واشنطن - أبدى وزير الخارجية الأميركي جون كيري حذرا أمس ازاء انتخاب رئيس لبنان القادم والذي يفترض أن يكون الماروني العماد ميشال عون بفضل تلقيه دعم رئيس الوزراء اللبناني الأسبق السني سعد الحريري وهو زعيم تيار المستقبل.
وقال كيري ردا على سؤال في وزارة الخارجية لدى استقباله نظيره الكويتي صباح الخالد الصباح "نحن نأمل بالتأكيد أن يحدث تطور في لبنان، لكنني لست واثقا من نتيجة دعم سعد الحريري.. لا أدري".
وأضاف كيري الذي نادرا ما يعلق على الشأن اللبناني، بحذر "نحن نأمل أن يتم تجاوز هذا المأزق الذي يؤثر على لبنان والمنطقة".
وقام الوزير الأميركي بزيارة قصيرة لبضع ساعات إلى لبنان في العام 2014.
وبات العماد ميشال عون حليف حزب الله اللبناني واثقا من تولي رئاسة لبنان بفضل الدعم الذي قدمه له خصمه السياسي سعد الحريري.
ومن المقرر أن تعقد جلسة انتخاب الرئيس في البرلمان في الحادي والثلاثين من تشرين اول (أكتوبر) الأول. ولبنان بدون رئيس منذ 2014.
وتعليق كيري الحذر على دعم الحريري لعون يأتي بينما تفرض الولايات المتحدة عقوبات على جماعة حزب الله الشيعية حليفة ميشال عون والتي تقاتل في سوريا الى جانب قوات الرئيس السوري بشار الاسد وهي مدعومة أيضا من ايران.
وهذه التقاطعات تجعل حتما من الموقف الأميركي أكثر حذرا كون وصول عون للرئاسة يعني تقوية موقع حزب الله المتهم بالتسبب في الأزمة السياسية في لبنان وتأجيج الوضع الطائفي فيه.
وتشهد المؤسسات السياسية في لبنان شللا خصوصا بسبب انعكاسات الحرب في سوريا المجاورة بين أنصار الأسد وبينهم بالخصوص حزب الله القوي والمنخرط في الحرب من جهة ومعارضي النظام السوري من القوى اللبنانية من جهة أخرى.
وينتخب رئيس لبنان من البرلمان الذي يضم 128 نائبا مقسمين بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين.
وبموجب الدستور يجب أن يكون رئيس لبنان مسيحيا مارونيا ورئيس الوزراء مسلما سنيا ورئيس البرلمان مسلما شيعيا.
وتحت عنوان "الحريري يتبنى مرشح حزب الله" كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية معلقة على موقف سعد الحرير " ليست خطوة سهلة عليه، أن يقوم الرئيس سعد الحريري بإعلان ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وسط امتعاض وغضب من مؤيّديه على الخطوة واعتراض نوّاب من كتلته لا يقلّ عددهم عن عشرة، بينهم الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري"
وكتبت صحيفة السفير معلقة بدورها على التطورات الأخيرة "كن عوني فأكون سعدك" في تلاعب بالألفاظ مشيرة إلى موقف سعد الحريري الأخير بترشيح خصمه السياسي ميشال عون.
واشارت الصحيفة في تقرير مطول إلى جملة من المواقف حدثت في السابق ربما تكون الدافع الاساسي لموقف الحريري الأخير.
وقالت "غلطة الشاطر بألف غلطة"، لم يقلها سعد الحريري بالفم الملآن ، لكنها الحقيقة المؤلمة التي لطالما صارح بها البعض في الداخل والخارج.
وأضافت "كان ترشيح سليمان فرنجية خطوة استباقية تهدف الى كسر مسار متدحرج كانت تبدّت ملامحه منذ التفاهم على إعلان النيات بين القوات اللبنانية (بقيادة سمير جعجع) و التيار الوطني الحر (بقيادة عون) في بداية صيف 2015. شعر الحريري أن كل ما صنعه وراكمه منذ 10 سنوات ذهب هباء.. وها هو حليفه المسيحي الأول سمير جعجع يضع يده بيد الخصم المسيحي الأول ميشال عون. لذلك، صار وصول فرنجية سلاحا بحدين أولهما كسر التحالف الماروني الجديد وثانيهما إحراج حزب الله بمرشح لا يمكن أن يرفضه". وقالت أيضا أن مشروع الحريري بترشيحه فرنجية "طار" بعد أن أعلنها جعجع على الملأ بترشيحه ميشال عون.-(وكالات)