؛ فالسوق العراقیة تتمتع بأفضلیة واولویة لدى الكثیر من التجار والمستوردین والصناعیین الأردنیین، ممن یفضلونھا على غیرھا من الأسواق العربیة والعالمیة الأخرى، وتأتي في طلیعة الأسواق العربیة المستقبلة للصادرات الوطنیة الأردنیة، وبخاصة بعد فتح معبر طریبیل الحدودي، وعودة النشاط التجاري تدریجیا بین البلدین.
ابو جابر أضاف، ان الزیارة ستفتح آفاقا جدیدة للتعاون بین البلدین، بخاصة في المجالات التجاریة، اذ یعتبر الاردن بالنسبة للعراق، مركزا مھما لاعادة التصدیر وتجارة المناطق الحرة والترانزیت.
استاذ الاقتصاد في جامعة عمان الاھلیة ابراھیم شحادة؛ بین اھمیة الزیارة الملكیة للعراق اقتصادیا، لخصوصیتھا في تنمیة التعاون بین البلدین، والارتقاء بھ، في مختلف المجالات الاقتصادیة والتجاریة والاستثماریة والطاقة والنقل.
ولفت شحادة الى التوجیھات الملكیة السامیة المستمرة، في تعزیز اواصر التعاون والتنسیق بین
البلدین، وما تشكلھ من حوافز رئیسة للقطاع الخاص في بذل مزید من الجھود، للارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي بینھما.
واكد شحادة ضرورة البناء على ھذه المباحثات الاخویة، لتھیئة الظروف لزیادة مبادلات البلدین التجاریة، وتسھیل دخول المنتجات الأردنیة للسوق العراقیة، والاسراع بتنفیذ قرار استثناء السلع الاردنیة من الرسوم الجمركیة العراقیة، وتنفیذ مشاریع استثماریة؛ بخاصة انبوب النفط الممتد من البصرة الى العقبة، والذي یعد مشروعا استراتیجیا للطرفین.
وبین ان معبر طریبیل یعتبر شریانا رئیسا لتنشیط الحركة الاقتصادیة والتجاریة بین البلدین؛ لذلك لا بد من استثماره وتسھیل التبادل التجاري وتیسیر حركة النقل وانسیاب السلع، ومعالجة مشكلة عبور الشاحنات في الاتجاھین.
ولفت الى ان القطاع الخاص؛ وبما یملكھ من خبرات كبیرة في العدید من الأعمال، لدیھ رغبة قویة في المشاركة بمشروعات اعادة الاعمار في العراق، وبخاصة تلك المتصلة بالبنى التحتیة والصحة والتعلیم والاسكان وقطاعات الخدمات.
وشدد على اھمیة إدامة التواصل بین الأردن والعراق، على المستویین الرسمي وفعالیات القطاع الخاص، حتى تجري زیادة مستوى التعاون الاقتصادي، وإزالة أي معوقات تعترض التجارة البینیة، وتحفیز رجال الأعمال على إقامة مشروعات استثماریة مشتركة.
العمید المتقاعد حسن فھد ابو زید؛ وصف زیارة جلالة الملك لبغداد بـ“التاریخیة“ على جمیع الصعد وفي المجالات كافة، وأھمھا على الصعید التجاري بین البلدین، بعدما تضرر البلدان منذ ازمة الخلیج، وما بعدھا من الحرب على ”داعش“ الارھابیة، وغیرھا من حركات التطرف.
وبین ابو زید؛ أن ھذه الزیارة التاریخیة المھمة؛ جاءت في ظرف عصیب یمر بھ الاقتصادان الاردني والعراقي، ومن ثم فإن فاعلیة مخرجاتھا، ستسھم بانعاش وتحریك الاقتصاد الاردني عبر الصادرات الاردنیة للعراق، والتي تضررت جراء اغلاق الحد البري والوحید بین البلدین، في منطقة حدود طریبیل، الذي یبعد عن الحدود الاردنیة قرابة 180 كلم تقریبا.
واضاف ابو زید؛ ان ھذه الزیارة الملكیة المھمة، جاءت للتوج زیارة سابقة لرئیس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، اثمرت عن عقد 15 اتفاقیة تجاریة وزراعیة وصناعیة وانشائیة، وساھمت باعادة وتحریك موضوع اقامة المدینة الصناعیة المشتركة عند الحدود الشرقیة مع العراق.
واشار ان ھذه الزیارة كانت ناجحة على كل الصعد السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة؛ إذ أسھمت بتحریك سریع للقضایا العالقة بین البلدین في ھذه المجالات، وجاءت ایضا لتعمیق اواصر اللحمة بین البلدین، بعد لنقطاع تسببت بھ ظروف العراق غیر المستقرة سابقا.
واعتبر ابو زید ان ھذه الزیارة تشكل دفعة جدیدة وجادة نحو عمل عربي مشترك، وتعتبر رافدا اقتصادیا قویا للاقتصاد الاردني من دولة جارة، تعتبر العمق الروحي للاقتصاد الاردني ورئتھ الحیة؛ اذ یعول على وقوف الاشقاء العراقیین الى جانب الاردن، بخاصة بعد زیارة جلالتھ التاریخیة، والتي لاقت ردود فعل ایجابیة ووفیة صادقھ من العراقیبن، على كل المستویات من الرئیس العراقي ورئیس وزرائھ، والشعب العراقي البطل، اذ عبروا عن فرحھم وامتنانھم للزیارة المتمیزة والفریدة في ھذا الوقت بالذات.
وكان جلالة الملك اعرب خلال زیارتة للعراق اول من امس عن اعتزازه بالعلاقات الوطیدة بین البلدین. وعبر عن سعادتھ بالزیارة؛ واعتزازه بالعلاقات الوطیدة بین البلدین.
وأكد جلالتھ وقوف الأردن إلى جانب العراق في الحفاظ على أمنھ واستقراره، وتحقیق تطلعات العراقي الشقیق.
فیما قال الرئیس العراقي برھم صالح، خلال مباحثاتھ مع جلالة الملك، إن الزیارة الملكیة، تاریخیة، مؤكدا تقدیر بلاده الكبیر لزیارة جلالة الملك لبغداد، والتي تعتبر في غایة الأھمیة، وتدل على عمق العلاقات بین البلدین والشعبین الشقیقین، كما أنھا تشكل دعامة أساسیة لفتح آفاق أوسع للتعاون بینھما، مخاطبا جلالة الملك ”أھلا بكم ضیفا كبیرا على العراق، فأنت منا وفي بیتك“.