Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Jun-2019

مستوطنون في بيت أبو جهاد* محمد سويدان

 الغد-قبل أيام بثت القناة التلفزيونية “12” الإسرائيلية تقريرا مصورا وثّق مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين أثناء قيامهم بجولة سياحية في تونس، تضمنت بيت الشهيد الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد) الذي استشهد فيه خلال عملية غدر لقوات الاحتلال.

ورفع المستوطنون شعارات خلال جولتهم تمجّد الاحتلال وقواته المُجرمة، وتبارك جرائم هذه القوات بحق الشعب الفلسطيني.
لم تمر هذه الجولة السياحية للمستوطنين في تونس مرور الكرام، ففاعليات شعبية ونيابية وعمالية تونسية، رفضت وأدانت هذه الزيارة، واستنكرت سماح الحكومة التونسية بمثل هذه الجولات السياحية التطبيعية التي تهدف إلى كسر حاجز الرفض لدى الشعب التونسي للتطبيع مع كيان الاحتلال.
يظهر من هذه الزيارة، أن غالبية الشعب التونسي يرفض التطبيع مع كيان الاحتلال، ما يتناغم مع الموقف الشعبي العربي الذي يرفض كليا التطبيع ويقاومه باستمرار، حتى لو قامت حكوماته بالتطبيع وتوقيع اتفاقيات مع كيان الاحتلال.
إن الجولة السياحية لمجموعة المستوطنين في تونس، واختيارهم منزلَ الشهيد أبو جهاد، وهتافهم وتمجيدهم أثناءها لقوات الاحتلال التي تقترف جرائم بحق الشعب الفلسطيني بشكل شبه يومي، بالإضافة إلى اعتداءاتها المستمرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، يظهر ما يريده كيان الاحتلال من مثل هذه الزيارات التطبيعية.
فهذا الكيان، يريد أن يكسر عنفوان العربي، ورفضه للتطبيع، من خلال مثل هذه الجولات التي هي عبارة عن رسائل للمواطن العربي، بأن رفضك للتطبيع لن يفيد، وأن الكيان الإسرائيلي يسير باتجاه التطبيع مع كل الدول العربية، دون استثناء، وأن الاحتجاجات لن تحقق أي هدف، فها هم الإسرائيليون يتجولون في كل المدن العربية، بل يصولون ويجولون في بيوت ومناطق وأحياء رمزية لمقاومة كيان الاحتلال.
اختيار بيت الشهيد أبو جهاد لبث تسجيلات مصورة للمستوطنين، وهم بداخله، ليس اختيارا بالصدفة، وإنما عن سبق إصرار وتصميم، فهم يعرفون ماذا يعني وجودُهم في هذا البيت، وما الرسالة التي يرسلونها ليس فقط للتوانسة وإنما لكل العرب، وخصوصا الناشطين من مقاومي التطبيع في كل أنحاء الوطن العربي.
بالرغم من جهود الاحتلال الإسرائيلي، لن يستطيع كسر الرفض العربي للتطبيع معه، فردود الفعل الشعبية في تونس التي قوبلت بها الزيارة ليست استثناء، فمقاومة التطبيع الشعبية العربية لم تتوقف وهي متواصلة وتزداد زخما في كل يوم.