Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Dec-2017

الملك: صوت الحق في وجه الظلم والانتهاك - د.محمد الرصاعي

 الراي - الزخم الكبير للجهود التي يبذلها جلالة الملك عبداالله الثاني لمواجهة قرار الرئيس الأميركي ترمب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل هو احد الأسباب الرئيسة في حشد اجماع دولي على رفض القرار، كما أنَّ الاحترام الكبير الذي يحظى به جلالته لدى قادة دول العالم ومؤسسات ودوائر القرار الدولي دفع صوب التزام عالمي بحقوق العرب والفلسطينيين في القدس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فريديريكا موغريني أكدت أخيراً أنَّ الاتحاد الأوروبي سيدعم الملك عبداالله الثاني في عملية السلام والقدس، ويرفض القرار الأميركي حيال القدس، كما اشار الرئيس الفرنسي في أثناء لقائه بجلالة الملك إلى أنَّ القدس مسألة أساسية لكلا البلدين، الشيء الذي يتطلب التنسيق حيال هذه المسألة، واعتبر أنَّ الأردن هو القائم على حماية الأماكن المقدسة في مدينة القدس.

 
الاجماع الدولي في الأمم المتحدة على رفض قرار الرئيس الأميركي ترمب هو اجماع على احترام القانون الدولي، ووقفة شجاعة ضد انتهاك قرارات الشرعية، التي اعتادت إسرائيل على تعطيلها بدعم أميركي مستمر، غير أن الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأميركي ترمب هذه المرة تنفرد بأنها ستعطل الدور الأميركي في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبالتالي الإجهاز على فرص إحلال السلام ودفع المنطقة نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار، عدا عن أنها ستتسبب في عزلة كبيرة لأميركا بشأن دورها السياسي في المنطقة.
 
رغم الأدوات العديدة للسياسة الأميركية والحجم الكبير للتأثير على مجريات الأحداث في شتى انحاء العالم، لم تنجح في دفع الرأي العام العالمي لتأييد قرار الرئيس الأميركي ترمب اعتبار القدس عاصمة لليهود، وكان التصويت في الأمم المتحدة شاهداً على تراجع الهيمنة الأميركية على الرأي العالمي وبخاصة مع مجيء الرئيس ترمب كرئيس للولايات المتحدة، إضافة لإدراك جميع دول العالم خطورة المساس بقضية القدس وتأثير ذلك على مجريات الأمور في الشرق الأوسط.
 
الرؤية التي يمتلكها ترمب ومستشاريه لسياسة الأمن القومي الأميركي تتصف بالتناقض الواضح مع جميع المبادئ التي قامت عليها الولايات المتحدة والتي يؤمن بها معظم الشعب الأميركي، وقد كان واضحاً الطريقة غير اللبقة التي تحدثت بها مندوبة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة وتهديدها الصريح للدول التي ستصوت ضد قرار ترمب، الشيء الذي ينافي أبسط قواعد الديمقراطية والحرية واحترام الآخر.
 
الانتكاسة التي تعرضت لها سياسة الرئيس الأميركي ترمب هي تأكيد على رغبة العالم بتغليب العدل وصيانة الحقوق واحترام حق تقرير المصير دون إملاءات أو إذلال، وقد أجمع معظم رؤساء وحكام العالم أنَّ السياسة التي ينتهجها جلالة الملك عبداالله الثاني تنسجم مع هذه الطروحات، فقد تحدث جلالته للعالم بصوت العقل والضمير الانساني وتغليب المنطق والموضوعية على التعامل بين دول العالم، ولقي حديث جلالته وطروحاته ترحيباً دولياً واسعاً بعكس الطروحات الأميركية المستندة لإنتهاك الحقوق ونسف قرارات الشرعية الدولية.
Rsaaie.mohmed@gmail.com