Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Jan-2020

يواجهون تركيا في أرضنا*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

تعزيزات عسكرية يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي، ينشر كتائبه في غور الأردن وفي الضفة الغربية، ضاربا عرض الحائط بكل ما سبق من حديث وخطوات على طريق السلام وحل الدولتين، وعلى الرغم من أن الدولة المحتلة هذه الأيام ومؤسساتها متفرغة تماما لدعاية انتخابية يمينية متطرفة، إلا أن المعروف بأنها تستغل كل الأحداث التي لها علاقة بها، لتحصيل مكتسبات سياسية وتوسعية واقتصادية، وهذا ما تفعله اليوم استغلالا لما تعلنه أمريكا من خلال ترمب حول رؤيتها لمستقبل الصراع العربي الاسرائيلي..
استفزاز الأردن المستمر والذي نعيش فصلا جديدا منه اليوم، يتمثل بإعادة انتشار بل بتواجد عسكري في منطقة غور الأردن، هو إجراء أحادي لا يتفق لا مع مواثيق دولية ولا مع معاهدات سلام، وهو تهديد صريح للأردن، لكن: هل الأردن فقط هو المقصود من وراء هذه الإجراءات التوسعية العدوانية؟ ..
اسرائيل واوروبا وأمريكا وإيران وكثير من الدول العربية، تهتم بتركيا عام 2023، ويمكن فهم كل هذه الاجراءات التي تقوم بها الأطراف المذكورة، كخطوة استباقية تقوم بها لمواجهة أسوأ إحتمال من الممكن أن تتمخض عنه استعادة السيادة التركية، تلك التي تمت مصادرتها من «الامبراطورية العثمانية» في أعقاب هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، والتي وقعت عليها تركيا آنذاك، في معاهدة لوزان عام 1923، والتي كبّلت تركيا وحدّت من سيادتها على كثير من مكتسباتها الطبيعية لمدة 100 عام ستنتهي عام 2023، لكن المعروف بأن تركيا تستعد بقوة لمثل هذا الاستحقاق السيادي التاريخي، وقفزت قفزات اقتصادية وسياسية واستراتيجية هائلة في السنوات الأخيرة، وباتت على مقربة من اعلان نفسها كقوة عظمى مدعومة بتاريخ قوي، يبعث في نفوس الأطراف الأخرى الرعب، أو الاستعداد لتمدد تركي استراتيجي محتمل.
صفقة القرن وكل الصراعات الساخنة الآن في المنطقة العربية يمكن فهمها على أساس الاستعداد لمواجهات كبيرة محتملة بين تركيا الجديدة والعالم الاستعماري المتجدد، ومن بين السيناريوهات المتوقعة أن يتمدد الاحتلال الاسرائيلي بدعاوى أمنية وبتوظيفات تاريخية يبرع فيها الجميع سوى العرب، علما أنها دوما تأتي على حسابهم وأحيانا يتحملون حتى فاتورتها المالية، كما نلاحظ اليوم ونفهم من خلال خطابات ترامب بشأن ثروات العرب الطبيعية..
فعلى حساب من سيتمدد الكيان الصهيوني الغاصب؟!.
الجهة الشرقية بالنسبة لفلسطين المحتلة مهيأة تماما لمثل هذا الوضع الصريح، فالوجود الأمريكي والأوروبي والإيراني هو حقيقة عراقية سورية، لكن مثل هذا الوجود لا يتوفر في الأردن، وهذا سبب إضافي يزيد المخاوف الأردنية من مآلات هذا الصراع الصامت الغربي الاسرائيلي الإيراني والعربي مع تركيا، حيث قفزت تركيا مبكرا ومن خلال عدة خطوات «سيادية» قامت بها، كان آخرها ترسيم حدودها الإقليمية في المتوسط، وهنا ننتظر الحركة القادمة من الأطراف الأخرى لمواجهة القفزة التركية الأخيرة والأخرى المحتملة في غضون السنوات الثلاث القادمة.
مطلوب من الأردن والعرب قراءة المشهد المتصاعد بناء على هذه الاحتمالات من تطور الصراع، فالوطن العربي هو ساحة الحرب للأطراف المتصارعة، وهي حقيقة تفصح عن نفسها كل يوم، بلا موقف عربي مستقل يتمتع ببعد النظر المطلوب.