Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Jan-2020

الحرب «إن وقعت»*محمد خروب

 الراي

لم يعد السؤال هل تندلع حرب إيرانية/ أميركية في المنطقة (وربما إقليمية أوسع)..بل متى؟ بعد ان اقفلت طهران وواشنطن الباب أمام أي محاولة لـ«احتواء» التصعيد, الذي أوصلته إدارة ترمب ذروته بالتصريحات الإستعلائية المحمولة على إزدراء وعربدة, وخروج سافر على الأعراف السياسيّة والدبلوماسيّة، وإن بدت في بعض الأحيان وكأنها محاولة لإخفاء حال الارتباك وحجم الورطة التي أوقعت نفسها فيه, باستهدافها مسؤولاً «رسميّاً» في دولة، وان كانت مُعادية وعلى أرض دولة ترى فيها حليفاً تطمع في إستعادة نفوذها المُتراجِع فيه, وشبقا غير محدود?بسلب نفطه ومنح الشركات الأميركيّة فرصة فقدتها، خصوصا بعد إجبار قوات الاحتلال الأميركي على مغادرة العراق دون تحقيق اي مكاسب من عدوان غاشم، وجاء وصف ترمب لتلك الهزيمة المدوية بانها «حرب خيار وليس حرب ضرورة»، لتعكس مدى التخبّط الذي تعيشه إدارته خاصة تعهده (ترمب) خلال حملته الانتخابية (2016) بإعادة القوات الأميركية إلى البلاد، مُؤكداً أنه لا يؤيد مواصلة الحروب الخارجية.
 
إيران أعلنت شروعها في تنفيذ خطوات المرحلة الخامسة و«الأخيرة» من تقليص تعهداتها النووية التي التزمتها في الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1 في العام 2015, لافتة الجميع أنها لن تبق مُلتزمة بعد الآن أي قيود في انتاج اليورانيوم ومستوى التخصيب والتطوير النووي..في الوقت ذاته الذي ربطت فيه تراجُعها عن كل الخطوات السابقة التي تدرّجت خمس مراحل.. برفع العقوبات الأميركية.
 
سبب أضافي آخر يُضاف الآن إلى سلسلة الاسباب التي أوصلت الأمور بين طهران وواشنطن إلى نقطة اللاعودة, والتي بلغت ذروتها باغتيال قائد فيلق القدس الجنرال سليماني.
 
وإذ تنتهي اليوم (الثلاثاء) أيام التشييع «الطويلة» للجنرال الشهير، فإن الأنظار شاخصة إلى ما ستتخذه القيادة الإيرانية من خطوات، ليس بالضرورة أن تكون فورية ومُعلنة, بخاصة بعد عملية التعبئة والشحن الجماهيرية اللافتة, حيث طاف جثمانه مدناً ومجتمعات وقوميات عديدة، اسهمت ضمن أمور أخرى, في «تحصين» القرار الرسمي بالانتقام المُؤلم من أميركا. وهي تعبئة اسهمت أيضاً وهذا هو الأهم في منع أي محاولة للتنصّل أو التراجُع عن قرار الانتقام، ما يقطع الطريق على أي وساطات إقليمية أو دولية.
 
واشنطن أيضا توحي بعدم التراجُع، وإن كانت تربطه بعدم المسّ بجنودها أو مصالحها، وجديد تغريدات ترمب تهديده إيران بأنّ بلاده «ستستخدم مُعداتها العسكرية.. الجديدة (الجميلة) بلا تردّد».
 
لكن مَن سيدفع ثمن حرب باتت على الأبواب.
 
كالعادة.. هم العرب (والإيرانيون هذه المرة) كون ساحات بلادهم ستكون مسرحاً للعمليات، ليس فقط في كونها «تستضيف» قواعد وجيوشاً أميركية, بل لأن بلداً عربياً واحداً لم يرفع صوتاً عالياً، ليقول: إنه لن يسمح بأن تكون بلاده مُنطلقاً لاعتداء على أي دولة في المنطقة, أو ساحة لتصفية حسابات بين آخرين. وهو أمر تدركه واشنطن جيداً كما طهران, وتعملان على هَديِه, بعد أن ارتفعت في فضاء المنطقة دعوات «جادة» لإخراج الجيوش الأميركية من المنطقة بِرِمّتها. وأمجاد يا عرب.