Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Apr-2017

«اعلان عمان»... ارتقاء ونهوض بلا لبس ولا غموض.. - د. فيصل غرايبة
 
الراي - لعل أهم ما حققه التقاء قادة الأمة في أردن العرب هو الانتقال الى حالة التوافق والتصالح مع الذات القومية من أجل النهوض والارتقاء بالوطن العربي،وبما يكفل أن يكون للعرب كلمتهم المشتركة وموقفهم الواحد، يبهر العالم، ويدرك الجميع من حوله أن ارادة العرب بادية بعزمها الأكيد،وأن مشاعر العرب قادة واقطارا واحدة تجاه مختلف القضايا المصيرية،وان كانت تبدو في محيط الأزمات تخص قطرا واحدا بعينه أو تتعلق بفئة أو بمجموعة دون سواها. واذا كان الأردن قيادة وشعبا احاط القمة العربية بالترحاب ووضع لها امكاناته، فقد استبق الملك المجدد ذلك بجهد دؤوب لتوحيد كلمة العرب، كمقدمة لوحدة الصف والسير الثابت في العمل المشترك،بما يجدد الطاقة ويزيد من امكانات المواجهة للتحديات وصناعة المستقبل،ويحبط محاولات تكبيل الإرادة القومية ويمنع رياح السموم الخارجية من ان تخترق الأجواء أو تتحكم بالأنواء. ان آفاق المؤتمر أظهرت ان هناك قناعة لدى شعبنا العربي بجميع اقطاره عبر عنها قادتهم لاسدال الستار على حالات الانقسام والتباعد، مقابل فتح الأبواب الواسعة ومد الايدي للتعاون والتضافر بين القادة والشعب في مختلف الأقطار لالغاء حالة الضياع أو لمواجهة الخطر أو لمواجهة مهددات الوطن. أما»إعلان عمان»الصادر عن قمة العرب،فقد حدد طموحات العرب وتطلعاتهم بالجهد القومي الصادق،ولما يطلب من قادتهم أن يقودوا أقطارهم اليه ضمن اطار التضامن والعمل المشترك، وحتى يكون الحال الراهن خلف ظهر الأمة وخارج غصة أبنائها.اذ اظهرت المشاورات قبيل القمة وأثناءها أن الخلافات بين اطراف المنظومة العربية ينبغي ان تنتهي منذ الأن، لتشد الأيدي وتنصرف الجهود وتركز الأذهان الى موجة الاسخفاف بكل ما هو عربي وبكل ما يمت لثقافتنا العربية الاسلامية بصلة،والتجرؤ على الصاق تهم التطرف والعنف بابناء هذه الأمة بدون مقدمات ولا تحقيقات ولا اثباتات،اكتفاء بامثلة من ممارسات الذين تخلوا عن مشاعرهم القومية،والتحقوا بجماعات الرعب والإساءة إلى هذا الوطن، باستغلال ظروف التسيب وفقدان السيطرة وركوب الموجة،التي آلت اليها أقطار ما يسمى بالربيع العربي.
 
لقد اجمع الذين التقوا في القمة النادرة في توافقها والتقائها على قلب رجل واحد على الكلمة الجامعة للأمة العربية،والى سواء السبيل الذي ينبغي ان تسير عليه للوصول الى المستقبل الواحد والغد المشترك،وبالجهد المتآلف المتعاون،بما يتناسب مع مقتضيات العصر ومتطلبات الحضور في هذا العالم المعاصر بزمانه ومكانه، والذي تتراكض فيه الشعوب وتتسابق فيه الأمم، لتنتج وتعمل وتنمو وتزدهر،بقدراتها وابداعها وابتكارها،وفوق ذلك بارادتها الحرة وعزمها الأكيد ومثابرتها المتواصلة،تستغل ثرواتها وتطورقدراتها وتولد طاقتها وتستثمر امكانياتها.
 
ولقد اشار «اعلان عمان» الى ان»الشباب»:الطاقة الخلاقة لمواجهة التحديات والأولوية الواجبة للحلول في اطار الاستثمار الديموجرافي بالوطن العربي،وفي اطار التكامل الاقتصادي بين الشباب العربي في مختلف الأقطار... ذلك الذي بدأ بمبادرة الملك عبد الله الثاني الى دعوة الشباب الاردني للمشاركة في فعاليات القمة العربية ذاتها.
 
أما أن ينظر الى المؤتمر وقراراته بمنظار التشاؤم وان يحكم عليه بالفشل،فان ذلك ليس من الانصاف، فان مجرد انعقاد المؤتمر وحضور هذا العدد من القادة وعدم غياب اي من الأقطار عنها،هذا بحده مؤشر ايجابي مضيء، خاصة عندما عبر اللقاء عن تفاهم وتجاوب فيما بين الشقيقات، كما ان الاجماع على اعلان عمان، دليل على التصميم على العمل الجماعي لتنفيذ النقاط المهمة التي تضمنها،أما الترجمة العملية لما اتفق عليه فيحتاج الى وقت طويل وجهد مضن،مما يتطلب صبر المواطن العربي وتجاوب الراي العام،وتجنب التشكيك والتقليل والغمز واللمز.
 
dfaisal77@hotmail.com