Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Jul-2017

السرعة والغضب.. وتدمير المنطقة العربية - طايل الضامن

 

الراي - «السرعة والغضب» سلسلة أفلام أميركية قامت على فكرة التدمير من أجل الربح، حققت إيرادات وصلت الى أكثر من 3 مليارات دولار، لا تختلف كثيراً عن السياسة الاميركية في المنطقة العربية في التدمير لفرض «البلطجة» وسلب المال.
 
ووفق تصريح للشركة المنتجة للسلسلة، « فقد تم في الأجزاء السبعة السابقة تدمير 169 سيارة على الشاشة منها 142 سيارة تم تدميرها تمامًا بالإضافة إلى 53 مبنى يحتاج للإصلاحات و31 مبنى دُمر تمامًا ، وأن حجم الدمار زاد بشكل ملحوظ منذ الجزء السابع وقد حقق الممثل جيسون ستاثام الذي يقوم بشخصية أيان شو أكبر قدر من الدمار والذي تجاوز 180 مليون دولار لكن باقي الفريق حقق دماراً لا مثيل له خلال السلسلة «.
 
الفيلم حقق اقبالا غير مسبوق وأرباحا طائلة، رغم انه قائم على فكرة غير أخلاقية، ولا اقتصادية، في التبذير والتدمير، الذي يعكس ولَع العقل الاميركي بالعنف والقوة وفرض السيطرة، والاستحواذ على الاخرين.
 
والمتابع للسياسة الاميركية، يرى تطابقاً لها مع ما أنتجه عقل الدراما الاميركية في هذه السلسلة، فاحتلال العراق وقتل رئيسه وتدمير حضارته واغتيال علمائه وتشريد أهله، وتقديم الطائفية الفاسدة في السلطة، حقق الدمار من أجل الاستحواذ على مقدرات بلاد الرافدين التي تحتضن أكبر مخزون نفطي في العالم.
 
عملاء أميركا في المنطقة اعتقدوا ابتداءً، ان احتلال العراق هو تحرير ، ونشر الطائفية البغيضة هي تعددية وديمقراطية، وزعزعة الامن بتفجيرات مفتعلة إرهاب اسلامي، وللأسف رغم انجلاء الحقيقة الا أن العراق لا زال يئن من البطش والغدر من فاسديه قبل محتليه، وقد يصل به الامر الى التفتيت والتقسيم الذي قد تكون أولى خطواته في شهر أيلول المقبل مع استفتاء الاكراد على الانفصال، الذي تدعمه بعض الدول الخليجية.. !!
 
مشهد العراق، يتكرر في سوريا، الا انه هذه المرة أشد ضراوة، فالابطال الذين يتبارزون في الملعب السوري اقوياء جداً ، أميركا وروسيا،وشروط اللعبة تسمح بتدمير كل شيء والقتل من جميع الاعمار بأي سلاح، والجائزة السيطرة على سوق الغاز العالمي «الطاقة».. ولكن كيف ؟!.
 
باختصار، لان الشرح هنا يطول، فبعد إقرار إتفاق كيوتو عام 1992، وتطبيق الدول الأوروبية لإجراءات حازمة للحد من تلوّث الجوّ ، تضاعف إستهلاك أوروبا للغاز، واصبح المصدر الرئيسي للاقتصاد العالمي، الذي تحتل روسيا المرتبة الاولى عالمياً في انتاجه.
 
في عام 2009 حاولت قطر التي تحتل المرتبة الثالثة عالميا بانتاج الغاز مد انبوب الى اوروبا عبر سوريا، الا ان نظام الاسد رفض ذلك لتعارضه مع مصالح حليفه الروسي، ومع اندلاع الربيع العربي وجدت الدوحة وانقرة بدعم اميركي فرصة حقيقية لاسقاط نظام الاسد لانجاز الحلم ومد الانبوب، الا ان الروس دخلوا المعركة بكل قوة منعا لتحقيق هذا المشروع الذي يضرب اقتصادهم بالصميم، ويجعل جميع الخيارات مفتوحة امام آلة الحرب الروسية، وهو ما تتفهمه أميركا التي حركت أساطيلها قبل سنوات لضرب سوريا وعدلت عن الفكرة باللحظات الأخيرة.
 
لا يهم أن تُدمر سوريا في نظر اللاعبين، ما دام يحقق لهم الربح الوفير والرخاء لشعوبهم، فالمعركة في سوريا ما زالت قائمة ولم تحسم بعد، وتبقى التوقعات بشكل نهايتها في علم الغيب، في ظل تصارع القوى العالمية، التي تربع على عرش طرفها رئيس لا ينكر عداءه للاسلام والعرب، والذي صرح علانية دون خجل انه «يجب عليهم ان يدفعوا لحمايتهم».. !!.
 
حققت سياسة الدمار التي دعمتها اميركا في المنطقة العربية سيلاً بل شلالاً من المال لاقتصادها، فمع وجود الرئيس الترامب الذي يتحدث بلغة «الكابوي»، هل سيفتح ملعب جديد في المنطقة العربية لسباق سيارات السرعة والغضب ونشر الدمار وتحقيق الربح الكبير ، فحديث السياسة هذه الايام يشير الى ذلك، فمن يتعض ويحذر..!