Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Oct-2014

الميثاق العربي لحقوق الإنسان*يحيى شقير

العرب اليوم-بعد عدة معوقات ومسودات وخض شكوة اللبن خرج الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي أقرته قمة تونس 2004 وبدأ نفاذه مطلع عام 2008.

وعلى الرغم من المآخذ على الميثاق إلا أن وجوده أفضل من عدم وجوده. ومن أهم المآخذ عليه عدم النص فيه على تشكيل محكمة عربية لحقوق الانسان على غرار المحاكم الإقليمية الأخرى كالأوروبية والأمريكية والإفريقية، كما أنه يخلو من كلمتي ديمقراطية وانتخابات. على كل فإن ميثاق الأمم المتحدة يخلو من كلمة ديمقراطية أيضا. ومن المآخذ على الميثاق أن لم يقدم قيمة مضافة لما سبقه من مواثيق فمثلا الميثاق الإفريقي انفرد بالنص على حق الحصول على المعلومات، والأمريكي انفرد بالنص على حظر الرقابة المسبقة والأوروبي قدم أفضل حماية لحرية التعبير وحرية الصحافة.

وقد جاءت هذه المواثيق تاريخيا لتوسيع نطاق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتسهيل تبني مبادئه الرئيسية فيما يتعلق بحقوق الإنسان التي كان انتهاكها قد أفضى إلى مآس كثيرة.

ومن المعروف أن مقدمة المعاهدات والمواثيق تعتبر جزءا لا يتجزأ من المعاهدة وتصلح لتفسيرها ولهذا أقتبس الفقرات المهمة التالية من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان "لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم.

ولما كان تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني، وكان غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة.

ولما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق الإنسان لكيلا يضطر المرء آخر الأمر إلى التمرد على الاستبداد والظلم". انتهى الاقتباس أي أن من حق الشعوب الثورة والتمرد على الاستبداد والظلم إذا كثرت انتهاكات حقوقهم.

الخلاصة أن احترام حقوق الإنسان هو وسيلة تمنع التمرد لأنه عندما تنغلق الخيارات أمام الإنسان ولا يجد ما يخسره قد يتصرف بمقولة "عليّ وعلى اعدائي"، على غرار ما جرى في تونس وليبيا ومصر وسورية واليمن، ولماذا لم تحدث مثل هذه الأمور في التشيك والسلوفاك أو حتى في اسكتلندا مؤخرا.

فعندما تعامل الحكومات مواطنيها على أنهم لا يفهمون مصالحهم وأنهم "حمير" فلا يجب لومهم إذا تصرفوا على هذا الأساس.