Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Apr-2018

ترمب بين غزة ودوما - د. محمود عبابنة

 الراي - القتل للمراهنة والتسلية، والهجوم لإختبار العضلات وتجريب الأسلحة الحديثة هو عنوان مرحلة النزاعات المستعرة والحروب والتي توشك على الإشتعال، وإعلان الحرب والتصويت على قرار خوضها، أصبح من مخلفات السياسة التقليدية، فقد يكفي إعلانها على التويتر أو الفيسبوك كما يفعل الرئيس الأميركي ترمب أثناء تواجده في بركة السباحة.

عالم اليوم لمن بلغ الخمسين والستين من عمره أصبح عصياً على الفهم والإحاطة... لم يكون يتصور هذا الجيل مدى السقوط الأخلاقي في المبادئ الإنسانية العامة المتفق عليهما، فحتى منظمات، وهيئات حقوق الإنسان المعول عليها للإحتجاج، وإعادة رسم بوصلة أخلاق الموضوعية والتعامل المجرد مع الإنسان أينما تواجد، ومهما كان إتنمائه القومي والديني والعرقي سقطت في قدر العنصرية والتحدي والتطرف، الذي يغلي على نار وقودها الناس، وحجارة المباني المدرسية.
فمنذ ثلاثة أسابيع وفي كل يوم جمعة يتم قتل العشرات وإصابة المئات من شعب غزة المحاصر لمجرد التظاهر السلمي على أرضهم المجاورة لسياج الإحتلال، ويتم إمطارهم بالرصاص الحي والغازات السامة والمسيلة للدموع، ولا أحد يحتج، بل ينبري المندوب الأميركي في مجلس الأمن ليبرر وحشية الإحتلال الإسرائيلي بحق الدفاع عن النفس، وعندما يموت على حد زعمهم عشرين مواطناً سورياً ويصاب 54 آخرين بالغازات السامة، تنتفض أميركا ومعها العالم الغربي ويهددون بالويل والثبور والشرور، وحتى قبل أن يثبت الفعل الجرمي أو يتم تحديد وإدانة الفاعل إن كان هناك فاعل.
قتل المواطن العربي مشروع حتى ولو على سبيل التسلية ومراهنة جنود الإحتلال بقدرتهم على الإصابة في القلب أو الرأس، وعندما يفوز أحد الجنود بالإصابة في القلب ويصطهج جنود الإحتلال ويصفقون، أما قتل عناصر أو تهجير جماعة جيش الإسلام في دوما فذلك خط أحمر، فكل واحد منهم بألف، فقد توكلوا بمهمة قوى الغطرسة والإستعمار وإحتقار الشعوب، بدون إحراجهم ونابوا عنهم في القتل والتدمير وتشويه الإسلام وتقسيم المجتمع والدولة، ولذلك فحمايتهم واجبة حتى إذا إقتضى الأمر تحريك الأساطيل وإطلاق الصواريخ العابرة للقارات لمجرد إعطاء مصداقية لتغريدة رجل مهووس ومغرور.
الغريب في السياسة الدولية يثير الإهتمام ويدعو للدراسة، فلا مواقف ثابتة ولا موضوعية بحدها الأدنى لكن أكثر من ذلك ما تتبعه الإدارة الأمريكية التي إرتبطت برئيس إرتكن على الشعبوية في إنتخابه ويمارس السياسة بعقلية التاجر، وبمنطق فارض الأتاوة مع سلاطة لسان لا تليق بدبلوماسي مبتدأ، فقد هاجم شعب المكسيك ولعن المسلمين ومنع دخولهم، شتم الأفارقة ووصفهم بالحثالة، ووصف السعودية بالبقرة الحلوب، وهو يقول ويتراجع، ويكذب على شعبه والعرب والعالم، ونسبة كبيرة تصدقه مجبرة أو مختارة بإستثناء المحققين الذين وصل الأمر بهم إلى مداهمة مكتب محاميه لكشف الغطاء عن فضائحه وتواطئه.
الفصل المؤلم أن كذبة أسلحة الدمار الشامل التي دمرت العراق وليبيا وقسمتهم إلى طوائف وعشائر يتم إعادة إنتاجها بتفاصيلها وبنفس السيناريو لتدمير سوريا، وسواء وصلت لجنة تقصي الحقائق أم لم تصل، وسواء كان مشهد الكيماوي صحيحاً أم مفبركاً فرئيس مغرد ومتهور لا بد أن يثبت غروره وعدوانيته، ويلقي ببعض الصواريخ على سوريا لعل ذلك ينقذ شعبويته المتهالكة وفضائحه الشخصية.