Tuesday 19th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Nov-2017

تحرّرت البوكمال .. هل اقتربت معركة استعادة «الرقّة»؟ - محمد خروب

 الراي - دُحِرَ داعش ولم تعد ثمة مدينة او بلدة ذات وزن استراتيجي تحت سيطرته سواء في العراق أم في سوريا, وبالتالي لم تعد خلاياه النائمة او ما تبقّى من تشكيلاته قادرة على إحداث تغيير ميداني يُعتدّ به, أو يسمح له شنّ هجمات كبيرة تُتيح له الاحتفاظ بها او تجميع صفوفه، وهذا في حد ذاته انجاز كبير يحسب للجيشين السوري والعراقي والقوات الرديفة والحليفة، والتي نسّقت خططا مشتركة في المعارك التي دارت, بل اسهمت فصائل عراقية في معارك البوكمال على نحو اتاح استرجاعها – مرة ثانية – في وقت قصير, ولكن بعد تدمير النواة الصلبة لداعش وإجباره على الاستسلام او الهرب باتجاه قوات «قسد» التي حال الجيش السوري وحلفاؤه بينها وبين الوصول الى البوكمال, رغم كل ما بذله التحالف الاميركي من جهود ومحاولات تشويش وتوفير حماية ومعلومات لتنظيم داعش، إلاّ ان النتيجة كانت كارثية للمخطط المشبوه الذي ما تزال واشنطن تأمل ان تنجزه في شرقي سوريا, بهدف تمكين عملائها في قوات سوريا الديمقراطية امتلاك ورقة مساومة مهمة مع دمشق, عند دوران عجلة الحل السياسي الذي يبدو انه اقترب اليوم اكثر من اي وقت مضى، بعد دحر داعش وتطويق، إن لم نقل احباط المخطط الاميركي الذي يُراهِن على دمى «قسد».

 
وجهة الجيش السوري وحلفاؤه ستكون بالتأكيد مدينة الرقة المُدمّرة التي ما تزال تحت سيطرة مرتزقة «قسد», بعد ان ضربوا عرض الحائط بكل التحذيرات من عواقب مُضيِّهم قدما في احتلال المدن «العربية» لا يسكنها اي كردي سوري (دع عنك معظم الشمال السوري, وخصوصا تلك التي تُسمّى «روج آفا» والتي لا يُشكِل الكرد في معظمها سوى نسبة لا يُعتدّ بها) الامر الذي دفع بمتحدث سوري رسمي الى اعتبار الرقة التي لم تُبق الطائرات الاميركية فيها على اي اثر للعمران واسباب الحياة الى القول: اننا نعتبر الرقة مدينة محتلة, وهي لن تكون في وضع «المُحرّرة» إلاّ إذا دخلتها قوات الجيش العربي السوري.
 
هي اذا خطوة ضرورية, فضلا عن كونها مُتوقّعة بعد ان لم يعد من الحكمة القبول بكل هذا التوسّع المريب والاندفاعة غير المبررة التي قامت بها قوات سوريا الديمقراطية بغالبيتها الكردية, وبغطاء هش من بعض المرتزقة العرب، والذين بدأوا يبتعدون عنها كما حصل مع مسؤول العلاقات الخارجية في «قسد» عبدالكريم العبيد الذي تحدث (بعد انشقاقه) عن تهميش وعنصرية من جانب الوحدات الكردية تجاه المجموعات العربية التركمانية فيها ويقع عناصرها تحت شبهة التعاون او التعاطف مع داعش, وليس لقادتهم سوى صلاحيات محدودة قياسا بالقيادة الكردية.
 
ثم جاءت الضربة الاقسى لـ»قسد» عندما انشق عنها الناطق باسمها العميد طلال سلّو (التركماني ومؤسس لواء السلاجقة) والذي شكّل هروبه كنزا ثمنيا لتركيا, نظرا لما يتوفر عليه من معلومات وما قد يتبع انشقاقه من انشقاقات مشابهة ترفع الغطاء العربي التركماني «الهش» عن قوات وقيادات كردية, افتضح دورها في خدمة المشروع الاميركي الهادف الى تقسيم سوريا ومنع او عرقلة الحل السياسي لِأزمتها, ونسف كل محاولات جمع السوريين على طاولة واحدة, لإيجاد حلول مشتركة ومقبولة عليهم, بعيدا عن مخططات فرض الحلول او التمسّك بأوهام تجاوزتها حقائق كرّستها الميادين, والنهاية البائسة لكل «المعسكر» متعدد الجنسيات والمشارب, الذين خططوا وخاضوا حروبا بالوكالة واخرى مباشرة على سوريا وفيها.
 
ولعل ما اعلنه مسؤولون كرد سوريون قبل ايام عن «دعمهم» لإعلان واشنطن عزمها الإبقاء على قواتها في سوريا بعد القضاء على داعش, وربط ذلك بـ»إنجاز تسوية سياسية» وتقدّم مسار جنيف, يكشف ضمن امور اخرى طبيعة وأهداف «التحالف» بين اميركا وهؤلاء المرتزقة, الذين يصفون انفسهم بانهم من اتباع عبداالله اوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني التركي PKK وتوجّهاته «اليسارية», فاذا بهم في حضن الام الحنون واشنطن, في رهان خاسر على دولة عظمى طالما خذلت حلفاءها (اقرأ عملاءها) عندما تتعارض مصالحها مع توجّهاتهم, او عندما تنتهي ادوارهم والمهمات القذرة التي اوكلتها اليهم. والامثلة اكثر من ان تُحصى، ولعل ما حدث مع «اخوتهم»كرد اقليم كردستان العراق بعد استفتاء 25 أيلول الماضي, اكثر الامثلة «طزاجة» وعِبرة لمن يريد ان يعتبر.
 
حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي يقود قوات سوريا الديمقراطية بل قوات حماية الشعب الكردية, التي تشكل العمود الفقري لهذه القوات.. «رحّب بدور أطول أمداً للقوات الاميركية في سوريا, مُوضِحا: ان الاميركيين عليهم ان يواصِلوا الاضطلاع بدور, حتى التوصل الى حل سياسي للازمة».
 
فيما قال شاهوز حسن، الرئيس المُشترَك لحزب الاتحاد الديمقراطي (الذي خلف صالح مسلم في القيادة): انه من «دون تحقيق حل سياسي للازمة السورية, واستمرار التدخل التركي والايراني وبقاء مجموعات (القاعدة) في سوريا، سيكون من الافضل استمرار عمل التحالف الاميركي».
 
ليس ثمة شكوك او اوهام بالدور التخريبي الذي ينهض به هؤلاء وبخاصة في توسعهم «الجغرافي» والاقتصادي بالسيطرة على حقول النفط عمر وكونيكو بالتواطؤ مع داعش, والذي كانت سيطرتهم على الرقة المدينة العربية الخالصة (ولكن بعد تدمير اكثر من 80% منها وحالوا دون سكانها والعودة اليها بذرائع امنية) ذورة انكشاف مشروعهم وافتضاح تحالفهم القذر مع واشنطن.
 
الرقّة ستُحرّر وستتم استعادتها عبر تفاهمات ام عبر عمل عسكري، والأمر لا يعدو كونه مسألة وقت... ليس إلاّ.
kharroub@jpf.com.jo