Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Nov-2017

الحريري..وهذا «الخيار»!! - صالح القلاب

الراي -  قبل أيام قليلة من استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، هرباً بحياته حتى لا ينتهي إلى مصير كمصير والده ، أطلق رئيس جهاز الأمن الإيراني علي شمخاني، والأمن في إيران كلّ شيء، تصريحاً قال فيه:»إن القوات الإيرانية ومعها حزب االله موجودة في كل الأراضي السورية من الشرق «حتى الجنوب»! وإنَّ طهران باتت ترتبط بممرًّ بريٍّ عبر العراق وسورية يصل إلى لبنان وإلى شواطىء البحر الأبيض المتوسط الشرقية.

 
كان الحريري الوالد قد تم قتله في عام 2005 بمتفجرة بقوة قنبلة نووية صغيرة لأنه رفض إملاءات بشار الأسد التي كانت، كما هو الوضع الآن، إملاءات إيرانية ولكن للأسف فإن «القاتل» المنفذ الذي هو حسن نصر االله لا يزال طليقاً ولا يزال «يسْرح ويمْرح» حتى الآن وذلك مع أنه ثبت، من خلال التحقيقات الدولية، وبصورة قاطعة بأنه هو القاتل وأنه هو المنفذ بأوامر «سورية» وأوامر إيرانية وهذه مسألة باتت مثبتة ومعروفة ولا ينكرها إلا إمّا تابع لهذا الحليف الشيطاني وإمّا جاهل بنصْف عقل «لا يعرف الخمس من الطَّمس»!.
 
لقد بدأت إيران بعد الثورة الخمينية، التي لامس رهاننا عليها غيوم السماء، مباشرة تسعى لإستعادة ما تعتبره أمجاد فارس القديمة وعلى أساس أنَّ هذا الشرق الأوسط العربي كله يجب أن يصبح مجالاً حيوياًّ لها وكما كان قبل «القادسية» العظيمة وهكذا ولتنفيذ هذا التوجه فقد بدأت بإنعاش طائفية نائمة وقد إعتمدت على بؤر مذهبية في العراق وسورية وفي اليمن وفي بعض دول الخليج العربي وبالطبع قبل الكل لبنان لتكون مراكز قوى متقدمة في هذه الدول كلها وكانت مشكلة رفيق الحريري، الذي لم يكن من الممكن أن يصمت على هذا والذي رفع راية المقاومة في فترة كانت قد «تكسرت» فيها معادلة هذه المنطقة لمصلحة الإيرانيين وحلفائهم، فكان لا بد من التخلص منه بتلك الطريقة الهمجية المرعبة.
 
والآن وقد تمكنت إيران من فرْد عباءتها الطائفية على بعض دول هذه المنطقة، التي في مقدمتها سورية، فقد كان لا بد من إلحاق سعد الحريري بوالده لأنه رفض الإنحناء أمام حسن نصر االله، الذي كان تفاخر ولا يزال يتفاخر بأنه مقاتل في فيلق الولي الفقيه، ولذلك ولأنه، أي الحريري، قد إستعصى على محاولات الترويض التي مورست عليه، وعلى الشعب اللبناني بغالبيته وبمعظم تكتلاته وأحزابه الرئيسية فقد أصبح أمامه خياران لا ثالث لهما فإما مصير كمصير والده وإما الإستقالة لإنعاش الوجدان الوطني اللبناني وإنعاش النخوة القومية العربية.
 
إنه لم يعد أمام سعد الحريري أي خيار إلاّ هذا الخيار فإماّ سيارة متفجرة كالتي مزقت جسد والده ومن كان معه وإما الإستقالة والقول:»اللهم إشهد» لدفع اللبنانيين إلى المقاومة كي لا يتحول بلدهم الجميل إلى مستوطنة إيرانية على شواطىء البحر الأبيض المتوسط وهنا فإنه على العرب كلهم وأولهم عرب هذه المنطقة الملتهبة، التي إقتربت من أن تتحول إلى مجال حيوي إيراني، أنْ يدركوا أنهم كلهم مستهدفون وأن هناك مثلاً يقول: «أكلت يوم أكل الثور الأبيض» وأن أكبر جريمة ترتكب بحق هذه الأمة هي أن يطأطئ البعض رؤوسهم إعتقاداً منهم أنهم عندما ينحنون أمام هذه العاصفة فإنها ستمر عنهم وأنها ستوفرهم!.