ويذكر أن المطالبة باستعادة حق الناصرة على هذه المنطقة الموجودة في قلب الناصرة أثيرت منذ سنوات طويلة، والمنطقة تتبع تنظيميا وإداريا لبلدية نتسيرت عيليت منذ عشرات السنين دون أن يتحقق مطلب بلدية الناصرة لغاية الآن.

وقال رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، لـ»عرب 48» عن مطلب بلدية نتسيرت عيليت تبادل الأراضي والحصول على أراض في الناصرة مقابل تخليها عن منطقة «شبرينتساك»: «أنا لن أعطي؛ لأنني أطالب بحقي في أرض ‹شبرينتساك› وأرض معسكر الجيش المجاورة لها فهما حق لمدينة الناصرة، ولا يمكن أن نساوم على ما هو حق لنا. هاتان المنطقتان تقعان في قلب الناصرة، ولا يعقل أن تتبعا، تنظيميا وإداريا، لمدينة نتسيرت عيليت».

أكد سلام أن «رئيس بلدية نتسيرت عيليت، رونين بلوت، طلب تبديل أرض مقابل أرض وهذا عيب، نحن لسنا أولادا ولا تنطلي علينا هذه الألاعيب، وليس لديه حق عندنا وإنما الحق كله لنا».

وردا على سؤال حول المطالب التي طرحها رئيس بلدية نتسيرت عيليت في اللقاء الذي جمع بينهما قبل بضعة شهور، مقابل أرض «شبرينتساك» ومعسكر الجيش، قال سلام، إن «رئيس بلدية نتسيرت عيليت طرح الكثير من المطالب غير المقبولة علينا على الإطلاق. هو طلب مبنى المحاكم والأرض المقامة عليه، وطلب أرض المجمّع التجاري ‹بيغ فاشن› وفندق ‹رمادا› وبناية ‹بيت المحامين› ولا تعداد لمطالبه، لكن عليه أن يعلم جيدا أنه لن يحصل على متر واحد ونريد حقنا».  

وردا على سؤال وجه لرئيس بلدية نتسيرت عيليت الحالي، رونين بلوت حول أن مدينة نتسيرت عيليت تسيطر على مساحات واسعة تتعدى قرية المشهد المجاورة وقرية دبورية، وأجزاء من مدينة الناصرة، هل في ذلك عدل؟ أجاب بلوت: «أي مساحات هذه؟ نحن نكاد لا نجد أراضي نقيم عليها مشاريعنا، هل تريدني أن أهدم البيوت السكنية لأقيم مشاريع مكانها؟ الذي يريد أن يأخذ مساحات من نتسيرت عيليت عليه أن يعطي بالمقابل».

 

أراضي «شبرينتساك»..احتلال مدته 50 عاما

وأضاف: «أفضل الحوار كوسيلة للتفاهم على كل الإمكانيات الأخرى. وأنا أعلم أنه في دبورية والمشهد يرغبون باقتطاع أجزاء من أراضي نتسيرت عيليت، وربما من سوء حظهم أنني رجل قوي، ولكن هناك مجالا للتوصل إلى تفاهمات بالحوار. أنا رجل حوار وتفاوض، ولست رجل حرب أو عداء خاصة مع الجيران».

وتعود قضية المطالبة باستعادة بلدية حق بلدية الناصرة، على منطقة حدائق الناصرة «شبرينتساك» التي ضمّت إلى مسطح بلدية نتسيرت عيليت في ستينيات القرن الماضي، إلى عشرات السنين. ففي فترة رئيس بلدية الناصرة السابق، المهندس رامز جرايسي، كانت هنالك مطالبات متكررة لاستعادة منطقة «شبرينتساك» و»حدائق الناصرة»، وهي عبارة عن منتجع يقام عليها اليوم فندق «غاردينيا» ويجاوره معسكر للجيش. وقد قام وزير الداخلية قبل سنوات بتعيين لجنة لفحص وترسيم حدود المنطقة، في أعقاب التماس قدمته بلدية الناصرة للمحكمة العليا بهذا الشأن. واستمعت اللجنة لطلب البلدية ومبرراته، التي قدمها رئيس البلدية في حينه، رامز جرايسي، ومستشارها القضائي المحامي زهير نعرة، ومخطط المدن رئيس طاقم إعداد الخارطة الهيكلية للناصرة في حينه، المهندس أرييه رحميموف، كما شارك أيضًا مهندس البلدية الحالي، أحمد جبارين، الذي شغل منصب مدير قسم تخطيط المدينة في حينه. وتم تقديم عرض تفصيلي للطلب لتصحيح غبن تاريخي متواصل منذ ضم تلك المنطقة في مطلع ستينيات القرن الماضي، إلى نتسيرت عيليت، رغم أنها تشكل جزيرة ضمن حدود بلدية الناصرة.

وقدم رئيس بلدية الناصرة المبررات التخطيطية والاقتصادية للطلب، وعرض حاجة المناطق السكنية المحيطة بالمنطقة للمرافق الأساسية والأراضي للأغراض العامة. وقد تم التطرق إلى الحاجة لتوسيع مسطح مدينة الناصرة بحوالي 4,500 دونم بموجب توصيات الخارطة الهيكلية لسنة 2020، والمس المتواصل بمدينة الناصرة ومكانتها، وبلدية الناصرة واقتصاد المدينة، جراء نقل المرافق الحكومية إلى نتسيرت عيليت.

كذلك عرضت مقارنات بين الناصرة ونتسيرت عيليت تظهر مدى التمييز القائم لصالح نتسيرت عيليت وعلى حساب الناصرة، حيث تبلغ مساحة نتسيرت عيليت حوالي 40 ألف دونم وعدد سكانها حوالي 50 ألف نسمة بينما مساحة الناصرة 14 ألف دونم فقط وعدد سكانها أكثر من 80 ألف نسمة.

«عرب48»