بابا الفاتيكان في عمان اليوم: يقف على نهر الأردن لتعزيز دور المملكة في رعاية الطوائف المسيحية
تقرير اخباري- ثلاثة عشر عاماً مرت على زيارة الحج، التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني، وأربعة أعوام مرت على تلك التي قام بها البابا بندكتوس السادس عشر، فيما تستقبل المملكة اليوم البابا فرنسيس.
ولم يكن اختيار البابا فرنسيس المجيء إلى المملكة هذا العام مجرد صدفة، فقبل 50 عاماً وفي الرابع من كانون الثاني (يناير) 1964، بدأت في الأردن رحلة الحج التاريخية، التي قام بها البابا بولس السادس إلى الأرض المقدسة.
وتعدّ زيارة البابا فرنسيس الرابعة لبابا فاتيكاني خلال نصف قرن، بعد البابا بولس السادس، ويوحنا بولس الثاني في 2000، وبندكتوس السادس عشر في 2009.
واكتسبت رحلة "مثلث الرحمات" للبابا بولس السادس آنذاك صفة "التاريخية"، باعتبارها كانت الأولى من نوعها، وكان في استقباله جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله.
ففي الرابع من كانون الأول (ديسمبر) العام 1964 أعلن البابا بولس السادس خلال الخطاب الختامي لثاني جلسات المجمع الفاتيكاني الثاني، عن رغبته المجيء في زيارة إلى الأرض المقدسة، قائلا: "لدينا القناعة العميقة بواجب تكثيف الصلوات والأعمال التي تهدف إلى اختتام أعمال المجمع، لذلك قرّرنا، بعد التفكير الناضج والكثير من الصلاة، أن نجعل من أنفسنا حاجاً إلى أرض الرب يسوع.. كي نكرّم شخصيّاً، في الأماكن عينها التي ولد فيها المسيح، وعاش ومات وصعد إلى السماء بعد قيامته، أسرار خلاصنا الرئيسية، أي التجسد والفداء".
وأضاف البابا بولس السادس: "سنرى تلك الأرض المباركة التي منها خرج بطرس، ولم يعد إليها أحد من خلفائه، أمّا نحن فسنعود إليها، بكل تواضع ولفترة وجيزة، كعلامة على الصلاة والتوبة والتجديد، مقدمين للمسيح كنيسته، ولكي ندعو إليها، وهي الوحيدة والمقدسة، الإخوة المنشقين، ونستمطر الرحمة الإلهية لأجل السلام بين البشر.. ولكي نتضرع إلى المسيح الرب لأجل خلاص البشرية بأسرها".
وهبطت طائره البابا بولس السادس في الأردن بعد شهر من إعلانه، ومكث ثلاثة أيام في حج مكثف، قاده من موقع عماد الربّ إلى بيت عنيا، ومن ثم إلى الأماكن التي شهدت آلام المسيح (طريق الآلام، القبر المقدس، والجتسمانية)، والى الجليل (مع وقفة في الناصرة، وقانا، والطابغة وكفرناحوم وجبل التطويبات وطابور)، ثم العودة إلى القدس لزيارة العليّة المقدسة، وأخيراً مدينة الميلاد بيت لحم.
وفي ذكرى اليوبيل لمرور ألفي سنة على مولد سيدنا المسيح عليه السلام، كانت الزيارة الثانية لقداسة البابا يوحنا بولس الثاني العام 2000، وكان في استقباله عميد الهاشميين الملك عبدالله الثاني، حيث أشاد البابا في كلمة الاستقبال بجهود جلالته الرامية الى السلام، والمتصلة دوما بحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، ثم بدأ حجه في تلك الزيارة من جبل نيبو بمادبا، حيث وقف متطلعا الى القدس وأريحا، داعيا الله أن يعم السلام هذه الديار المقدسة.
وفي اليوم التالي كانت عظته الشهيرة للمؤمنين في ستاد عمان الدولي، ثم كانت محطته الأخيرة في موقع المغطس، قبل أن يلقي عظته في جماهير الحجاج والضيوف والوفود الذين ملأوا المكان بأعداد يصعب حصرها.
وفي العام 2009 جاءت الزيارة البابوية الثالثة للبابا بندكتس السادس عشر، والأولى له الى دولة عربية، منذ تسلمه مهام السلطة البابوية في نيسان (ابريل) 2005.
وفي رحلة الحج هذه صلى قداسته من أجل الوحدة والسلام في الشرق الأوسط، بالإضافة الى تمتين العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والكرسي الرسولي، التي أبرمت بشكل رسمي في الثالث من آذار (مارس) 1994.
