Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Feb-2020

الباحث علي عتيق يلخص حالة الشعر العربي في المشهد الثقافي العالمي

 الدستور

على الرغم من أن عنوان بحث د. علي عتيق - المنشور في التقرير الأول لحالة الشعر العربي 2019 الصادر عن أكاديمية الشعر العربي بجامعة الطائف - هو «حالة الشعر العربي في الجزيرة العربية في المشهد الثقافي العالمي» إلا أن الباحث تحدث عن تلك الحالة في الوطن العربي ككل، ويبدو أن الجهد الذي قدمه د. عبدالواسع الحميري في بحثه «الإبداع الشعري والترجمة في الجزيرة العربية» المنشور بالتقرير قد غطى هذه الحالة، فلجأ المالكي لتوسيع نطاق بحثه ليشمل الوطن العربي ككل.
ويعترف المالكي بالشح الكبير في المصادر التي تناولت هذا الموضوع بالبحث والدراسة، موضحا أن الندرة في المصادر هي إشارة إلى قلة الاهتمام بالشعر العربي في الثقافة العربية عموما.
وإذا أردنا أن نتوقف عند ما رصده الباحث بخصوص المنطقة الجغرافية التي ورد ذكرها في عنوان البحث، فلم نجد سوى إشارات إلى محاولة الشاعر غازي القصيبي في عام 1977 لترجمة شعره بنفسه إلى اللغة الإنجليزية، والتي نشرها في ديوان بعنوان «من الشرق والصحراء» وهي عبارة عن قصائد اختارها من أربعة دواوين له: قطرات من ظمأ، ومعركة بلا راية، وأبيات غزل، وأنت الرياض.
وعلى الرغم من إشارة المالكي إلى كتاب «مختارات من معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين» التي ترجمها الدكتور عبدالواحد لؤلؤة للإنجليزية، فإنه لم يذكر لنا شعراء المنطقة الواردة ترجمات لهم في تلك المختارات التي لم يرد ذكرها في بحث الحميري السابق الإشارة إليه.
ويشير المالكي إلى أن لؤلؤة سبق له أن ترجم ديوانا للشاعرة سعاد الصباح بعنوان «في البدء كانت الأنثى» صدر عام 1994، وأن الباحثة مود سانتيني رصدت في كتابها الصادر عام 2006 «باريس مكتبة عربية» ثماني مجموعات للشعر العربي مترجمة للفرنسيةـ الأولى عن الشعر اليمني وصدرت عام 1979 من اختيار مجموعة من المستعربين، وأربع مجموعات شعرية لسعاد الصباح.
وفي اللغة الإسبانية يذكر المالكي– بحسب رأي د. صالح الزهراني – أن ترجمة الأعمال السعودية كان لها نصيب جيد يشمل عملين شعريين لكل من الأمير عبدالله الفيصل، وكان ذلك في عام 1967 من خلال ديوان «وحي الحرمان» الذي طبعته جامعة غرناطة، وترجمة لمختارات من شعر حسن عبدالله القرشي، وقامت الشاعرة السعودية هدى الدغفق بمبادرة تكفلت من خلالها بترجمة ديوانين لها.
عدا ذلك لا يوجد ذكر لحالة الشعر العربي في الجزيرة العربية في المشهد الثقافي العالمي، وإنما كان التعميم على مستوى الوطن العربي يبدأه الباحث بذكر أول ترجمة من اللغة العربية وكانت قصة «ابن طفيل» في القرن الثاني عشر الميلادي، وكانت الترجمة في حينها مقتصرة على كتب العلوم.
ويؤكد المالكي أن الاهتمام بالأدب العربي الحديث بدأ بُعيد الحرب العالمية الثانية، وكان منصبا على الفنون السردية، أما الاهتمام بالشعر العربي الحديث فلم يبدأ بالبروز إلا من خلال بعض المجموعات الشعرية ثم من خلال أسماء مثل: محمود درويش وأدونيس والبياتي ونزار قباني، موضحا أن معظم ترجمات الشعر العربي كانت على يد مترجمين عرب، مؤكدا أن حضور الشعر العربي في المشهد العالمي لا يزال حضورا باهتا نظرا لاعتماده على اجتهادات فردية في ظل غياب العمل المؤسساتي المنظم الذي يضمن وجود ترجمات جيدة تسهل وصول القصيدة إلى القارئ الآخر.
وعلى الرغم من ذلك وجدنا بعض المستشرقين انشغلوا بالمعلقات التي طُبعت وتُرجمت أكثر من مرة، وبالشعراء الجدليين في الثقافة العربية من أمثال: المتنبي وأبونواس والحلاج.
وبلغة الأرقام يوضح الباحث أن العربية التي هي اللغة المحكية الخامسة أو السادسة في العالم، ليست – حسب فهرس الترجمة – إلا اللغة السابعة عشرة من حيث عدد العناوين المترجمة انطلاقا مها وهو 9113، واللغة الثلاثين من حيث عدد العناوين المترجمة إليها وهو 9038. وأن الأدب العربي الحديث المترجم لم يتعد حضوره 74 ترجمة في اللغات العالمية (الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والبرتغالية) خلال عشرين عاما حسب ما رصدته الباحثة ندى طوميش خلال عقدين من الزمان 1948 – 1968 في كتابها الصادر عام 1978 بعنوان «الأدب العربي المترجم: أساطير وحقائق» وتأتي الإنجليزية في المقدمة بـ 30 كتابا ثم الفرنسية بـ 19 كتابا. وللأسف لا يوجد حضور لأي شاعر عربي خلال هذه الفترة، وإنما وجدت 3 مجموعات لمختارات شعرية لم توضح المؤلفة محتواها.
ويقترح الباحث د. علي عتيق المالكي إنشاء مؤسسة تهتم بنشر الشعر العربي وترجمته تقوم بعمل دراسة شاملة بغرض جمع ما أمكن من معلومات وترجمات للشعر العربي في العالم، وإنشاء مركز خاص يقوم بدراسة الترجمات المنجزة خاصة باللغتين الإنجليزية والفرنسية وتقييمها.