Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Feb-2018

لنبتعد عن شفا الحرب - أسرة التحرير

 

هآرتس
 
الغد- لا خلاف في أن اسقاط الطائرة بلا طيار الإيرانية التي تسللت من سورية إلى الاراضي الإسرائيلية كان عملا شرعيا وضروريا. يمكن التساؤل إذا كان اطلاق الطائرة مخططا، بنية تحقيق أهداف استخبارية أو عن خطأ تكتيكي لمطلقيها، ولكن عند اتخاذ القرار لإسقاطها لا مكان ولا زمان لتردد زائد.
ليس هكذا بالنسبة للرد الإسرائيلي المفهوم، الذي تضمن هجوما على أهداف إيرانية وغيرها في الاراضي السورية، والتي في اثنائها اسقطت طائرة اف 16، واضطر الطيار ومساعده لتركها، واصيب الطيار بجراح خطيرة. هذه العملية، ونتائجها، والتي كان يمكن ان تكون أكثر مأساوية بكثير بل وتجر إسرائيل إلى عملية عسكرية واسعة في محاولة لتحرير الطيارين لو أمسكتهما قوات سورية أو إيرانية – تستوجب إعادة النظر في سياسة الرد بشكل خاص وفي الاستراتيجية التي توجه خطى إسرائيل في سلوكها في الحرب في سورية بشكل عام. فأحداث أمس تدل مرة اخرى على انه رغم الاعتبارات العقلانية والرغبة في الامتناع عن الحرب، فإن لأحداث قليلة طاقة كامنة للانفجار، ويمكنها أن تحدث خطوات عسكرية من شأنها ان تخرج عن نطاق السيطرة. 
إن حاجة إسرائيل للرد بقوة ضد هجوم في اراضيها أو محاولة للمس بسيادتها، هي مفهومة وهي بشكل عام ضرورية، من أجل ردع تكرار مثل هذه الحالات. ولكن عندما يتحول مثل هذا الرد إلى خطوة تلقائية فإنه يبدأ في ان يشكل بنفسه تهديدا وخطرا. في الحرب في سورية تثبت ميزان هش من المصالح، تشارك فيه روسيا، إيران وتركيا. هذا ليس محورا وديا لإسرائيل، فما بالك على خلفية فك ارتباط الولايات المتحدة عن الساحة وقدرتها المحدودة جدا في التأثير على الخطوات العسكرية بشكل يضمن أمن إسرائيل.
إسرائيل مطالبة بان تشق طريقها بحذر شديد بين تطلعها لإحباط تثبيت التواجد الإيراني في سورية وبين النتائج التي من شأن هذا التطلع ان يسببها. هكذا مثلا فقد تمتعت حتى الآن من إذن روسي محدود لضرب أهداف حزب الله في سورية،  فقط كتلك التي فيها امكانية كامنة للمس بها. أما مبادرة عسكرية تمد حدود "الاذن" الروسي فمن شأنها أن تؤدي إلى الغائه أو حتى أن تضع إسرائيل في مسار صدام مع روسيا، الدولة الوحيدة في سورية، المستعدة لان تراعي المصالح الإسرائيلية. 
لقد بثت إسرائيل مؤخرا سلسلة من الرسائل الحادة والواضحة التي تفيد بانها مستعدة لان تعمل عسكريا أيضا كي تمنع تعاظم التهديدات ضدها في سورية وفي لبنان. وهي توضح في نفس الوقت بانها لا تتطلع إلى الحرب. والتوازن بين هاتين الاستراتيجيتين يستدعي الحذر العسكري الزائد، التفكر الدقيق والتحكم المتعاظم بأحاسيس الغضب والانتقام. فشفا الحرب قريبة للغاية ومن الحيوي الابتعاد عنها.