وفي أثناء زيارة البابا بندكتس التي استمرت أربعة أيام والتقى فيها الملك عبدالله الثاني، وضع البابا برفقة جلالته في المغطس حجر الأساس للكنيسة اللاتينية (كنيسة المعمودية)، التي تم تشييدها على الجهة الشرقية من نهر الأردن المبارك، بحضور عشرات الألوف من المواطنين والحجاج.
وجرت للبابا بندكتس في الزيارة البابوية الثالثة للأردن والأرض المقدسة مراسيم استقبال رسمية في مطار عمان الدولي، وإقامة قداس ديني في مدينة الحسين للشباب، كما زار مركز سيدة السلام في عمان التابع للبطريركية اللاتينية، الذي يعنى بالأطفال من ذوي الإعاقات المتعددة.
ووقف البابا، الذي قدم استقالته العام الماضي، على جبل نيبو التاريخي، ووضع حجر الأساس للجامعة الأميركية في مادبا التابعة كذلك للكنيسة اللاتينية، برفقة الأمير غازي بن محمد، كما زار البابا بندكتس الألماني الأصل، مسجد الحسين بن طلال في عمان، وألقى كلمة تاريخية فيه بحضور عدد من المسؤولين ورجال الدين المسيحي وعلماء الدين الإسلامي.
كما ترأس قداسته صلاة خاصة في كنيسة الروم الكاثوليك، وفي صباح العاشر من أيار (مايو) الماضي احتفل البابا بندكتس بقداس بابوي حاشد حضره بطاركة الشرق وعشرات الألوف من المواطنين والأشقاء العرب والأصدقاء الأجانب.
وبمناسبة الذكرى الخمسين للقاء البابا بولس السادس والبطريرك أتيناغوراس في القدس، وتلبية لدعوة رسمية من الملك عبدالله الثاني، يقوم بابا الفاتيكان فرانسيس الأول، اليوم السبت بزيارة رسمية إلى المملكة، هي الأولى منذ انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية.
وتتوج زيارة البابا بلقاء يجمعه مع الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله، الى جانب لقائه كبار المسؤولين، قبل أن يقيم القداس الحبري الحاشد في ستاد عمان الدولي، ثم يتوجه في زيارة الى موقع المعمودية في المغطس، ويلتقي اللاجئين والشباب ذوي الإعاقات في كنيسة اللاتين التي وضع حجر أساسها البابا بندكتس خلال زيارته للمملكة قبل أربعة أعوام.
وتتميز الزيارة الحالية للحبر الأعظم بوقوف البابا فرنسيس على نهر الأردن، وهو ما لم يقم به أسلافه، الأمر الذي يدل على أن قداسته جاء الى الأردن حاجا ومصليا، ومعززا لدور الأردن في رعاية الطوائف المسيحية، وحرصه على تمكين المؤمنين من إقامة شعائرهم بكل حرية ويسر.
ويطلق البابا فرنسيس خلال زيارته للمملكة رسالة سلام الى العالم والمنطقة العربية لوقف النزاعات والحروب والاقتتال بين جميع الأطراف بهدف الحد من المعاناة الإنسانية المتفاقمة.
ويغادر البابا فرنسيس الأردن يوم غد متوجها إلى بيت لحم، حيث سينظم له هناك استقبال رسمي في القصر الرئاسي في بيت لحم، وزيارة لرئيس دولة فلسطين، إضافة إلى لقاء مع السلطة الفلسطينية.
برنامج زيارة البابا فرنسيس الأول للمملكة
8:15 صباحا انطلاق الطائرة من مطار روما فيوميشينو الى عمان.
1:00 بعد الظهر وصول قداسة البابا الى مطار الملكة علياء الدولي في عمّان.
1:45 حفل الاستقبال الرسمي في القصور الملكية العامرة.
زيارة ومقابلة خاصة مع الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله.
2:20 لقاء مع كبار المسؤولين الرسميين في المملكة الاردنية الهاشمية، خطاب لقداسة البابا.
4:00 القداس الحبري الحاشد في ستاد عمان الدولي، عظة لقداسة البابا.
7:00 زيارة الى موقع المعمودية – المغطس في بيت عنيا عبر الاردن.
7:15 لقاء مع اللاجئين والشباب ذوي الاعاقات في كنيسة اللاتين في بيت عنيا عبر الاردن. خطاب لقداسة البابا .
الاحد : 25 ايار 2014
8:15 صباحا وداع المملكة الاردنية الهاشمية في مطار الملكة علياء الدولي في عمّان.
8:30 صباحا مغادرة في الطائرة المروحية من مطار الملكة علياء الدولي في عمان الى بيت لحم.