Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Feb-2017

الاستغناء عن ! - م. فواز الحموري
 
الراي - راقت لي فكرة الاستغناء عن بيض المائدة والبطاطا لارتفاع أسعارها خلال الفترة الماضية ودفعني ذلك للكتابة والدعوة لمحاولة الاستغناء عن الهواتف المحمولة إن كان ذلك بالإمكان ولأسباب عدة ؛ أهمها الضرر الواضح والأثر السلبي الذي تلحقه هذه الأجهزة على جيب وحياة المواطن والحديث يطول عن إدمان البعض على استخدام الهاتف النقال حتى عند قيادة السيارة أو قطع الشارع وعلى مدار الساعة.
 
بصراحة:هل يمكن الاستغناء عن استخدام الهاتف النقال لمدة يوم أو أكثر والاستغناء عن خدماته الكبيرة والعيش بهدوء ؟ 
 
طرحت هذا السؤال على أكثر من زميل وصديق وقريب وكانت الإجابة بالنفي حتى أن العديد من الأولاد والبنات رفضوا رفضا قاطعا الاستغناء عن استخدام الهاتف النقال حتى لبعض الساعات حتى أن الإجابة المشتركة كانت :» لا أتصور حياتي دون موبايل ! «. فلو ضاقت الظروف هل نستطيع الفئات التي تنعم بأكثر من خط ونت وتطبيقات والعاب أن تعيش بعيدا عن الموبايل ؟
 
الحديث ليس ضربا من المثالية ولكنه اقرب الى الواقع والذي نستغرب خلاله من شخص بسيط الحال يشكو ويشكو وبيده أكثر من جهاز خلوي تكفي كلفة تشغيلها لسد رمقه اليومي. والأقرب الى ذلك أيضا التدخين ، فهل يمكن الاستغناء عن تدخين أكثر من « باكيت وبمعدل دينارين على أقل تقدير ؟ ، والاستغناء على الخبز الفائض عن الحاجة والذي يكون مصيره النفايات وبكميات كبيرة وللأسف.
 
المدهش أن بعض الناس تصر على عدم الاستغناء عن الوجبات الغذائية بعد اليوم الأول ولا تأكل الطعام « البايت « على الرغم من بساطة العيش وتواضع الإمكانيات وتذهب الوجبات في مهب الريح والتلف.
 
ثمة العديد من مظاهر عدم القدرة لمحاولة الاستغناء عن العديد من «النعمة « من قبل فئة من أوسط الناس والتي لا تستطيع إجبار أسرهم على التقيد بالإنفاق ضمن حدود الواقع والعيش بحرص شديد دون اصراف و تبذير.
 
علينا البدء بمحاولة الاستغناء عن أشياء كثيرة تغلغلت في صفحة حياتنا وأثقلت علينا كثيرا وأثرت على سلوكنا في البيت والعمل والشارع وعلى مدار الساعة، فهل نحاول ؟
 
وللطرفة سمعت عن حكم في دولة معينة يقضي بالسجن لمدة أشهر لكل من الزوجين في حال العبث بالهاتف الخلوي والاطلاع على خصوصية محتوياته الشخصية ، فهل نستغني عن مثل تلك العادات والتي « خربت « بيوتا كثيرة ؟