Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Aug-2017

«رهانات» خاسرة! - صالح القلاب
 
الراي - كل الحسابات يجب أن تُبنى بالنسبة لسورية على أساس «المستقبل» وليس الحاضر فهذه الأوضاع الحالية «المهرْكلة» غير مضمونة وغير مستغرب أن يغير الروس «صاحبهم»، هذا قبل أن يصيح الديك فالعلاقات بين الدول مصالح وروسيا عندما زجَّت بكل إمكانياتها العسكرية والسياسية وكل شيء في هذه الأزمة، التي وفقاً لأي قراءة صحيحة لا تزال في ذروتها، فإن دافعها كان ولا يزال هو مصالحها وحيث أن هذه المصالح تشمل بالإضافة إلى المكانة الدولية، كدولة عظمى، أزمة أوكرانيا والقرم وبعض دول البلطيق وهذا بالإضافة إلى صواريخ حلف الأطلسي في بعض دول أوروبا الشرقية.
 
هناك مثل كان يستعمله أبناء البادية «البدو»، قبل أن يستبدلوا في أسفارهم وتنقلاتهم «الإبل» بالسيارات الفارهة والطائرات العملاقة، يقول: عليك ألاّ تحْرق «شداد» راحلتك قبل أن تصطاد الأرنب وحقيقة أن هذا المثل ينطبق على الذين يراهنون على أن نظام الأسد باقٍ إلى الأبد رغم أنهم يعرفون أن بقاءه متوقف على بقاء أكثر من خمسين تنظيماً طائفياً إيرانياً تزيد أعدادها عن ستين ألفاً وهذا غير القوات الإيرانية النظامية وغير حراس الثورة وحزب الله اللبناني.
 
وحتى بالنسبة لإعادة أعمار سورية فإن الأمور لا تزال مبكرة جدا للحديث عن حسابات مستقبلية إذْ بالإضافة إلى أن وضع هذا النظام الذي لم يحسم بعد فإن المشكلة بالنسبة لهذه المسألة هي أنَّ الدمار الهائل الذي ترتب حتى الآن على صراع وحروب أكثر من الأعوام الستة الماضية يقدر بمئات المليارات من الدولارات وهذا ما لا قدرة لا للدول ولا للشركات الصغيرة عليه التي سينطبق عليها ذلك المثل القائل: «كالأيتام على مآدب اللئام».. فالروس سيكونون حسب موازين القوى الحالية أصحاب الحصة الأكبر في هذه الغنيمة الموعودة وبعدهم تأتي الولايات المتحدة والدول الأخرى التي ستكون «أنصبتها « بحجم ومقدار تأثيرها في هذا الصراع الذي تحول إلى صراع دولي وكوني بكل معنى الكلمة !!.
 
الآن تنشغل أو «تتشاغل» الدول الكبرى، والمقصود هنا تحديداً هو الولايات المتحدة ، بـ «مسرحية داعش» والواضح أن هذا «الإنشغال» قد إقترب من نهايته وحيث أن هذا يعني إقتراب حسم مصير هذا النظام الذي يحتدم الجدل الآن على: هل أنَّ رحيله سيكون قبل «المرحلة الإنتقالية» أم في نهاياتها.. وهكذا وفي كل الأحوال فإن هذا الرحيل قد أصبح بمثابة تحصيل حاصل وأنه لا بد منه إنْ في البداية وإنْ في النهاية.
 
ولهذا فإنها مغامرة ليس قد تكون بل ستكون مكلفة جداًّ أن تكون الحسابات على أساس أن هذا النظام هو حاضر سورية ومستقبلها وأنه باقٍ إلى الأبد فالمفترض أنه معروف أن هذا البلد الذي مكانه في قلب كل عربي أصيل وصادق يعيش حالة تمزق يحتاج رتقه إلى أعوام كثيرة وأنه أصبح وللأسف ساحةً لصراع دولي وإقليمي يبدو أن نهايته لا تزال بعيدة ولذلك فإنه لا يجوز الرهان على هذا الحصان الذي من لا يرى أنه لن يكون إلاّ خاسراً فإنه سيثبت بالتأكيد أنه أعمى بصراً وبصيرة!!.