Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jun-2018

"الرحلة".. قصص إنسانية تحت ظلال الحرب

 

عمان-الغد-  في فيلمه الروائي الخامس "الرحلة"، يقدم المخرج العراقي محمد الدراجي، صورة لجمهورية العراق ما بعد أحداث حرب العام 2009،  وبالذات في يوم عيد الأضحى، حين تقرر فتاة أن تفجر نفسها في محطة قطار، وأبعاد هذه الخطوة التي تتقاطع مع أشخاص آخرين، لكل منهم شخصية مختلفة يجمعهم ارتباط المكان في مدينة بغداد قبل وبعد الحرب. 
ويأتي "الرحلة" في عرضه الأول في الأردن، ضمن الدورة 24 لمهرجان الفيلم الفرنسي العربي في الهيئة الملكية للافلام، وتنظيم من المركز الثقافي الفرنسي،  وتشاركه في السيناريو والإنتاج إيزابيل ستيد، ويقوم ببطولته الممثلون: أمير جبارة، زهراء غندور، هدى عبد الأمير، حيدر عبدالأمير، علي الخصاف، إيمان لعيبي.
تدور أحداث الفيلم في يوم وليلة، وهي محاولة لفهم عقلية المفجر الانتحاري، بفروع سردية مختلفة، تقدم لصورة العراق أو مدينة بغداد، واختار المخرج يوم الحدث بذات اليوم لإعدام الرئيس الراحل صدام حسين، وهو أول أيام عيد الأضحى لعام 2006، بحيث يتم افتتاح المحطة بعد سنوات من الخراب، في مكان يعج بالشرطة والقوات الأميركية، والباعة المتجولين، فيما تحاول سارة أن تفجر نفسها، لتطهر هذا المكان.
الدراجي الذي تعاون في كتابة سيناريو الفيلم مع البريطانية إيزابيل ستيد، يبرز قيم الحياة بكل أفراحها وأحزانها، والذي جسده في تطور شخصية سارة، من متشددة لامرأة مختلفة، وبذات الوقت يقدم الثيمة ذاتها لمعظم أفلام الدراجي، وهي المنظور الأخلاقي للحرب، التي دمرت العراق.. ويتمت شعبه وخلفت لاجئين، متخذا من شخصياته رموزا  تمثل السكان الجرحى في البلاد.
فهذه المراة التي على وشك أن تقترف فعلا متطرفا بطلة صامتة ومتفانية، لهدف غير واضح، ومن جهات غير محددة، وتحاول الحفاظ على سلامها الداخلي، لتشكل صورة مقلقة متناقضة لشخص ارهابي، حيث لا يركز "الرحلة" على انتقاد العمل الإرهابي، لكنه يحدد ملامح النساء اللواتي يقررن التضحية بحياتهن والأسباب الكامنة ورائها.
وتلك الشخصيات التي دمجها الدراجي في المحطة، تشكل نقطة تحول من أفراد "متدينين، عاملين، أطفال فقراء، وعازفي موسيقى، ومواطنين خائفين، وجنود أميركيين حذرين.. وآخرون" جميعهم شكلو جزءا من المجتمع، بأسلوب بصري يكشف تبعات التغير في العراق والشجاعة والخوف الذي يعيشه هؤلاء. ويستند المخرج لواقعية لا تخلو من العاطفة والفكر لتلك اللحظات، ليجعل الشخصيات الرئيسية تتقاطع مع الثانوية، وسط الصراع الداخلي للمجتمع نفسه، فيما بصيص الأمل يبقى ساطعا حتى النهاية، حيث تتراجع سارة عن تفجير نفسها.
ومع استخدام الدراجي للموسيقى المحيطة جزءا من هوية المكان والارتباط به بين أصوات الأذان وترتيل القرآن، وينتقل لفرق الانشاد الديني، وصولا للموسيقى التي تعزفها الفرق الموسيقية، وأصوات الباعة، ليؤكد على واقعية أحداثه التي عززها بتجواله في الكاميرا وسط ضيق وازدحام المكان.
يذكر أن فيلم "الرحلة" انطلق في دور العرض العراقية، وشارك في أكثر من 10 مهرجانات دولية حول العالم، وحظى بعرضٍ عالمي أول بمسابقة المهر الطويل بالدورة الـ 14 من مهرجان دبي السينمائي الدولي، كما نافس في المسابقات الرسمية بمهرجان لندن السينمائي الدولي، وتورونتو السينمائي الدولي وبوسان السينمائي الدولي، وجاء عرضه الأول بالولايات المتحدة الأميركية في مهرجان ميامي السينمائي.