الراي - حين تذهب لطبيب كبير في الأردن مثل يوسف القسوس , أو عميش عميش أو أي طبيب اخر كل ماتحتاجه هو الدخول وبدون موعد , وقد تراه وإذا لم تفلح ستقابله في اليوم الثاني , هناك شيء في هذه المهنة اسمه الأخلاق ..والإنسانية , وثمة أطباء في الأردن رسخوا هذه الابعاد مثل :- حران زريقات وعيسى الكواليت وسمير مبيضين ,وموسى الحديدي فهؤلاء يتعاطون مع مرضاهم في إطار الصديق وليس في إطار المريض

 

وقد تسمع قصصا عن بعضهم , تثير الإعجاب ... فحين يكون المريض في وضع مالي صعب يتغاضون عن الأجور ..

 

قبل أيام , طلبت موعدا من طبيبة , أول سؤال بادرت به السكرتيره هو :- (إنت على التأمين ولا رح تدفع) ..قلت لها :- أملك تأمينا ..ثم أخبرتني أن المواعيد بعد شهرين , بحكم أن الطبيبة لديها مواعيد كثيرة ...

 

في الأردن سيدة قابلت رئيس الوزراء في غضون يوم واحد , مجرد أن شاهدته في مكان عام , طلبت لقاءه وقابلته , وزير الداخلية ..قابلته ذات يوم في أقل من ساعة واي مسؤول في الدولة تستطيع رؤيته والحديث عبر هاتفه الخلوي في أقل من دقيقة بالمقابل طبيبة جلدية عمرها لا يتعدى (32) عاما تحتاج لشهر ونصف من أجل موعد ...

 

قررت الذهاب لعيادة الطبيبة , وما شاهدته يثير الإستغراب ...ديكورات تكلفتها الاف الدنانير , وثمة إعلانات للنساء عن الليزر والبشرة وقضايا التجميل وما يلفت الإنتباه أن الموجودين في العيادة , من السيدات فقط ...وثمة ملصقات عن مقابلات الطبيبة ولقاءاتها الصحفية , وورود كثيرة , ورزمة من المجلات عن(الموظة) مرصوفة على الطاولة...وفي لحظة تأمل تكتشف أن ما أنفق على العيادة , كفيل بترميم مدرسة كاملة في الجنوب , أو على الأقل كفيل ببناء مركز للأيتام , أو جمعية خيرية ..

 

حسنا ..في المدينة الطبية , يتطوع بعض الاطباء للذهاب خلف الحدود ومعالجة ضحايا الصراعات , وفي مستشفى الإستقلال يجري طبيب قلب مثل قاسم الشمايلة عمليات مجانية لأصدقائه الذين خدموا في القوات المسلحة , هو لايتقاضى من المتقاعدين ...وفي المستشفى الإسلامي يخصص بعض الاطباء أياما للذهاب خارج عمان وتقديم إستشارات مجانية , وفي الخالدي وظيفة علي فريد السعد أن يعالج كل من يدخل مكتبه مجانا ...

 

طبيبة , تكلفة عيادتها (100) ألف دينار وتحتاج لشهرين قمريين من أجل موعد ..وعمرها لم يتجاور (32) عاما ولم تصل بعد إلى درجة (الإستشارية) ...سؤالي هل يوجد في مهنة الطب (بريستيج) ...؟

 

نحتاج من وزارة الصحة , ونقابة الأطباء أن تراقب هذه المهنة , فالسلوك يحتاج لمراقبة ...ذاك أن الإنسانية والإبتسامة هي عصب هذه المهنة وأساسها ..ولكن حين تتحول طبيبة إلى نجمة على الفضائيات , وكل يوم عليها تبديل الزهور في عيادتها فالأمر يصبح تجارة ..وليس مهنة إنسانية ...

 

اين نقابة الأطباء ؟