Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Apr-2018

التعليم: بحثاً عن طوباوية ضرورية - د.محمد الرصاعي

الراي -  عنوان هذا المقال كان رسالة اليونسكو للعالم في مطلع العام 2018 ،التعليم الجسر الذي نستطيع العبور عبره بثقة نحو مواطنة عالمية تحقق العدالة والتصالح وتنهي النزاعات السائدة وتلغي الحرمان والتهميش، هذه الرؤية التي يرى البعض أنها ضرب من الطوباوية لكنها باتت اليوم طوباوية

ضرورية أكثر من أي وقت مضى. يرى أحد الذين ساهموا في إعداد رسالة اليونسكو فرناندو
رايمز الخبير الفنزويلي أن التعليم هو بالأساس توفير الفرص للأفراد لتطوير المهارات المعرفية والعملية التي تساعدهم
على العيش بطريقة تسمح لهم بتحقيق الأهداف التي يصبون إليها، وفي ذات الوقت يرى أن التعليم يوفر
فرصاً تعزز التربية على المواطنة العالمية، من خلال تزويد الطلبة بالقدرات التي من شأنها أن تساعدهم
على تطوير وعيهم بالمحيط الكوني، ومنحهم المزيد من التحفيز والقدرة على مجابهة التحديات العالمية،
ولتحقيق هذه الغاية تصمم مناهج تتضمن تعلم الأخلاقيات واقتناء المعارف والمهارات الاجتماعية والتعرف
على الذات وأساليب التفكير.
التربية الكونية، أو المواطنة العالمية باتت هدفاً لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلم والتربية اليونسكو،
وتأمل أن تسود هذه التربية وتتحقق قيًّمها التي تلغي الفروق العالمية في مستويات الحياة وفرص العيش
بأمان وطمأنينة، كما تكون سبباً للسلم العالمي وتخفيف حدة التوتر والصراع، وهذا يتطلب وفق رأي
المختصين في التربية العالمية تهيئة الظروف الملائمة لتعليم المواطنة العالمية بجودة عالية وعلى نطاق
واسع ومن خلال قيادة جماعية، وتنسيق الجهود بين جميع الأطراف والمؤسسات وعلى أمد طويل، والعمل
كذلك على تأهيل المعلمين القادرين على إعطاء تلك الدروس التي تحقق الأهداف المنشودة.
من المؤكد أن المواطنة العالمية تقدم حلولاً شافية لما يعانيه العالم من علل اجتماعية وأوبئة وكوارث قد
يطال أثرها جميع البشر، والأهم أنها تشكل لدى الجميع مشاعر المحبة والمصير الواحد، غير أنَّ التربية
الكونية القائمة على المواطنة العالمية وما تحققه من قيم نبيلة يحلم بها الكثير من المواطنين في بقاع
العالم أجمع، لن يكتب لها الامتداد نحو مساحات أكثر اتساعا عبر كوكبنا في ظل وجود أنظمة سياسية
متوحشة تقود النظام العالمي وتسيطر على القرار الدولي حيال الكثير من القضايا المصيرية، بل تعمل
هذه الأنظمة وقياداتها على تأجيج الصراع وتنامي الكراهية، وفي الغالب لا تتيح إحقاق العدالة ونيل الحقوق.
السياسة اليوم هي من يغلق الأبواب أمام التعليم لممارسة دوره في صيانة وإصلاح ما أحدثته الانتهاكات التي تسبب بها بعض البشر اتجاه بني جلدتهم، أو ما نتج عن التراجع في حقوق الإنسان وحرية التعبير
والسلام بفعل الممارسات غير الإنسانية لكثير من القادة السياسيين أو من تسيطر عليهم شهوة رأس المال وجشع السيطرة والنفوذ، وهذا ما يجعل التعليم طوباوية محتّمة وطريقاً لا بد أنَّ نسلكه لتمكين
الإنسانية من التقدم نحو المثل العليا للسلام والحرية والعدالة الاجتماعية.
Rsaaie.mohmed@gmail.com