Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Jul-2017

لتكن انتفاضة إذا - نير حسون

 

هآرتس
 
الغد- بات من الواضح الآن أن البوابات الإلكترونية لن تبقى. بعد ستة قتلى في الـ 12 ساعة الأولى بعد صلاة يوم الجمعة – ثلاثة فلسطينيين في أحداث يوم الجمعة في القدس وثلاثة قتلى اسرائيليين في عملية حلاميش. من الواضح أن جميع التحذيرات التي أطلقها الجيش والشباك حول بقاء هذه البوابات قد تحققت.
  قبل ثلاث سنوات، في 23 حزيران 2014، عقدت عضوة الكنيست ميري ريغف، التي كانت في حينه رئيسة لجنة الداخلية والأمن التابعة للكنيست، جلسة حول ترتيبات صلاة اليهود في الحرم. وبعد 12 جلسة تقريبا حول هذا الموضوع، تململ ضباط الشرطة في مقاعدهم أمام توبيخ ريغف، التي رفضت تحذيراتهم من الخطر الذي يعنيه تغيير الوضع الراهن في الحرم. "قالوا إن السماء ستسقط وأنه ستكون انتفاضة ثالثة، اذا تم فتح الحرم. لا تقوموا بتهديدنا بالانتفاضة. اذا كانت هناك حاجة الى انتفاضة من اجل الدفاع والحفاظ على حق اليهود في الصعود الى الحرم، فلتكن انتفاضة"، قالت ريغف ذلك بطريقة أدخلت السعادة في قلوب أمناء الهيكل الذين حضروا الجلسة.
 بعد ذلك بأسبوع تم العثور على جثث الفتيان الثلاثة من غوش عصيون، وتم قتل الفتى محمد أبو خضير، واندلعت الانتفاضة. وقد حدثت اعمال شغب كبيرة في القدس لم نر مثلها منذ الانتفاضة الاولى، وتطورت الى عمليات دهس، وبعد ذلك الى عمليات طعن. هذا الاستخفاف كان ثمنه حياة الكثير من الاشخاص.
 في هذا الاسبوع ايضا، مثلما في العام 2014 وفي قضية النفق في 1996 وذهاب شارون الى الحرم في العام 2000، اختار متخذو القرارات الاستخفاف بالتحذيرات وقالوا إن جهاز كشف المعادن والنفق وذهاب رئيس المعارضة اريئيل شارون الى الحرم هي امور ضرورية من اجل الحفاظ على الكرامة القومية، وهذا الامر أثبت مجددا أن اسرائيل تستيقظ فقط بعد سفك الدماء. في جميع هذه الحالات حاولت اسرائيل القيام بخطوة كبيرة في الحرم أو في محيطه، وجميعها انتهت بسفك الدماء واضعاف سيادة اسرائيل في الحرم وزيادة قوة الاوقاف. في المرة الاخيرة في العام 2015 اضطر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى وقف زيارات اعضاء الكنيست الى الحرم وتقليص عدد اليهود الذين يذهبون إلى الحرم، واعترف بصوته باللغة العبرية والانجليزية بأنه لا يوجد لليهود حق في الصلاة في الحرم. وكل ذلك في إطار الاتفاق مع ملك الأردن في محاولة لتهدئة الأوضاع.
 إن من حق الجمهور الاسرائيلي أن يسأل كم مرة سيتكرر هذا السيناريو؟ كم مرة حتى تفهم اسرائيل أنه رغم خمسين سنة من الاحتلال وعدد لا يحصى من الكليشيهات، ليست هي صاحبة السيادة في الحرم.
 في الحرم القدسي اسرائيل محبوسة في قفص حديدي، وهذا القفص يتكون من مصالحها الأمنية وعلاقاتها مع الاردن والعالم العربي، والحاجة لتوفير الأمن لمواطنيها والحفاظ على التزاماتها الدولية وعلاقتها مع الولايات المتحدة واوروبا وما أشبه. ومفتاح هذا القفص هو التغيير السياسي الشامل والمفاوضات التي تشمل جميع المواضيع، بدءا بالقدس وحتى مشكلة اللاجئين والحدود والمستوطنات. وطالما أن هذا الامر لا يحدث وهو لن يحدث في المستقبل القريب، يجب على اسرائيل الحفاظ قدر الامكان على الوضع الراهن، وأن تقوم بتقليص ذهاب اليهود الى الحرم لأسباب دينية واحترام مكانة الأوقاف الاردنية في الحرم. وكل اقتراح آخر هو اقتراح خاطئ وفاشل.
 هناك من سيقولون وبحق إن هذا اعتداء على حرية عبادة اليهود في الحرم. وهذا صحيح ولا يمكن إنكاره، لكن مع كل الاحترام لحق اليهود في الصلاة في الحرم الشريف، إلا أن الحرم هو جزء من مشكلة أكبر، والذي من حوله يعيش ملايين الأشخاص الذين يفقدون حقوقهم الاساسية: حرية الترشح والانتخاب وحرية الحركة وحرية المساواة والحياة والاحترام وغيرها. فليتفضل أمناء جبل الهيكل ويأخذوا رقما وينتظروا في الطابور حتى نقوم بحل مشكلة الاحتلال. عندها يمكن الحديث ايضا عن حق اليهود في الصلاة في الحرم. في الايام الاخيرة قمنا بإحصاء القتلى لأنه لا يوجد زعيم اسرائيلي يستطيع أن يقول هذه الحقائق.