Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Mar-2017

هذا هو الأردن: صامدون ولا نخاف !هذا هو الأردن: صامدون ولا نخاف ! - صالح القلاب
 
الراي - كل الدول التي ضربها زلزال الربيع العربي وكانت النتيجة كل هذا الذي يجري في سوريا وليبيا.. وأيضاً في العراق واليمن إنْ أردتم كانت تحكمها أنظمة إستبدادية وكانت بدون «أساسات» راسخة ولذلك فقد حصل فيها ما حصل وأصبحت مدنها خربة ينعق فيها البوم وأضطرت شعوبها إلى ركوب أمواج الهجرة وحيث ابتلعت بحور الظلمات العديد منهم في حين أن هناك من لا يزال يقرع أبواب الدول التي من المفترض أنها مضيفة والتي لم تعد تقبل أيّ مهاجرين أو لاجئين أو فارين بأرواحهم بعدما ظهر «داعش» كأبشع ظاهرة إرهابية.
 
والمعروف أن زلزال الربيع العربي قد اقترب من الأردن في البدايات بل إنه ضربه ضربة خفيفة باستدراجٍ من «الإخوان المسلمين» الذين بعد وصول «إخوانهم» في مصر إلى قصر الرئاسة اعتقدوا أن لحظتهم التاريخية قد حانت وأن الحلم الوردي الذي راودهم لسنوات طويلة أصبح في متناول اليد وأن هذه المنطقة كلها بالتالي ستصبح في قبضتهم طالما أن تركيا بـ»عظمتها» غدت في قبضة رجب طيب أردوغان.
 
ولذلك فإن هؤلاء، أي الإخوان المسلمين، قد ذهبوا بعيداً في استفزازاتهم «الشوارعية» وفي محاولات تهشيم هيبة الدولة وذلك لأنهم كانوا يعتقدون وربما ما زالوا أن الدماء هي طريقهم للوصول إلى حلمهم التاريخي وإن إزهاق الأرواح (الشهداء)!! هو السلم إلى الوضع السلطوي الذي بقوا يحلمون فيه منذ ذلك الوقت المبكر في نهايات عشرينات القرن الماضي عندما كان حسن البنا لا يزال شاباً يافعاً يتربع على كرسي قيادتهم .
 
والآن إذْ نتطلع إلى التجربة الأردنية بالنسبة لهذا الأمر بنظرة إلى الخلف فإننا سنتأكد وبكل يقين إنَّ الشعب الأردني هو الذي أفشل المؤامرة وأن القيادة الأردنية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين تحديداً هو الذي جنب بلدنا ما حصل في سوريا وفي ليبيا... وفي العراق واليمن أيضاً إذا أردتم فالحِلْم في الكثير من الأحيان أهم من السيف والحكمة في كل الأحيان أجدى من القوة... وهذا هو ما جنب الأردن.. وما جنب تونس ما حلَّ بدول شقيقة لم يعالج الحاكمون فيها الأمور لا بالحلم ولا بالحكمة.
 
ولهذا فإنني وبكل قناعة وثقة لا أخشى على بلدنا لا من «داعش» ولا من غيرها طالما أن الجبهة الداخلية متماسكة وطالما أن من عادة الأردنيين أن يغضبوا وأن «يشتموا» أيضاً وأن تصل بهم الأمور إلى لعن حكوماتهم بكل ما في قواميس اللعن من مفردات قاسية ونابية ولكنهم في النهاية عندما يشعرون أن بلدهم قد اقتربت منه الأخطار فإنهم ينسون كل شيء ويتحولون إلى فدائيين مستعد كل واحد منهم أن يدفع حياته ثمنا لذرة تراب واحدة من أرض وطنه.
 
نحن نعرف أن هناك من يحاول تحويل جبتهنا الشمالية إلى جبهة مواجهة مع «داعش» و»النصرة» وكل التنظيمات الإرهابية لكننا نعرف أيضاً أن مثل هذه المحاولات ليست جديدة وأنه ذات يوم قريب، قياساً بعمر الزمن، هناك من وضع جيشه كله بعدما سحبه من جبهة المواجهة مع العدو الحقيقي الذي هو إسرائيل على هذه الجبهة لكن الحكمة والشجاعة والرأي السديد قد أفشل محاولة جرِّ الأردن إلى مواجهة عسكرية بين جيشنا العربي وجيش عربي شقيق.
 
ولهذا فإنه علينا ألاّ ننجر وراء كل هذه «الحرتقات» الصبيانية السخيفة وأنه علينا أن نترك الأردنيين يعبرون عما يعتقدون أنه أوجاعاً كما يشاؤون طالما أنهم في النهاية سيتحولون إلى فدائيين يبذلون أرواحهم من أجل كل ذرة تراب من هذا الوطن العزيز العظيم وطالما أنهم عندما يجد الجد سينسون كل أوجاعهم وسينتظمون في صف واحد للدفاع عن هذا النظام الذي يقوده عبدالله الثاني ابن الحسين بالحكمة وبالتسامح وبالمحبة ويتجاوز الزلات وبالتعامل مع أبناء شعبه بأن كل واحد منهم إبن وأخ وشقيق وشقيقة ووالد ووالدة .