Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Aug-2016

يمكن ايضا بدون مساعدة - موشيه آرنس
 
هآرتس
 
الغد- الكثيرون ممن ينتقدون بنيامين نتنياهو زعموا مؤخرا أنه يمكنهم الحصول على اتفاق أفضل من الاتفاق الذي حصل عليه في المفاوضات على الدعم الأمني. هذه الاقوال تُذكر بالاغنية المشهورة لـ ايروينغ بارلين "كل ما يمكنك فعله، أنا افعله بشكل افضل". توجد مبالغة في هذه الادعاءات، لكن موضوع المساعدة الأمنية الأميركية لإسرائيل تستحق النقاش.
بعد حرب يوم الغفران، حيث كانت توجد حاجة لاعادة بناء الجيش الإسرائيلي، كانت نسبة المساعدة الأميركية العسكرية تبلغ 20 في المائة من الناتج المحلي الخام، وكان حجمها يماثل نصف حجم ميزانية الدفاع الإسرائيلية. اغلبية الوسائل التي كان من المفروض أن يحصل عليها الجيش، هي أميركية، السلاح أميركي، وهو الذي تفوق على السلاح السوفييتي الموجود لدى أعداء إسرائيل، الامر الذي منحها التفوق النوعي.
اشياء كثيرة تغيرت منذئذ. فقد تقدمت إسرائيل جدا في جميع المجالات باستثناء انتاج الطائرات القتالية، والتفوق النوعي الذي يحظى به السلاح الإسرائيلي هو بسبب البحث والتطوير. الناتج الخام المحلي يزيد على 300 مليار دولار، والمساعدة العسكرية الأميركية تشكل 1.5 في المائة منه، وأكثر من 20 في المائة من ميزانية الدفاع.
إسرائيل تقدر إلى حد كبير المساعدات الأميركية، لكنها ليست حيوية لبقائها في الوقت الحالي. لو قامت الإدارة الأميركية مثلا بالغائها بسبب أزمة اقتصادية، فان إسرائيل يمكنها البقاء بدونها. تغطية الميزانية الأمنية بالكامل من خلال مصادر محلية محتملة من الناحية الاقتصادية، لكنها ستتسبب بالطبع بتقليصات في مجالات اخرى.
التغيير المتوقع في رزمة المساعدة الأميركية، حيث سيتم الغاء استخدام جزء من اموال المساعدة في الشراء من الصناعات الأمنية المحلية، سيكون مؤلما في المدى القريب. وقد وصلت العلاقة الأمنية الأميركية الإسرائيلية إلى النقطة الأكثر اشكالية عندما تم الغاء مشروع "لافي"، الذي بفضله حدثت الانعطافة في الاتفاق مع الولايات المتحدة التي سمحت بتخصيص جزء كبير من اموال المساعدة الامنية الامريكية للشراء في إسرائيل. وينسى الكثيرون أن "لافي" كان مشروعا إسرائيليا أميركيا، الذي لعبت فيه شركات الطيران الأميركية دورا مركزيا، وهو الذي لعب دورا في الانعطافة النوعية في سياسة الولايات المتحدة، حيث في اطاره تم السماح للشركات الأميركية التعاون في مشروع تكنولوجي أميركي. "برات آند وتني" منحت الطائرة المحرك الذي صنع خصيصا لها. "غرومان إير كرافت" قامت ببناء الجناحين والذيل. "لير فغلر" قدمت الجهاز المحوسب للسيطرة الإلكترونية في الطائرة. "يوز إير كرافت"، قدمت الشكل المميز. وقد تم السماح لجميعها بالتوقيع على اتفاقات مع شركات إسرائيلية لانتاج بضائعها في إسرائيل. هذا التعاون التكنولوجي الذي استمر في مشاريع اخرى، توقف عندما تم الغاء مشروع "لافي"، ونحن لم نشاهد مثله منذ ذلك الحين. هذا التعاون كان أحد ضحايا الغاء مشروع "لافي".
الحقيقة الملفتة هي أنه من ضمن منتقدي طريقة علاج نتنياهو للمفاوضات حول المساعدات الامنية يوجد بعض من انتقدوا مشروع "لافي". وهم يتحملون المسؤولية عن التراجع الدراماتيكي في مستوى التعاون التكنولوجي بين إسرائيل والولايات المتحدة، واعتماد سلاح الجو بشكل كامل على الطائرات القتالية الأميركية. إن معارضتهم لتطوير سلاح إسرائيلي لم تقتصر على مشروع "لافي"، بل شملت ايضا تطوير الاقمار الصناعية وصواريخ "حيتس". وهذا ينبع من الجهل التكنولوجي وغياب التقدير للقدرة التكنولوجية الإسرائيلية. نحن نأمل أن تكون هذه المواقف قد تلاشت من العالم.
بغض النظر عن حجم المساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل، إلا أن ذلك سيجد التقدير في إسرائيل. ونحن يمكننا التدبر بدونها، لكن بدون شك، سنكون سعيدين بالحصول عليها.