Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jan-2018

هل من عرفات جديد؟ - رجا طلب

 الراي - ربما لا يتذكر الكثيرون من أعضاء المجلس المركزي الفلسطيني وأعضاء اللجنة التنفيذية وقياديي حركة فتح أن الدورة الأخيرة للمجلس المركزي التي عقدت في رام االله يومي الرابع والخامس من شهر مارس 2015 قد عقدت تحت شعار « دورة الصمود والمقاومة الشعبية « وفي ظل تحديات اقل مما هي عليها الآن وتحديدا فيما يتعلق بالقدس ، وصدر عن الدورة بيان « عرمرميا « لم يترك شاردة ولا واردة في موضوع القضية الفلسطينية إلا وعالجها باللغة او ما اسميها « المقاومة الإنشائية».

 
قبل ذلك التاريخ وبعده لم تسمح السلطة الفلسطينية للغضب الفلسطيني المستعر بان يعبر عن ذاته ، حتى بأبسط الصور ، مثل التظاهر أمام الحواجز الإسرائيلية ، أو التظاهر في الساحات العامة في عموم المدن والقرى الفلسطينية وذلك عملا بالنصائح الأمنية الإسرائيلية و التي تتم عبر قنوات التنسيق الأمني ومضمونها أن السماح بمثل هذه التظاهرات سوف يسمح بتشكل حالة عامة سرعان ما تؤطر لهبة شعبية أو انتفاضة.
 
بعد اطلاعي على تقرير اللجنة السياسية الذي سيقدم للمجلس المركزي اليوم الاثنين وهو بالمناسبة نسخة اخرى من قرارات المجلس السابق ومن تلك اللغة « العنترية « التي أصبحت بمثابة قنابل دخانية تتستر وراءها السلطة الفلسطينية لتبرير « غياب الفعل أو العجز « ، أيقنت تماما أن السلطة الفلسطينية باتت تراهن على نوعين من الشرعية ترى فيهما أسباب استمراريتها ، وهما: الشرعية الأميركية ، والشرعية الإسرائيلية ، وعندما تصل الأمور إلى ما وصلت إليه وتحديدا في موضوع القدس ونجد أن مدن الضفة الغربية وقراها ومخيماتها وكأنها تغط في سبات عميق سنجد أن لهذا الأمر تفسير واحد ووحيد وهو أن التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل مازال سيد الموقف.
 
في عام 2000 وعندما وصل الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الى طريق مسدود في التفاهم مع إدارة بيل كلينتون وايهود بارك في مفاوضات طابا قرر ( نقل طاولة المفاوضات الى الشارع ) ، وهو تعبير لم أنساه ولن أنساه ، ففي عام 2001 التقيت « الختيار ابو عمار « رحمه االله في القاهرة وكان رغم شعوره بمرارة التفاوض مع إدارة كلينتون ، كان منتشيا وتغمره ثقة كبيرة بان « شعب الجبارين « يقصد الشعب الفلسطيني « قادر على قلب الطاولة وإعادة الاعتبار للقدس التي كانت وقتذاك هي القضية الخلافية الكبرى.
 
رتب ذلك اللقاء المستشار السياسي والاقتصادي لياسر عرفات الصديق محمد رشيد ، ووقتها اشترط رشيد ان اللقاء ليس للنشر بل هو من اجل وضعي في آخر التطورات وذلك في ربيع عام 2001 ، وفي ذلك اللقاء سالت الختيار ( هل تعتقد أن تفجير انتفاضة ثانية بوجه إسرائيل سيمر مرور الكرام ) ؟ وأضفت: ( لقد قدم أبو جهاد حياته من اجل الانتفاضة الأولى ) فسارع وقال وأنا جاهز لتقديم حياتي من اجل القدس وفلسطين وأنا منذ عقود انتظر تلك اللحظة التي ستأتي طالما أنا في موقع قيادة النضال الفلسطيني ).
ومرت الأيام والتواريخ وقدم ياسر عرفات حياته ثمنا لقول (لا) لشارون وليهود باراك وبيل كلينتون وبوش الابن.
هل يعيد التاريخ نفسه ؟؟
لا اعتقد، فالواقع الفلسطيني اليوم والذي يجب أن يكون السبب الأساسي في «تثوير العالم» يمارس دورا مختلفا عنوانه كسب الشرعية الأميركية و الشرعية الإسرائيلية قبل أي شيء.
والسؤال هل من عرفات جديد؟؟؟
Rajatalab5@gmail.com