الشرق الأوسط - قالت الممثلة إيميه صيّاح بأن دخولها عالم التمثيل وتحقيقها النجاح في دور «جلنار» في مسلسل (وأشرقت الشمس) الذي يعرض حاليا على شاشة (إل بي سي)، إنما يعود لكاتبته منى طايع التي راهنت على موهبتها وقدرتها في التمثيل. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «عندما اتصلت بي كاتبة المسلسل تعرض علي الدور تفاجأت، خصوصا أنه لم يسبق لي أن قمت بأي تجربة تمثيلية، فهي شاهدتني كمذيعة على تلفزيون (إم تي في) وأعجبت بحضوري ليس أكثر». وتضيف: «لم أتردد بالقبول لأن التمثيل بحدّ ذاته يشكّل حلما بالنسبة لي بالكاد أجرؤ على التفكير فيه، فقررت تحمّل المسؤولية ودخول هذا العالم الساحر رغم كل شيء، لا سيما أن النص رائع وأن المشاركين فيه نجوم معروفون».
فإيميه التي تخصصت في فنون التواصل والإعلام، عرفها اللبنانيون من خلال تلفزيون (إم تي في) كمقدمة لفقرة الطقس في نشرة الأخبار المسائية وأيضا في برامج حوارية شبابية وأخرى فنية. وتقول في هذا الصدد: «هناك فرق شاسع ما بين مهنتي التقديم والتمثيل ولطالما انتظرت الفرصة المناسبة لدخول المجال الأخير لأنني أحببته منذ نعومة أظافري».
وتصف الفترة التحضيرية التي سبقت وقوفها أمام الكاميرا كممثلة، بأنها تطلّبت منها عملا دؤوبا ومراجعة كل حساباتها. فالمهمة فيها الكثير من المسؤولية والتحدّي، كما تقول وهي بمثابة منعطف خطير عليها أن تجيد اجتيازه بنجاح. وتوضح بحماس: «لم أوفر أي نصيحة ولا أي بحث أو لقاء يفيدني لتنفيذ هذه المهمة بنجاح». وتضيف: «لعلّ الشكر الأكبر هو لفريق العمل بحدّ ذاته بدءا بالمخرج شارل شلالا والكاتبة منى طايع ووصولا إلى الممثلين أبطال المسلسل فهم لم يوفروا علي أي مساعدة أو انتقاد بنّاء مما ساهم في بلورة شخصيتي التمثيلية بسرعة».
وعن الدور الذي تلعبه تقول: «هو دور فتاة ثورية لا تشبهني إلا بمبادئها ولكن ليس في طريقة تعاملها مع الآخرين، لكن سرعان ما تقمصت الدور حتى صار يرافقني إلى منزلي. فإيميه الهادئة والناعمة سرعان ما سكنتها إلى حدّ ما هذه الشخصية في بيئتها المنزلية فصار أهلي عندما يرونني عصبية يقولون لي (روقي جلنار) لكن ذلك لم يزعجني أو دفعني إلى التردد أو الانسحاب من المهمة».
أما أكثر الممثلين الذين تأثّرت بملاحظاتهم وحتى بأدائهم أمام الكاميرا فهما بطلا المسلسل رلي حمادة ويوسف الخال. وتعلّق على الموضوع قائلة: «بحكم دوري الذي كان يتطلّب مني مشاهدة كثيرة مع هذين البطلين كون الأولى تجسّد دور أمي والثاني حبيبي، فلقد كانا ملهمي في المسلسل. فيوسف الخال كان يدعمني ويصفّق لي عندما أؤدي دوري بامتياز، أما رلي حمادة فكنت بمجرّد النظر إلى عينيها أفهم ما تريده مني، فهي نجمة كبيرة وتجاربها في هذا المجال كثيرة، وتعلّمت منها الهدوء والجدّية في العمل، كذلك الإحساس المرهف في الأداء».
وعما إذا كانت ضخامة الإنتاج والأسماء اللامعة فيه هي التي جذبتها للمشاركة فيه أجابت: «أنا لا أعرف بالأرقام ولكني بالطبع تأثّرت بالأسماء المشاركة وبالنص، مما دفعني إلى دخول التجربة دون تردد».
أما أصعب المشاهد التي قدّمتها في المسلسل وتطلّبت منها جهدا إضافيا فهي لم يشاهدها الناس بعد وتقول: «الدور برمتّه جميل وصعب معا، كما أن مجرياته بشكل عام مشوّقة ولكني سأقول للمشاهدين أنتم لم تروا شيئا بعد فهناك الكثير في الحلقات المقبلة ستخطف الأنفاس، كما أن هناك مشهدا يجمعني بأخي في المسلسل وهو مؤثر جدّا لا بد أن يترك لديهم انطباعا ما لأنني شخصيا تأثّرت به كثيرا».
وعما إذا كانت النهاية ستكون سعيدة ردّت بالقول: «المهم أن تكون جميلة تعجب المشاهد وهي كذلك».
أما ظروف التمثيل في طقس ماطر وبارد فهو كما تقول أمر لن تنساه إذ اضطرت أحيانا أن تسير حافية القدمين في عزّ البرد أو في ملابس خفيفة في شهر فبراير (شباط) الصقيعي، كما أنها تعرّضت لحوادث عدة أثناء التصوير كسقوطها وانزلاقها وإصابتها بجروح، إلا أن كل ذلك كما تقول زادها تمسكا في العمل فلم تبد أي تذمّر أو انزعاج.
اليوم وبعد أن حققت إيميه صيّاح النجومية من أول دور تمثيلي أطلت فيه على المشاهدين كيف ستنتقي أعمالها المستقبلية ومن ستستشير لذلك؟ تقول: «طبعا سأختار الأعمال المقبلة بدقّة فبعد (وأشرقت الشمس) لا أستطيع القبول بأعمال لا تتمتع بالمستوى نفسه، ولذلك سأستشير فريق العمل الذي بدأت معه وخصوصا الكاتبة منى طايع لأنني أثق بأحكامها وأعتبرها صاحبة فضل علي حوّلني إلى ممثلة كما لن أوفر المخرج شارل شلالا أيضا».
أما عن رأي والديها بموهبتها فتقول: «أمي كأي أم أخرى تجد ابنتها رائعة مهما عملت ولكني دائما أنتظر رد فعل والدي وعندما يقول لي (أنا فخور بك) أتأثر وأعرف تماما أنني نجحت بالدور».
وحول متابعتها للمسلسلات اللبنانية تقول: «طبعا أتابعها قدر الإمكان وأقصد ذلك لأقف على أداء الممثلين وأتعلم منهم، فأنا من الأشخاص الذين يشاهدون أنفسهم وينتقدونها فأتابع عملي بدّقة وأسجل الحلقات وأعيد مشاهدتها أكثر من مرة لاكتشاف مواطن ضعفي».
أما أكثر المسلسلات التي ما زالت تتذكرها عندما كانت صغيرة فهي تلك التي كتبها شكري أنيس فاخوري (العاصفة تهبّ مرتين) و(نساء في العاصفة) من بطولة رلي حمادة ومجموعة من الممثلين العمالقة، وكذلك (المعلّمة والأستاذ) للراحلة هند أبي اللمع والذي تابعته منذ فترة على تلفزيون لبنان في إعادات له.
وتنهي إيميه صيّاح حديثها بالقول: «أحب أن أشكر (جلنار) على ما قدّمته لي في الخطوة الأولى لي في عالم التمثيل وأقول لها أحبّك ونيّال إيميه فيك».